إلى من عصفت بهم شبهات النصارى

منذ 2006-06-07


وصلتنا هذه الرسالة من أحد الشباب الغيورين، واسمه أحمد:

"بسم الله الرحمن الرحيم. وبعد، إن الأمر الذي أريد تبليغه ونشره خطير يتعلق بموقع للنصارى ينفون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويفندون الإعجاز العلمي للقرآن، ويردّون على آيات القرآن ويبرهنون على تناقضها، وأن الإسلام دين لا أساس له، كما يردّون على الحديث الشريف وهم يستعرضون لذلك كتباً للتحميل، ويردون على كتب إسلامية كـ (إظهار الحق) و (هداية الحيارى) وغيرها.
أنا كمسلم أشعر بضيق وهمّ في قلبي، وهؤلاء يقولون ما يريدون ونحن صامتون."


أما في معرض الرد فأقول مستعيناً بالله:
بسم الله اللطيف الخبير، القائل في كتابه الكريم { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة:109].

أخي أحمد بارك الله فيك وفي غيرتك على الإسلام..
أولاً أحب أن اذكر كلاماً سمعته من الشيخ عبد المجيد الزنداني -وهو متخصص في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة- في معرض رده على أسئلة بعض الحيارى من المسلمين، حيث قال:

" كنت وأنا في سنك (يقصد السائل)، أقول في نفسي: عندي أسئلة لو عرضتها على شيخ الأزهر لجعلته كافراً! هكذا كان الشيطان ينفخ في نفسي، وينفخ في ذهني بعض هذه المعاني. ولكني بعد أن بحثت، وبعد أن درست، وبعد أن علمت، علمت أن الكلام الذي أقوله قد خاضه الذين من قبلي بزمن طويل، وقد تصدى له علماء الإسلام وخاضوا فيه أكثر مما خضت فيه، وبيّنوا جوانبه أكثر مما كانت تطرأ على ذهني، فعلمت فقط أنها نفخة شيطان، تريد أن تغرني، وأني لست أنا صاحب الفكر العبقري الذي لا يقف عند حد، ويصل إلى ما لا يصل إليه الناس".

وأحب أن اذكر قصة حدثت مع الشيخ محمد العريفي حين كان في رحلة دعوية إلى إحدى الدول الأوروبية، هو ومجموعة من زملائه، ويخبر فيها عن كيفية اجتهاد الشباب النصراني في الدعوة إلى النصرانية، فيقول:

"أنه في إحدى محطات القطار في تلك الدولة الأوروبية، كانت هناك فتاة معها منشورات وما شابه، أخذت تكلم أحد زملائي وتدعوه للنصرانية، وأخذت تلقي عليه الشبهات والافتراءات على الإسلام لتشككه في دينه، وأخذ يرد عليها، فتباغته بشبهات أخرى، فيرد عليها، ثم بعد أن فرغت جعبتها، أخذ هو يخبرها بشبهات ضد الإسلام ويرد عليها؛ فهي لم تعلم أنها أتت لتدعوا الشخص الخطأ! شخص متخصص في الأديان والمذاهب".

الشاهد هنا أخي أحمد، أن هذه الشبهات والافتراءات تبددت بالعلم والمعرفة بدين الله، كما في حالة الشيخ الزنداني عندما درس وتعلّم أمور دينه، وزميل الشيخ العريفي المتخصص في الأديان والمذاهب، فهذه الشبهات تتهاوى بسهولة أمام العلم بدين الله.
فصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر:9].

أخي أحمد، إن نشر مثل هذه المواقع للتحذير منها فيه محاربة للإسلام أكثر من الدفاع عنه، وأحيلك إلى مقالة لمشرف طريق الإسلام، قام فيها بتوضيح خطورة نشر مثل هذه المواقع:

عنوان المقالة: "بمشاركة المسلمين: دعوة لمحاربة الإسلام !"
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=82

وأذكر لك أخي أحمد في هذا المقام قصة لتصرف إيجابي قام به أحد الإخوة الذين نسأل الله أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين كل خير، وهو أخ معروف بـ"الشيخ مازن":
هذا الأخ كان أحد رفقائه ضحية لمثل هذه المواقع، فأدت به شبهاتهم واتصالاتهم به إلى أن يتنصّر، فيقول الشيخ مازن: "وكل ما أتذكر هذا تدمع عيني"، فكيف يترك هذا الدين بمجرد سماعه لافتراءات رد عليها العلماء منذ زمن.
وبعد أن تكلم معه بعض الأخوة جزاهم الله خيراً، وردوا على أسألته رجع إلى الإسلام ولله الحمد.

يقول الشيخ مازن: "فمن يومها قررت أن أنشاء موقعاً أردّ فيه على افتراءات النصارى الحاقدين، وهذا ما كان بحمد الله، وها هو موقعه شبكة الحقيقة (www.trutheye.com) من المواقع المعروفة في مجال الرد على الشبهات وفيه الكثير من المناظرات في هذا المجال وغيره".

فهذا التصرف الإيجابي من الأخ مازن هدم كثير من محاولات النصارى الحاقدين لتشكيك المسلمين في دينهم، وأرجو من أخي الحبيب أحمد أن يكون له دور إيجابي في خدمة هذا الدين العظيم، وهذا أملنا فيك.

وأهيب بأخي أحمد بأن لا يساعد مثل هذه المواقع على الانتشار، بنشر روابطها، بل عليه أن ينشر الحق بين الناس حتى يتحصنوا بالعلم بالقرآن والسنة من كل شر. ويا حبذا لو تنشر رابط المقالة التي أعطيتك بين أصدقائك، وتطلب منهم أن ينشروها.

وأذكّرك أخي أحمد بقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } [الأنفال:36]. فهذا أبو لهب يفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول عنه أنه ساحر، وأنه مجنون لزوّار مكة بعدما كانوا يقولون عنه الصادق الأمين، ويطلب منهم أن لا يستمعوا له، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، وينتشر الإسلام إلى أن يصل أقاصي الأرض، بفضل الله ثم بفضل أناس آمنوا بربهم، واقتدوا برسولهم صلى الله عليه وسلم في التضحية من أجل إنقاذ الناس من النار، ومن رقّ العبودية لغير الله.

وأحب أن أبشّرك بأن إخوانك في طريق الإسلام بصدد عمل ملف خاص لتبديد نشاطات التنصير، فادعُ الله لنا أن ييسر أمرنا وأن يسدد على الحق خطانا.

وأقدم لك أخي أحمد هذا المقطع الصوتي المؤثر كهدية:

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=35024

أسأل الله أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن يعزنا بالإسلام ويعز الإسلام بنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 8
  • 0
  • 16,686
  • aamayreh

      منذ
    السلام عليكم، جزاكم الله خيرا. www.trutheye.com المذكور في المقال لم يعد يعمل الرجاء وضع رابط بديل
  • أبو خلود

      منذ
    [[أعجبني:]] النصاراني الذي يهاجم الاسلام كمثل من بثوبه خراء ويعيب علينا الطيب الذي تفوح رائحته من المسلم ...فهو لا يعرف الطيب ..لأن الخراء يملأ أنفه
  • أبو يوسف الجزائري

      منذ
    [[أعجبني:]] قال الله تعالى :وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (سورة العصر) أشكر كل اخواننا المسلمين في كل مكان على غيرتهم على دينهم . كما اوصيهم ونفسي بالقواعد العظام التي حملتها هذه السورة بالذات. فعلينا بالعلم اولا قبل القول والعمل. فعلى كل مسلم غيور على دينه الحذر ثم الحذر من ان تأخذه غيرته على دينه ان يضع نفسه امام اعداء الدين بلا عدة ولاعتاد ثم بعد ذلك قد يفاجَأ من النصارى وامثالهم بتلك الشبه الواهية التي يصطادون بها العوام فيصيبه من ذلك هم كبير وغم وقد تأخذ حيزا كبيرا من تفكيره حتى قد تؤديه الى مالا يحمد عقباه نسأل الله العافية. فعلى كل من يحب ان يكون جنديا من جنود الله الأشاوس أن يحرص كل الحرص على الزاد اولا واعداد المستطاع امتثالا لقوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة - الآية -. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله .
  • adel samy

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى الرد الهادئ وعد التشنج .. اعجبتنى الايات فى سياق المقالة .. اعجبنى جدا جدا الوصلات الموضحة بالمقال وهى تعزيز مهم ومطلوب .. اعجبنى التطرق للموضوع اصلا فلقد زاد وانتشر هذا الموضوع بشكل رهيب وحتى انا ممن اصابهم الهم والنكد ليس علىما يقولون فى حق الرسول صلى الله عليه وسلم وانما لجهلى بالرد عليهم وتيه معلوماتى ووقفى مقيد اليدين عاجز امام افترائتهم . [[لم يعجبني:]] اقتصار مثل هذا المقال على هذا الموقع فقط .. عدم النشاط اريد الانتشار اكثر واكثر .
  • الشيمي

      منذ
    [[أعجبني:]] الغيره علي الدين [[لم يعجبني:]] عدم الرد علي المكذبين
  • Amr

      منذ
    [[أعجبني:]] El Salam Alikom w Rahmat ALLAH w Brkato Thank you brother for this article and great thanks to brothers who are caring about Islam And I am asking ALLAH to guide us to help and support our Islam as those working people in islamway or other sites Once I was in a foreign country and I met a christian girl and she started to invite me and after a long discussion I asked her Do you understand Arabic she: No I : I will repeat now 2 separate sections in Arabic and then I will ask You about Your feeling She: okay I : First section was AIAT EL KORSEE and the second section was some sentences in arabic about my family DO YOU KNOW WHAT SHE SAID????????????? She: The first section is a kind of Worship and the second one is your speech I wounder HOW SHE RECOGNIZED THE DIFFERENCE but no wounder this is the talk of ALLAH Actually I applied this idea after I heared it from SHIK MOHAMMED ELORAFEE Try it if you are living abroad Iam asking ALLAH to guide all of us. GZAKOM ALLAH KIRAN
  • مهندس محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] كله ماعدا قليل [[لم يعجبني:]] الاهتمام والنصيحه لاحمد بعدم نشر اسماء هذه المواقع فهى شبهات واهيه ولكن ليس للجميع وهذه النصيحه تعطى انطباعا غايه فى السوء
  • ahmad

      منذ
    [[أعجبني:]] العقيدة المحرفةالنصرانية ليست دين!!!انها أشبه بمسرحية هزلية وضعها رجل لا يؤمن بوجود اله!! [[لم يعجبني:]] الأخ احمد مكبر الموضوع حبتين!!يا عم سيبك منهم ولا تعبرهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً