دخلت النت داعية فخرجت عاشقة

منذ 2006-08-01

تحكي "س.م" قصتها مع غرفة المحادثة فقالت: أنا فتاة جامعية عمري 30 عامًا, كنتأدخل المنتديات الشرعية بهدف الدعوة إلى الله, وكانت لديّ الرغبة أن أشاركفي حوارات كنت أعتقد أنها تناقش قضايا مهمة وحساسة، تهمني في المقامالأول، وتهم الدعوة، مثل الفضائيات واستغلالها في الدعوة, ومشروعية الزواجعبر الإنترنت.

وكان من بين المشاركين شاب متفتح ذكي، شعرت بأنهأكثر ودًا نحوي من الآخرين, ومع أن المواضيع عامة إلا أن مشاركته كان لديإحساس أنها موجهة لي وحدي! ولا أدري كيف سحرتني كلماته؟ فتظل عيناي تتخطفأسطره النابضة بالإبداع والبيان الساحر ـ بينما يتفجر في داخلي سيل عارممن الزهو والإعجاب، يحطم قلبي الجليدي في دعة وسلام, ومع دفء كلماتهورهافة مشاعره وحنانه أسبح في أحلام وردية وخيالات محلقة في سماء الوجود.

ذات مرة ذكر لرواد الساحة أنه متخصص في الشؤون النفسية، ساعتها شعرت أننيمحتاجة إليه بشدة، وبغريزة الأنثى، أريد أن يعالجني وحدي, فسوّلت لي نفسيأن أفكر في الانفراد به وإلى الأبد. وبدون أن أشعر طلبت منه -بشيء منالحياء- أن أضيفه على قائمة الحوار المباشر معي, وهكذا استدرجته إلى عالميالخاص. وأنا في قمة الاضطراب كالضفدعة أرتعش، وحبات العرق تنهال على وجهيبغزارة ماء الحياء, وهو لأول مرة ينسكب.. ولعلها الأخيرة.


بدأت أعد نفسي بدهاء صاحبات يوسف؛ فما أن أشكو له من علة إلا أفكر في أخرى. وهوكالعادة لا يضن عليّ بكلمات الثناء والحب والحنان والتشجيع وبث روح الأملوالسعادة, إنه وإن لم يكن طبيبًا نفسيًا إلا أنه موهوب ذكي لمّاح يعرف ماتريده الأنثى.

الدقائق أصبحت تمتد لساعات, في كل مرة كلماته كانتبمثابة البلسم الذي يشفي الجراح, فأشعر بمنتهى الراحة وأنا أجد من يشاركنيهمومي وآلامي ويمنحني الأمل والتفاؤل, دائمًا يحدثني بحنان وشفقة ويتوجعويتأوه لمعاناتي، ما أعطاني شعور أمان من خلاله أبوح له بإعجابي الذي لايوصف, ولا أجد حرجًا في مغازلته وممازحته بغلاف من التمنع والدلال الذييتفجر في الأنثى وهي تستعرض فتنتها وموهبتها.
انقطعت خدمة الإنترنت ليومين لأسباب فنية, فجن جنوني.. وثارت ثائرتي.. أظلمت الدنيا في عيني..

وعندما عادت الخدمة عادت لي الفرحة.. أسرعت إليه وقد وصلت علاقتي معه ما وصلتإليه.. حاولت أن أتجلّد وأن أعطيه انطباعاً زائفاً أن علاقتنا هذه يجب أنتقف في حدود معينة، وأنا في نفسي أحاول أن أختبر مدى تعلّقه بي.. قال لي: لا أنا ولا أنت يستطيع أن ينكر احتياج كل منا
إلى الآخر، وبدأ يسألني أسئلة حارة أشعرتني بوده وإخلاص نيته.

ودون أن أدري طلبت رقم هاتفه حتى إذا تعثرت الخدمة لا سمح الله أجد طريقًاللتواصل معه.. كيف لا وهو طبيبي الذي يشفي لوعتي وهيامي!! وما هي إلا ساعةوالسماعة المحرمة بين يدي أكاد ألثم مفاتيح اللوحة الجامدة.. لقد تلاشى منداخلي كل وازع!


وتهشم كل التزام كنت أدّعيه وأدعو إليه. بدأتنفسي الأمّارة بالسوء تزيّن لي أفعالي وتدفعني إلى الضلال بحجة أنني أسعىلزواج من أحب بسنة الله ورسوله.

وتوالت الاتصالات عبر الهاتف.. أما آخر اتصال معه فقد امتد لساعات قلت له: هل يمكن لعلاقتنا هذه أن تتوجبزواج؟ فأنت أكثر إنسان أنا أحس معه بالأمان؟! ضحك وقال لي بتهكم: أنا لاأشعر بالأمان.. ولا أخفيك أنني سأتزوج من فتاة أعرفها قبلك. أما أنتفصديقة، وتصلحين أن تكوني عشيقة، عندها جن جنوني وشعرت أنه يحتقرني فقلتله: أنت سافل..

قال: ربما, ولكن العين لا تعلو على الحاجب.. شعرتأنه يذلني أكثر قلت له: أنا أشرف منك ومن... قال لي: أنتِ آخر من يتكلم عنالشرف!! لحظتها وقعت منهارة مغشى عليّ.. وقعت نفسيًا عليها.

وجدت نفسي في المستشفى, وعندما أفقت، أفقت على حقيقة مُرَّة, فقد دخلت الإنترنت داعية, وتركته وأنا لا أصلح إلا عشيقة!!

ماذا جرى؟! لقد اتبعت فقه إبليس اللعين الذي باسم الدعوة أدخلني غرف الضلال, فأهملت تلاوة القرآن وأضعت الصلاة، وأهملت دروسي، وتدنى تحصيلي, وكم كنتواهمة ومخدوعة بالسعادة التي أنالها من حب النت..

إن غرفة المحادثة فتنة.. احذرن منها أخواتي فلا خير يأتي منها مالم تضعي لنفسك حواجز إيمانية تمنعك من الانجراف وراء الملذات.

  • 13
  • 0
  • 17,027
  • sewer

      منذ
    [[أعجبني:]] يجب أن تقرأها كل فتاة؟ [[لم يعجبني:]] تصديق الفتاة لكلام لا تعرف من هو قائله........
  • أبو رفيدة

      منذ
    [[أعجبني:]] أسلوب عرض القضية ونهايتها السعيدة بأقل خسارة نعم بأقل خسارة أو بدون خسارة، هذا الشاب الذي شارك في المحادثة كان في مستوى اخلاقي اعلى من آخرين شاركو في امثال هذه المحادثات الآثمة وأغووا المغفلات الائي وثقن بهم واستدرجوهن إلى الفاحشة حتى وقعت كوارث قرأنا عنها في الجرائد والمجلات والمواقع ولا حول ولا قوة إلا بالله,,, وذلك كله بسبب التقنيات الحديثة وقلة الدين وضعف التربية وامثال هذه الوقائع كثيرة في بلاد المسلمين بسبب غفلة الأولياء وجهلهم بالواقع والله المستعان
  • ابرااهيم ابوعمر

      منذ
    [[أعجبني:]] يقول الله تعالى "احسب الناس ان يتركوا ان يقولو امنا وهم لا يفتنون "
  • حسن

      منذ
    [[أعجبني:]] أنهاأعلمهامباشرة وصارحهابالواقع ولم يتلاعب بحجة الزواج كما يفعل كثير من ويأخذمايريدثم يتركه بدون أي كلام فلقد صارحها ونصحها وإن لم يكن يقصد ذلك
  • sally

      منذ
    [[أعجبني:]] توبة هذه الفتاه وانها حزينه بصدق اللهم اغفر لها ولنا وتقبلها من التوابين الصادقين [[لم يعجبني:]] مثل هؤلاء الشباب الذين يلعبون بقلوب الفتيات اللهم اهد شباب وفتيات امة حبيبك محمد عليه الصلاة والسلام
  • دنيا سعد

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني صراحة الفتاه وتفهما ورجوعها لله سبحانه وتعالى ونصيحتها لإخوانها في الله [[لم يعجبني:]] إنها استسلمت بكل سهوله ولم تضع حدود لهذه العلاقة تحت ستار او عنوان الزواج وهل يأتي الزواج من الشات ولم تعجبني جراءتها
  • ساره عبد الكريم

      منذ
    [[أعجبني:]] رواية الفتاة هذه تحدث كل يوم وكل ساعة على مقاهي الإنترنت وغرف الدردشة والشات واذكر انى فعلا وقعت فى المحظور وان اعز صديقاتى تعرضت لهذا ايضا تحت شعار الارتباط الرسمي فى المستقبل [[لم يعجبني:]] لم يعجبنى انهيار الفتاة وعدم قوة ايمانها وعدم تمسكها بدنها
  • أبو عبدالرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجتني الصراحة اللتي ينتج عنها نفع الأخوات المسلمات [[لم يعجبني:]] عدم ذكر استشهاد قرآني أو حديث بما يخص في عدم اتباع خطوات الشيطان.
  • أم اروى

      منذ
    [[أعجبني:]] احب الفتيات اللواتي يحسن بالذنب
  • driss ettaik

      منذ
    [[أعجبني:]] sara7at alokht fi tajréba alati marate biha wa al maw3ida al mowajaha likoli okht mouslima kay taakhoda 7idraha 3inda dokhol mawa9i3 adardacha. [[لم يعجبني:]] achakl al3atifé almoubalagh fih ila darajat alwo9o3 fi alma7dour diniyane.assalo lil okht almaghfira .

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً