شرح النووي لحديث:انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام

النووي

انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

  • التصنيفات: فقه الجهاد -

صحيح مسلم:

2406 «حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن حازم عن أبي حازم عن سهل ح وحدثنا قتيبة بن سعيد واللفظ هذا حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن أبي حازم أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» .

شرح النووي:

قوله : ( فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ) هكذا هو في معظم النسخ والروايات : ( يدوكون ) بضم الدال المهملة وبالواو أي يخوضون ويتحدثون في ذلك . وفي بعض النسخ : ( يذكرون ) بإسكان الذال المعجمة وبالراء .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم ) هي الإبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء ، وأنه ليس هناك أعظم منه . وقد سبق بيان أن تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب من الأفهام ، وإلا فذرة من الآخرة الباقية خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها لو تصورت . وفي هذا الحديث بيان فضيلة العلم ، والدعاء إلى الهدى ، وسن السنن الحسنة .