هذه هي المقاطعة الأهم أيها الغيورون

منذ 2002-10-18
أيها الغيورون ، أيها المتألمون ، يا من قاطعتم ودعوتم إلى المقاطعة الاقتصادية ، جزاكم الله خيرا ، وأثابكم على نخوتكم وشهامتكم , واستمروا... ولكـــــــــــــــــــــن اعلموا وتذكروا أن أهم مقاطعة نقوم بها وأهم مقاطعة يتحقق بها لنا النصر على الأعداء، ورد كيدهم ، وإضعاف مخططاتهم ، ويكون بها فلاح أمتنا وعزها واستـــــــــعادتها لأمجادها -بإذن الله- هـــــــــو: مقاطعتها الذنوب.، مقاطعتها الذنوب، فهي والله أساس واقعنا الذليل، وهي والله أس كل البلايا والذل والهوان والضعف والتخبط والتشتت الذي نعيشـــــــــه (1).
فليتنا عندما اهتممنا وذكرنا بمقاطعة البضائع ذكرنا وتذكرنا بنفس الدرجة على الأقـــــــــــــــــل مقاطعة الذنوب والمعاصي.

ولكن للأسف أن الواقع يشير بكل وضوح إلى أن الأمة والدعاة اهتموا بمقاطعة البضائع -ولا نقـــــــــلل من أهميتها- أكثر من اهتمامهم بمقاطعة الذنوب ، ودعوة الأمة بحرارة وجدٍ إلى العودة إلى حقيقة الدين ، والــــــتزام أوامره في كل الأمور. مع أنها هي مرضنا الحقيقي الكبيــــــــــــــــــــــر.

يقول الشيخ المجاهد محمد محمود الصـــــــواف- رحمه الله-:.( فبينما نحن- معشر المسلمين- أمة قاهـــــرة ظاهـــرة في الأرض لنــــــــــــــا الملك والسلطان والسيف والصولجان ؛ ولنـــــــــــــــا الكلمة العليا ؛ إن قلنا أصغـت الدنيا لقولنا ؛ وإن أمرنا خضعت الأمــــــــــــــــــم لأمرنا وسلطاننا ، فلمـــــــــــــا تركنا أمر ربـــــنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنــــــــــــــا الطريق المستقيم الذي رسـمــه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة قوية وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لمــــــــــــــا سلكنا هذا الســبيل المعــــوج صرنا إلى ما صــــــرنا إلـــــيه مــــــن الـفـرقـــــــــــــــــــة والشتات والذل والهوان . وهل في الدنيا والآخرة شر وداء وبلاء إلا وسببــــــــه الذنوب (2) والمعاصي وترك الأوامر والنواهي .). من كتابه القيم (أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب).

، ولنفرض إخوتنا أن أمتنا قاطعت المقاطعة الاقتصادية 100% ...فهل ستنتصر النصر الحقيقي، وتحل مآسيها وآلامها، بينما هي مستمــــــرة في عصيان جبار السماوات والأرض وتمردها على أوامره جهاراً نــــــــــــهاراً وبإصرار واستمرا؟.

لا والله لن يحصل النصر،. لن يحصل النصر الحقيقي الكافي الشافي ونحن هكـــذا .... لأن سنة الله اقتضت ذلك ...قال تعالى : { إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُم }..ومن أصدق من الله قيلا.

ولقد تحمس المسلمون للمقاطعــة الاقتصادية تحمساً كبيراً من تأثرهم وغيرتهم, ولو أن المسلمين تذكَّــــــــــروا وذُكِّــــــــــروا بتركيز قضية العودة والتوبة ومقاطعـــــــــــــــة الذنوب، وعلاقتها بعـز الأمة، ونصرهـا لحصل توجــــــــــــــــــه طيب في الأمة نحو ذلك بإذن الله .

يا أيها المتألمون ، .و يا أيها الغيورون،. ويا أيها المتحسرون على واقع أمتنا ، وذبح إخواننا وأخواتنا وأطفالنا, واغتصاب نسائنا, وهدم المنازل فوق الرؤوس ، وحرق الأحياء, وإذلال الأسرى ، وهدم المساجد, والاســــتهزاء بقيمنا وديننا،أدعوكـــــــــــــــــــم من هنا إلى أن نعزم ونجتهد ونهب ونتفانى في هذا الجانب تطبيـــــــــــــــقاً وتذكيــــــــراً ودعـــــوة وجهــــــــــــــــــاداً...علَّ الفرج أن يأتي.. وعلًّ فجر النصر يشرق من جديد.

_______________________________________________

(1) قد يخطر في فكر المسلمين شبهة أن السبب الأساس لعجز الأمة هو تأخــــــرها التقني والعسكري وتفرقهـــــــــــــــا, والحقيقة أنه سبب هام بلا شك ولكنه ليس السبب الرئيس, لأن سنـــــــة الله اقتضت أن النصر الحقيقي التـــام لا يتحقق لأمتنـــــــا بدون عودة صادقة إليه واستقامة على أوامره حتى لو تقدمت ماديا وعسكرياً واتحــــــــــــــــدت. ومن المعروف على مدى العصور أن أمتنا كان لها الشأن والقوة بــــل وحتى التقدم المادي عندما كانت مطبقة لدينها, وأن بداية تأخرها وضعفها وذهاب عزها تحصل عندما تنحرف عن دينها وشريعة ربها, لذا فالتخلف التقني والعسكري والتفرق في الأمة الإسلامية لاشك أنه من أسباب ضعفها ولكنه نتج بالدرجة الأولى من ُبعدها عن الله و حقيقة منهج الإسلام. وهو بالدرجة الأولى عرضٌ للمرض الأساس للأمة وليس هو المرض نفسه.، ثم إن الأمة الإسلامية إذا صدقت في العودة إلى الله والاستقامة على شرعه ثم جاهدت أعداءها في الوقت والظرف المناسب- فهي منصورة بإذن الله ولو لم تصل في العدة والعتاد والاستعداد إلى مثل مســـــــتوى أعدائها, فقط هي مطالبة بأن تعد ما تستطيعه من القوة وقتئذٍ. وتاريخنا الإسلامي شاهد على انتصارات المسلمين الكثيرة على أعداء لهم فاقوهم كثيرا في استعداداتهم المادية . وحبذا الرجوع إلى رسالة قيمة من نشر دار ابن المبارك تتحدث عن هذا الموضوع عنوانها (ما هو سبب تخلف المسلمين).

(2) لا يخلو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية, ولكن الخطورة على الفرد والأمة تكمن في الإصرار عليها والمجاهرة بها, وهذا ما يجب على المسلم أن ينتبه له غاية الانتباه في أي ذنب حتى في الصغائر التي تلحــــــــــق بالكبائر بالإصرار عليها وعدم الحياء من الله فيها كما بين ذلك علماء الأمة وسلفها الصالح.
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 9
  • 0
  • 45,004
  • nada

      منذ
    جزاك الله كل خير وكثر الله من امثالك امتنا في حاجة شديدة لصحوة قوية تظهر قوتنا لا شعراتنا فقط.
  • اشرف

      منذ
    [[أعجبني:]] مقاله ممتازه ...واعجبني التعليق الذي يلخص ما قاله كاتب المقاله .... اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم ...تقم علي ارضكم
  • اشرف

      منذ
    [[أعجبني:]] مقاله ممتازه ...واعجبني التعليق الذي يلخص ما قاله كاتب المقاله .... اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم ...تقم علي ارضكم
  • وليد جودة

      منذ
    [[أعجبني:]] فكرة المقال جميله جدا لانها فعلا اهم من المقاطعة الاقتصاديه ووضع فيها الكتاب يده على مكان الجرح كما يقولون وبين الداء الذى اصابنا فعلا واعجبنى ايضا التعليقات التى فى الهوامش جميله فعلا جزا الله الكتاب واسرة الموقع كل خير
  • هشام صلاح

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبنى انها الحقيقة التائهة عنا نحن المسلمون ننادى بالمقاطعة و الجهاد و أولى بنا أولا أن نجاهد أنفسنا ثم أعدائنا بعد ذلك حتى يرضى الله عنا و ينصرنا من عنده.
  • أبو خالد

      منذ
    [[أعجبني:]] هذه المقالة تضع الأساس الأول لرضى الله تعالى [[لم يعجبني:]] إن الذين دعوا للمقاطعة لم يغفلوا هذا الجانب الذي ركزتم عليه ( مقاطعة الذنوب والمعاصي) و لكنهم دعوا للمقاطعة في وقت ليس في أيديهم ما يفعلونه إلا هذا. وربما يفهم القارئ من هذه المقالة التقليل من شأن المقاطعة في وقت لا نملك فيه إلا ذلك وجزاكم الله خيرا
  • أم عمر

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك فيك وأعانك على قول كلمة الحق..
  • أم عمر

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني أنه أخيرا سمعت كلمة الحق التي كم تمنيت سماعها من العلماء والدعاة وتمنيت إيصالها للناس لكي يعرفوا الحقيقة وإنني أحب الاضافة بأن الشيخ آل الشيخ حفظه الله لما سئل عن المقاطعة قال:"لا تسألوني ولكن اسألوا الاقتصاديين" وبالتالي فإن المقاطعة أمر اقتصادي بحت لا علاقة له بالدين وهو وإن كان مؤثرا تأثيرا بالغا فليس من الضروري أن كل ما كان له تأثير جيد في حياتنا فهو من الدين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فهي أمر دنيوي ومؤثر ونافع ولكنه ليس من الدين ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاطع المشركين وامتنع عن البيع والشراء معهم بل إنه عليه السلام رهن سلاحه عند يهودي فما الفائدة أن أدخله في الدين وهل يجوز لأي أحد عنده فكرة أو وسيلة يريد جذب الناس إليها أن ينسبها إلى الدين؟! أسأل الله لكم التوفيق وبارك الله فيكم وسامحونا..
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] أشكر للأخ ما سطره في هده الرسالة وأتمنى له مزيدا من التوفيق وحبدا لو يكتب لنا شيئا من الرسالة القيمة "سبب تأخر المسلمين" في هذا الموقع المبارك بإذن الله
  • جابر الجعفري

      منذ
    [[أعجبني:]] بيان معني آخر للمقاطعه [[لم يعجبني:]] التقلبل من الفكرة الرئيسية بإضافة فكرة بديهية.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً