درب السعادة

منذ 2001-11-01
يقول الله - تبارك وتعالى - : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

إن طريق الإيمان والعمل الصالح ، هو الدرب الذي رسمه لنا المولى - عز وجل - وأوجب علينا اتباعه ، ووعدنا عليه الحياة الطيبة في الدنيا ، والثواب العظيم في الآخرة ، فلذلك تجد الإنسان المؤمن الذي عرف ربه ووجه قلبه للدار الآخرة ، وسلك طريق الاستقامة والصلاح ، يعيش مطمئن البال ، منشرح الصدر ، هادئ السريرة ، عزيز النفس ، طليق الوجه ، قد ملأت الراحة النفسية جوانب قلبه ، وظهرت أماراتها على محياه ، وذلك بسبب اتصاله بربه ، وتوكله عليه ، ويقينه بخالقه ، وقناعته بما وهبه الله له ، ورضاه بما يقدره ربه له ، وتوحد همه في العمل للدار الآخرة ، وإن أصابه بلاء يمتحنه الله به ، فإنه يستلذ هذا البلاء في جنب الله ، ويحتسب الأجر والثواب عليه .

وأما من تنكب درب الهدى والصلاح ، وهام في أودية المعاصي ، وغرق في بحارها ، وجعل الدنيا غايته الأولى ، وهمه الأكبر ، مهما بلغ من الثراء واعتلى من المناصب وأوتي من متاع الدنيا ما أوتي ، فإنه تتشعب به الهموم ، فيعيش في جو من القلق والضيق ، وقلما يشعر بالطمأنينة وراحة البال ، لابتعاده عن طريق الاطمئنان ، وقلقه على فوات مصالحه الدينية ، وخوفه من تعسر الرزق عليه ، أو جفاء الناس له ، أو حلول المصائب والنكبات عليه ، كأنه واقف على خشبة وسط البحر تتقاذفها الأمواج ، يحسب كل صيحة عليه ، مصداقا لقوله تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.

فليست السعادة في كثرة الأموال ، ولا عظم الجاه ، ولا في البيوت الفارهة والسيارات الفخمة ، والمناصب العالية ، وسعة الممتلكات ، فكم رأيت وكم سترى من أناس حازوا من متاع الدنيا ما حازوا ، ولكنهم لم يعرفوا الراحة والاستقرار طول حياتهم ، عندما ابتعدوا عن الله وتنكبوا طريق هدايته ، فخلفوا كل ذلك خلف ظهورهم ، ولم يحملوا منه شيئا إلى قبورهم ، فلا هم ارتاحوا بأموالهم وجاههم في الدنيا ، ولا هم قدموها لآخرتهم .

ونحن نؤمن أن هذه الأمور نعم وهبها الله من شاء من عباده ، غير أنها جعلها الله وسائل يقطع بها الإنسان هذه الحياة ، ويتغلب بها على مصاعبها ، لا وسائل صد وابتعاد عنه - سبحانه وتعالى ، فهي توفر الراحة والاطمئنان في ظل الهداية والعمل والصالح ، ولا تغني بأي حال من الأحوال عن سر السعادة الحقيقي ، وهو التقوى ، فالسعادة كل السعادة في اتباع منهج الله والسير في درب الخير والصلاح ، والشقاء كل الشقاء في الابتعاد عن المنهج القويم ، وتنكب طريق الهداية ، والتنافس على الدنيا والتكاثر عليها .

محمد المسقري
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 23
  • 0
  • 59,067
  • abdeen hatab

      منذ
    اللهم نسألك سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني في هده المقاله,انها ساهمت في فتح باب مفهوم السعاده [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبني ان هده المقالهوقفت على هاد الحد.فوجود السعادة في الصلاة و الصوم و....ما هو الا مفتاح السعادة,لان السعادة الحقيقية و الكاملة هي يوم بفلح العبد عند خالقه ووجد عنده ما وعده به.ساعتها يكون العبد قدنال اجره بالسغادة الابديه
  • خليل قداري

      منذ
    [[أعجبني:]] كل شئ يعجب في هذا الموقع الرائع
  • يوسف

      منذ
    [[أعجبني:]] السعادة الحقيقية
  • ابو اميمه

      منذ
    [[أعجبني:]] الارشاد الى الخير والسعاده في الدارين الاولى والاخرى ويكفي انك تريد الخير والدال على الخير كفاعله.وجزاكم الله خيرا
  • عفاف

      منذ
    [[أعجبني:]] من اعتمد على ماله ضل،و من اعتمد على الناس مل،و من اعتمد على كاهله زل،و من اعتمد على الله فلا مل و لا ضل و لا زل.إذن من ابتغى السعادة في غير الله كانت له حزنا و غما و أسعدنا الله و إياكم بذكره و عبادته و جعلنا من الفائزين في الدارين.آمييييييييييين
  • الصخري

      منذ
    [[أعجبني:]] هو كلام الله في منتداكم الكريم [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبني هو كلامكم الذي تقولون فيه هذا الكلام ونحن في زمان الاخ يقتل اخيه وزمان القابض علي دينه كل القابظ علي جمره ونحن في وقت القوه والقوي ياكل الضعيف ولاكن نسيتم انه الله جعل لكم عقل كي تجاهدو في سبيله والعين بالعين والسن بالسن اما انتم تشغلون انفسكم في اشياء ونصائح واخواتكم في فلسطين والعراق يغتصبن ان لله وان اليه راجعون
  • عمر طالب الراوي

      منذ
    [[أعجبني:]] ان الاسلام شي عجيب والله ونرجو ان يرسلو اكثر من المواقع الاسلاميه حتلى باذن الله ان ننتصر على الكافرين
  • عمر طالب الراوي

      منذ
    [[أعجبني:]] الجهاد في العراق ولله الحمد ونرجو من الدعاة ان يدعو لنا للنصر
  • علياء عبد الخالق

      منذ
    [[أعجبني:]] المقاله جيده ومميزه وسلسه المفردات وتناسب كل الاعمار ومختلف الثقافات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً