من قصص انتفاضة الأقصى

منذ 2007-04-05

خارت قواها ونقلت إلى المستشفى في حالة غيبوبة، وكانت الأم المفجوعة قد علمت بنبأ استشهاد ابنها أثناء متابعتها أحداث الانتفاضة عبر شاشة التلفزيون، وما أن سمعت بالخبر حتى اتصلت على الفور للتأكد من صحته،

من قصص انتفاضة الأقصى

والدة الشهيد أبو عتيق



احتضنت التلفاز لتودع ابنها

اندفعت الأم الحنونة باتجاه التلفاز لتحتضنه وتقبله بحرارة ودموع ساخنة، وهي تودع ابنها الشهيد "مصباح أبو عتيق" من سكان بيت لاهيا شمال غزة، كيف لا وقد تلقت نبأ استشهاده كالصاعقة، وتابعت جنازته التي حرمت من المشاركة فيها هي ووالده، عبر شاشة تلفزيون فلسطين حتى خارت قواها ونقلت إلى المستشفى في حالة غيبوبة، وكانت الأم المفجوعة قد علمت بنبأ استشهاد ابنها أثناء متابعتها أحداث الانتفاضة عبر شاشة التلفزيون، وما أن سمعت بالخبر حتى اتصلت على الفور للتأكد من صحته، حيث تردد جيرانها في عمان بإبلاغها به ومما زاد حزنها وآلمها أنها لن تستطيع أن تودعه وتلقي عليه النظرة الأخيرة، ولم يكن أمامها خيار آخر سوى متابعة مراسم تشييع جنازته في اليوم التالي من خلال شاشة التلفاز الفلسطيني، ولم تستطع تمالك نفسها فارتمت على شاشة التلفزيون تحتضن جثمان ابنها وتقبله.

هكذا مزقت الكوبرا أحشاء الطفل سامر

ما إن سمع الطفل سامر طبنجة [12] عاماً صوت طائرة الهيلوكبتر يهدر فوق مدينته "نابلس"، حتى هرع تاركاً كتبه ودروسه والتحق بعشرات الأطفال والفتية الذين ركزوا بأبصارهم نحو الطائرة التي كانت تنثر الرصاص والموت في محيط "مقام يوسف" بالمدينة، وما هي إلا دقائق حتى ارتدت الطائرة القاتلة كما ترتد الأفعى السامة على ضحيتها، نحو "خلة الرهبان"، وهو الحي الذي يسكنه الطفل والذي يبعد مسافة طويلة عن موقع المواجهات، وأطلقت رصاصة واحدة قاتلة اخترقت جسد الطفل الصغير ومزقت أحشاءه.

كم أحب سامر كتبه وأصدقائه وطائراته، وحين سمع هدير الطائرة ترك دروسه وخرج ليتفرج عليها مع بقية أصدقائه، لكنها كانت طائرة سامة وقاتلة، كانت أفعى، فقد قتلته وانتزعت روحه البريئة.

الأطفال يصرخون بمرارة وخوف: سامر ينزف… سامر ينزف… سامر مات… سامر مات… كان غارقاً بدمه الطاهر ويلفظ أنفاسه الأخيرة…
كان سامر يلعب في محيط بيته، ولم يغادره، فهل من مكان أكثر أماناً للإنسان من بيته؟!!

لم يقترف سامر أي ذنب… لم يكن هناك ما يدعوهم لقتله، أم هل كان ذلك لأن سامر لم يملك سوى براءة الأطفال.

لم يتخيل أحد أن يقتل طفل في مثل هذا المكان، لأنه لا يوجد فيه أدنى حد للخطر على حياتهم، وقد أصيبت والدة الطفل سامر بحالة انهيار عصبي بعد أن فقدت ابنها البكر في لحظة بدت كأنها خارجة عن الزمن، فقد كان أملها في الحياة، كانت ترى فيه المستقبل البعيد، ومع ذلك فقد كان هناك من كانت فاجعته أشد، فقد بدا شقيقه "يوسف" ابن العشرة أعوام كمن يسعى لإعادة شقيقه إلى الحياة، حيث تبع جنازة أخيه التي انطلقت من بيت الأسرة حافياً، دموعه تنهمر على وجنتيه، راجياً من المشيعين أن يعيدوه إلى البيت.

رحل وائل تاركاً كتبه وذكرياته وأحلامه الصغيرة ولم يعد لوداع والدته
يا ويلي كبرته وعلّمته وقتلوه… القتلة… المجرمين… عبارات رددتها والدة الشهيد "وائل قطاوي" ابن [14] ربيعاً في وجوم وصمت، في غمرة من الحزن الشديد على طفلها وفلذة كبدها، فبالرغم من أن لها أبناء آخرين، إلا أن "وائل" كان الأقرب لها.

رحل "وائل" ابن الصف العاشر الصناعي تاركاً وراءه كتبه وذكرياته وأحلامه الطفولية الصغيرة، حتى من غير أن يودع والدته الوداع الأخير، عندما أصيب برصاصة قاتلة غادرة من رصاصات الحقد مزقت عينه واخترقت رأسه من الخلف، هذا المشهد الدموي الذي لم ولن ينساه أصدقاؤه ورفاق دربه الذين تبعوا جنازته ودموعهم لم تفارق أعينهم، وذكرياتهم تحلق أمامهم في الأفق البعيد.

ابنة الشهيد عليوة : أبي لن يعود إلى المنزل

نعم أعرف جيداً أن أبى لن يعود إلى المنزل بعد الآن، لن أراه، لن ألعب معه، وأجلس في حضنه الدافئ، لن أستطيع البكاء على كتفه بعد الآن، لقد قتله جنود الاحتلال … قتلوه… أصابوه برصاصة في صدره، إنني أكرههم، لأنهم قتلوا والدي.. وجعلوني وإخوتي أيتاماً..

هكذا وصفت الطفلة جميلة [11] عاماً، مشاعرها التي لم تستطع كبتها حين سألناها عن استشهاد والدها سمير عليوة [29] عاماً من حي الشجاعية بغزة، كانت تعبر عما بداخلها بكلماتها البسيطة البريئة، وبحركات يديها وبطريقة كلامها، ودموعها التي لم تفارق عيناها طوال حديثها.

منقول

  • 11
  • 0
  • 17,126
  • الاء من فلسطين

      منذ
    [[أعجبني:]] الواقعية في القصص المذكورة وما تجسده من احداث بالفعل على ارض الواقع فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] روح فلسطين النابض ودم فلسطين الحامى وهواء فلسطين النقى وسوف تنتصر فلسطيين بأدن القدير والجبار عز وجل {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169] [[لم يعجبني:]] حسبيا الله ونعم الوكيل . حسبيا الله ونعم الوكيل .حسبيا الله ونعم الوكيل . حسبيا الله ونعم الوكيل .حسبيا الله ونعم الوكيل
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى روح الشهداء ومحبتهم فى الوطن وانا لله وانا اليه لراجعون وبأدن الله واللهى سوف ترجع فلسطين للفلسطيين وحسبيا الله ونعم الوكيل [[لم يعجبني:]] حسبيا الله ونعم الوكيل
  • يوسف

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم انصر الاسلام و المسلمين و دمر اعداء الدين.و رزقنا صلاة قبل الممات في بيتك المقدس.اللهم عليك بالصهاينة و من معهم.و اهدي حكامنا لما تحب و ترضى امين يارب العالمين
  • من فلسطين

      منذ
    [[أعجبني:]] وما هذه القصص الا القليل لما يحدث في الحياة اليومية وما هو ادها وامر وان الشعب فلسطين يحب ملقاة الله ان شاء الله فكل المسلمين هكذا ان شاء الله الهم وما نقول الا كما يقولون الانبياء والصالحين ربي افرغ علي صبرا من عندك يا عزيز ياكريم يا عفو ياغفور يا صبور ربي ابني لى بيتا في الجنه ونجني من القوم الظالمين ونقول ان لله وان اليه راجعون [[لم يعجبني:]] ان اسرى المسلمين يهنوا في السجون وحتى اجسد الشهداء اسري عند اليهود
  • عيون المجد

      منذ
    [[أعجبني:]] هو اهتمام هذا الموقع بالشأن الفلسطيني ومعاناة اطفال فلسطين وهذه لا تعد 1 % مماهوموجود على ارض الواقع( اننا في فلسطين نموت في اليوم الف مرة من حواجز وتدمير وقصف حتى الليل ننام ونحن في خوف ورعب من اقتحام الجنود الصهاينة للبيوت للاعتقال ونحن لا نعرف لمن الدور كل يوم والعربوالمسلمين نيام في سبات لا ضمير يحركهم لا حول ولا قوة الا بالله )
  • فلسطينية

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم بارك الله فيكم على هذه المقالة التي نقلتم فيها جزءاً من معانة شعب ليس ذنبه إلا أنه وقف ضد الصهاينة الغزاة ليقول لهم لا... لا للركوع.. لا لتهويد القدس... لا وألف لا... ولكن هذه قصص قليلية جداً بالنسبة لما يحدث في فلسطين الحبيبة فحقاً ما خفي كان أعظم وأقسى ... هناك قصص ربما لن يصدقها عقل عاقل... ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل
  • رضى

      منذ
    [[أعجبني:]] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169]
  • ابوعلى

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم انناندعوك ياربنابأسمائك الحسنى ان تنصرالمسلمين المستضعفين فى كل مكان وان تدمر اليهود ومن يعاونهم امين
  • الشعيلي

      منذ
    [[أعجبني:]] جودة الأسلوب و سلاسة التركيب [[لم يعجبني:]] عدم الإطراد في السرد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً