تهنئة رمضان لأهل الثغور

منذ 2005-10-08

تعم الفرحة عالمنا الإسلامي من مشرقه إلى مغربه كل عام بحلول هذا الضيف العزيز الكريم علينا.. فهلاّ حاولنا إضفاء الفرحة والابتسامة على شفاه الآخرين، من يتامى أو ثكالى أو معوذين..

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..

إلى كل مجاهد في ثغر من ثغور الإسلام ..
إلى كل عالم وداعية منفي خارج بلاده..
إلى كل مسلم موارى في سجون طواغيت الغرب والشرق..
إلى كل أم ثكلى فقدت ابنها في سبيل الله..
إلى كل أرملة حزينة فقدت زوجها الشهيد..
إلى كل ابن من أبناء المجاهدين إلى كل بنت من بنات المضطهدين.


"كل عام وأنتم بخير"
وأسأل الله تعالى ألا يأتي عليكم رمضان قادم إلا وكل منكم قد نال مبتغاه، وفرّج الله كربه، ويسّر له أمره.


إلى أمة الإسلام: سلام عليك.. أسأل الملك أن يعجل بنصرك، ويعلي من كلمتك، ويرفع فوق الرؤوس رايتك.


أخي.. أخيتي

تعم الفرحة عالمنا الإسلامي من مشرقه إلى مغربه كل عام بحلول هذا الضيف العزيز الكريم علينا.. فهلاّ حاولنا إضفاء الفرحة والابتسامة على شفاه الآخرين، من يتامى أو ثكالى أو معوذين.

مع انطلاق أذان المغرب من كل يوم من أيام رمضان ونحن ننظر لأبنائنا بين أيدينا، يتناولون إفطارهم، وقد غمرتهم السعادة وملئت قلوبنا السكينة بفرحتنا بهم وسعادتنا لفرحهم..

علينا أن نتذكّر أن هناك من يفطر بالعراء، وقد فقد داراً تأويه أو عزيزاً يسكن إليه، فلا أقل من أن نذكرهم بدعاء وتضرّع وابتهال إلى الله أن يفرّج كربهم، ويجبر مصابهم، وهناك وليس بمنأى منا، من يذود عن حياض الإسلام، في قلب العروبة بفلسطين والعراق، وفي بلاد القوقاز، وفي أرض الأفغان، وغيرها من أراضي الإسلام.

فلا أقل من أن نتذكرهم بدعاء في أسحار رمضان، بقلب مفتوح، ونفس متعلّقة بالعرش بأن يفتح الله عليهم وينصرهم على عدونا وعدوهم، فوالله ما ذهبوا هناك إلا لنطمئن نحن في فرشنا ونهنأ بنسائنا، ونتمتع بالنظر إلى أبناءنا .

مع إشراقة رمضان وشذى عطره النفاذ، تزداد النفس شفافية مع ربها سبحانه.. ومع هذه الشفافية تنطلق الدعوات الصالحات، في هدأة الليالي لتعانق نسيم الأسحار متضرعة إلى ملك جبار.. وفي نفس الهدئة ومع نفس النسمات تتعانق أنفس الأسرى هنا وهناك؛ هنا في سجون ظلم ما ضمتهم ولا نقمت منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، وهناك بعيداً بعيداً عن الأوطان في سجون ما ضمتهم إلا لأنهم هرعوا لنصرة إخوانهم وغوثهم وإعانتهم..

فاللهم يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعّال لما يريد يا غياث المستغيثين أغثنا وأغثهم.

وبعد الإفطار مع شوق الانتظار، يهب الأجاويد لملاقاة الحميد المجيد في صلاة التراويح، يتلون القرآن وينهلون من معين التسبيح، وتتهادى الكلمات من أفواه الدعاة الكماة بين الصلوات، كلؤلؤ منثور يحيط بالحضور، وفي نفس الأوقات تجد أصنافاً من الدعاة قد أبعدوا عن ديارهم، وأخرجوا من أوطانهم، لا لشيء، سوى أنهم صدعوا بالحق وأعلنوا عقيدتهم، يتمنون بكل جوارحهم مشاركة أمتهم بفرحتها في رمضان، فلا تنسوهم بصالح الدعاء بأن يردهم الله إلى أوطانهم، ويؤيدهم ويؤيد بهم شرعه ودينه.

وعلى كل منا أن يتذكر نعم الله عليه، وأولاها بالشكر وأعلاها في الذكر نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة ومنة، ومن شكر هذه النعمة العودة إلى منعمها بامتثال ما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر، والعودة إلى ملته الغراء المحجة البيضاء..

فإياكم إياكم والزيغ عنها؛ فلا يزيغ عنها إلا هالك.. فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.

ومن شكر النعمة ألا تعصي الله بها، ونعمة الوقت من أجلّ النعم لأنك لو استغللتها كما يجب أورثتك الجنة، ولو ضيّعتها فقد ضيّعت الأمانة..
أما لو قضيتها في لهو محرم، وفحش وبذاء، فقد بارزت الله بالمعصية.. فإياك إياك، وما أعده شياطين الجن والإنس لإفساد رمضان على عباد الله..

وتذكّر إخوانك ممن يقضونه في جهاد وذكر وشكر، واعتكاف وطواف، وقف مع نفسك واجعل من رمضان بداية جديدة، تحمل معها رسالة الإسلام على عاتقك لتهديها لمن بعدك، كما أهداها لك من قبلك ناصعة بيضاء نقية.. فالله الله في الأمانة.

وأوصيك أخي /أختي بألا تدع باباً من الخير تستطيع أن تأتيه في رمضان إلا أتيته، فلا تضيع القرآن أوالصدقات أو الصلوات أو الدعوة أو الأمر بالمعروف أو العمرة، وكل على حسب جهده، فكن من أصحاب الهمم العالية.


اللهم بلّغنا رمضان، اللهم تقبل من رمضان واستلمه منا متقبلاً، اللهم هيّء للامة أمر رشد يعزّ فيه أهل طاعتك ويذلّ فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر..
اللهم انصر المجاهدين في كل دار، وفرّج كرب الأسرى الأبرار، ويسر الهدى للعاصين والفجّار..


أترككم في رعاية الله وأمنه

محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 19,500
  • السيد فاروق

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال طيب وجزاكم الله خيرا شهر رمضان شهر كريم ، ورد ذكره في القرآن، وخصه الله سبحانه وتعالى بعبادة عظيمة القدر، عظيمة الأجر، فيها ليلة عظيمة شريفة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف كتاب: قال الله سبحانه وتعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر) شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الصيام: قال الله تعالى(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينّات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) إنّ مقدار الأجر الذي قد يفوت الإنسان من ترك صيام هذا الشهر كبير ، ففي الحديث القدسي قال الله سبحانه وتعالى (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ).متفق عليه. في هذا الشهر يمن الله على عباده بأسر ألدّ أعدائه له، الشيطان، فيصبح العبد مقبلاً على طاعة ربه من غير صادٍّ يمنعه عن الخير غير النفس الأمّارة بالسوء، فإن زكّى هذه النفس فقد أفلح وأنجح، ومن أتبعها شهواته فقد خاب وخسر. فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :(إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)رواه البخاري ومسلم. ومع تسهيل الربّ عزّ وجلّ لنا سبل الطاعات، نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرغبّنا في الإكثار من الباقيات الصالحات بقوله وفعله، فكما ورد في صحيح البخاري فيما يرويه عنه حبر هذه الأمة وابن عمّه: ابن عباس رضي الله عنه فيقول :(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) أخي المسلم، يبعث الله في أول ليلة من هذا الشهر المبارك منادياً ينادي ويرشد إلى ما يحبّه الله ويرضاه كما جاء في الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) [[لم يعجبني:]] عدمالتطرق لموضوع تارك الصلاة فى رمضان وكذلك هاجر القران ،،،
  • ام الخطاب

      منذ
    [[أعجبني:]] الله الله في اهل الثغور لا تنسوهم من دعاء واياي واياكم احبتي من ناتي يوم القيامة وليس لنا خصم سواهم فالولاء الولاء
  • أبو زياد الكناني

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله - أبكيتنا والله ! نسأل الله شكر النعمة .. ونسأله ان يستخدمنا لنصرة دينه والذب عن شرعة نبيه ورفع لواء سنته .. بارك الله فيكم ، ونصر إخواننا المرابطين بكل مكان وفك أسر المأسورين ، ورد المشردين منهم الى ديارهم واهليهم مرداً جميلاً . اللهم آمين .
  • ابو حمزه

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيراً علي هذة الاسطر...

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً