شرح النووي لحديث:  رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه

النووي

لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه

  • التصنيفات: الحديث وعلومه -

صحيح مسلم:

2408 حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسمعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال « انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم وحدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلاهما عن أبي حيان بهذا الإسناد نحو حديث إسمعيل وزاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» .

شرح النووي:

قوله : ( ماء يدعى خما بين مكة والمدينة ) هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم ، وهو اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الحسنة ، عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة فيقال : غدير خم .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنا تارك فيكم ثقلين فذكر كتاب الله ، وأهل بيته ) قال العلماء : سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل : لثقل العمل بهما .

قوله : ( ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) هو بضم الحاء وتخفيف الراء ، والمراد بالصدقة الزكاة ، وهي حرام عندنا على بني هاشم وبني المطلب ، وقال مالك بنو هاشم فقط ، وقيل : بنو قصي ، وقيل : قريش كلها .

قوله في الرواية الأخرى : ( فقلنا : من أهل بيته نساؤه قال : لا ) هذا دليل لإبطال قول من قال : هم قريش كلها ؛ فقد كان في نسائه قرشيات ، وهن عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وسودة ، وأم حبيبة رضي الله عنهن وأما قوله في الرواية الأخرى : ( نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) قال : وفي الرواية الأخرى : فقلنا : ( من أهل بيته نساؤه قال : لا ) فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ، ويعولهم ، وأمر باحترامهم وإكرامهم ، وسماهم ثقلا ووعظ في حقوقهم وذكر ، فنساؤه داخلات في هذا كله ، ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله : ( نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) فاتفقت الروايتان .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( كتاب الله عز وجل هو حبل الله ) قيل المراد بحبل الله عهده ، وقيل : السبب الموصل إلى رضاه ورحمته ، وقيل : هو نوره الذي يهدي به .

قوله : ( المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ) أي القطعة منه .

الدرر السنية