خطّاب العملاق المجاهد وجيفارا الملحد

منذ 2008-06-18

ويبقى أن خطّاب جاهد الروس الملاحدة لظلمهم للمسلمين وجيفارا قاتل من أجل الإلحاد، فشتان بين النور والظلام...


تمر مصر والكثير من البلاد العربية والإسلامية بحرب متنوعة ظاهرة وخفية عن طريق طابور خامس من بني جلدتنا لعزل وسلخ الشعوب المسلمة من هويتها وهي حرب موجهة للشباب المسلم خاصة.

وقد استوقفني مثال صارخ لتلك الحرب الخفية التي تتم على يد بني جلدتنا متمثلاً في حالة الانبهار والتأسي من بعض الشباب المسلم المغرر به للأسف الشديد بجيفارا الملحد نتيجة ما يقوم به اليساريين المتغلغلين في الإعلام من عرض مشوق ومؤثر عن جيفارا الملحد فهم يعرضونه بصورة الذي يدافع عن المظلومين ولا يتحدثون عن إلحاده وكفره الذي قاتل من أجل نشره.

وفى نفس الوقت يمارسون حصار إعلامي رهيب لمنع أي كلمة خير عن كل نموذج وقدوة إسلامي أفضل ألاف المرات من هذا الملحد وإذا نشروا عن قدوة إسلامي يشوهونه.

وكان ملفتاً أن يخصص برنامج العاشرة مساء على قناة دريم فقرة خاصة عن الملحد جيفارا بمناسبة مرور ثمانين عاماً على ميلاده وهو ما يعبر عن حالة الهزيمة النفسية للبرنامج ومعديه في انبهارهم بملحد كفر بالله عمل على نشر كفره في الوقت الذي يوجد نماذج كثيرة في عالمنا العربي والإسلامي لشباب قدوة في البذل والعطاء في شتى المجالات ومنهم من جاهد من أجل إعلاء كلمة الله عالية خفاقة وبذل الغالي في بطولات أعجزت أعدائه ومنهم البطل المجاهد خطّاب ومع ذلك لا يذكرهم الإعلام العربي إلا بالإساءة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والذي ذكرني بالبطل المجاهد خطّاب هو مظهر طول شعر كل منهما حيث عرضت صورة خطّاب على شاب مسلم وسئل من هذا فقال جيفارا؟!! للأسف الشديد..

ولايفوتنا التشابه في قتالهم في أماكن متفرقة بعيدأ عن أوطانهم وإخلاصهم من أجل مبادئهم ولكن شتان بين نور خطّاب المسلم وظلمة جيفارا الملحد.

حقا شتان بين السماء والأرض كلاهما مات شاباً لكن خطّاب عاش مجاهدًا لله في سبيل الله واستشهد بعيداً عن بلده في الشيشان مسلما تقيا مجاهداً نحسبه شهيدًا في سبيل الله وجيفارا قتل ملحداً كافراً بالله في بوليفيا.

ومن هنا أتوقف وقفات بسيطة في مسيرة العملاق المجاهد خطّاب ليعرف شباب المسلمين أن ديننا العظيم قادر على تخريج العمالقة الأبطال القادرين على صنع البطولات المعجزة بفضل الله:

1- خطاب هو اسم الشهرة للشاب العربي السعودي ثامر صالح السويلم المولود عام 1970 من أسرة مسلمة تقية ثرية وما إن بلغ السابعة عشر وسمع نفير الجهاد في أفغانستان ضد الروس الملاحدة حتى أسرع لنجدة إخوانه المسلمين وترك تفوقه الدراسي وإستعدادت السفر لأمريكا للمرحلة الجامعية من أجل نصرة إخوانه المسلمين.

2- جاهد خطّاب في أفغانستان وخاض كل المعارك الشرسة ضد الروس وشارك في فتح خوست وجلال آباد وكابول وفي أحد المعارك أُصيب بطلقة في بطنه من النوع الخارق فلم يجزع وصبر على إصابته حتى أنتبه إخوانه لنزيف الدم وقد شهد له كل من عرفه وقابله أنه أبلى بلاء حسناً حتى انتهى الجهاد الأفغاني عام 1993.

ثم سمع بما يتعرض له المسلمون في طاجكستان فأسرع ومعه مجموعة قليلة من أصدقائه لنصرة المسلمين في طاجكستان وظل سنتين يدافع عن إخوانه المسلمين وقد أصيب بقنبلة في يده نتج عنه بتر إصبعين له، ولكنه ظل صامدًا مجاهداً.

ثم ما إن سمع بالجهاد في الشيشان عام 1995 حتى سافر إلى الشيشان، وفور قدومه إلى الشيشان أخذ يتحسس أخبار البلد فقابل عجوزاً شيشانية فسألها: ماذا تريدين من قتال الروس؟، قالت العجوز: نريد أن يخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام، فسألها: هل عندك شيء تقدميه للجهاد ضد الروس؟، فأشارت إلى معطف لها فبكى خطاب وصمم على نصرة إخوانه المظلومين في الشيشان.

3- كانت محطة جهاده في الشيشان أهم المحطات فقد قام بعمليات عسكرية زلزلت الروس وأفقدتهم صوابهم وجعلت قادتهم العسكريين يعترفون بقدرة خطاب العسكرية الهائلة المذهلة حتى أنهم قاموا بتدريس تكتيكه العسكري في معاهدهم العسكرية.

ومن تلك العمليات في مارس 1996 قام هو ومجموعة من 13 فرد بعملية ضد الروس قتلوا فيها 252روسي وجرحوا 58 ودمروا 13دبابة و24 عربية مدرعة12 عربية نقل، أي إعجاز وأي بطولة تلك.

وفي 16 ابريل قاد العملية الشهيرة بمجموعة من 50 فرد ضد طابور روسي مكون من 50 سيارة عسكرية تم تدميرهم بالكامل وقتل 223 روسي منهم 26 ضابط، وأقيل بسبب هذه المعركة ثلاث جنرالات كبار في الجيش الروسي، وقد أعلن عن هذه العملية الرئيس الروسي يلسين بنفسه في البرلمان الروسي.

أين برامج الفضائيات من تلك البطولات هل أصابهم العمى؟

وفي 2 ديسمبر 1997 قاد عملية بمجموعة من مائة فرد داخل الأراضي الروسية بعمق 100 كم واستهدفت العملية اللواء 136 الآلي الروسي فدمرت 300 سيارة عسكرية وقتلت المئات
وقد شارك خطّاب في عملية اقتحام جرو زنى مع القائد الشيشاني شامل باسييف، وقد اعتبره الشعب الشيشاني بطلاً قومياً واحتفلوا به عام 1996 وأعطوه ميدالية ورتبة لواء.

وظل خطًاب مجاهداً يتنقل في القوقاز لنصرة المسلمين من داغستان إلى أنجوشيا إلى الشيشان حتى استشهد بيد الخيانة في 20 مارس عام 2002وصعدت روحه الطاهرة في ريعان شبابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض بإذن الله.

4- من أهم ما يلفت في حياة البطل خطّاب غير صغر سنه وعظيم جهاده من أجل نصرة المسلمين حكمته فقد وضع نُصب عينيه الإخلاص لله لا للجماعات ولا للأفراد، لذلك نأى بنفسه عن كل الخلافات في كل بلد جاهد فيه، ورفض واعترض على أن يتحول الجهاد ضد الروس إلى شيء آخر كما فعلت
بعض الجماعات باستخدامه ميداناً للتدريب والعودة إلى بلادها بتنظيمات، فهذا مما رفضه وابتعد بمجموعة صغيرة عن تلك الجماعات كي يكون جهاده خالصاً لله فصدق وانتصر وهم ماذا فعلوا؟ّ

5- كان من أقواله رحمه الله في حياته وكأنه يرسم لمن خلفه قصته: "من عاش صغيراً مات صغيرًا ومن عاش لأمته عظيمًا مات عظيماً"

ومن أقواله أيضاً: "همم المسلمين لا تضعف باستشهاد القادة بل تقوى بفضل الله لأن العمل لله عز وجل وليس للأشخاص"

ما أعظم تلك الكلمات الحكيمة فكم من عمل قامت به جماعات من أجل شخص الأمير والقائد والزعيم وليس من أجل الله فانهارت وضعفت همم المسلمين.

ويبقى أن خطّاب جاهد الروس الملاحدة لظلمهم للمسلمين وجيفارا قاتل من أجل الإلحاد، فشتان بين النور والظلام.

لذلك نجد أنصار الظلام أيتام الشيوعية في مصر وعالمنا الإسلامي يشجعون الشباب على الإقتداء بجيفارا الملحد لأنهم يكرهون النور وفي قلوبهم مرض وحقد من الأبطال الذين أسقطوا صنمهم الإتحاد السوفيتي الملحد، وهم لذلك لا يحبون الأبطال المسلمين الموحدين الراكعين الساجدين لرب العالمين لذلك يرسخّون بطريق غير مباشر القدوة السيئة عند الشباب ليقتلوا فيهم كل إحساس بالفخر بالمسلمين.

وأخيراً بعد هذه النبذة البسيطة عن ذلك العملاق المجاهد الذي استشهد وعمره 33 عام جمعنا الله وإياه في الفردوس الأعلى أقول بأعلى صوت ما أسوأ الإعلام العربي الهزيل الضعيف المهزوم الذي يُعرض عمداً عن قصص وسير الأبطال النبلاء الفرسان الطاهرين من المسلمين المعاصرين ويهتم فقط بسير وقصص الجرذان!!!

[email protected]








المصدر: طريق الإسلام
  • 324
  • 7
  • 39,587
  • ابو ادهم المصري

      منذ
    شكرا يا دكتور
  • nada

      منذ
    حسبى الله و نعم الوكيل فى اعلامنا الذى يغفل عن قصد هذا البطل الاسلامى العظيم
  • ام زبيبة

      منذ
    متأسفة على حالى لأنى أول مرة أسمع عن هذا البطل المسلم العربى السعودى.
  • nada

      منذ
    اعجبنى ماشاء اللة يجب عليناان نظهر الجانب الاسلامى الجميل من الشهداء العظماء ممايدل علي قوة الاسلام و حب الطاعة للة و الرسول و اشكركم كثيرة من اجل اعلان هذا و ارجو ان نذكر امثال اخرى لكى نتعظ و نتعمق اكثر فى دينينا لم يعجبنى هو اننا نهتم بجانب الدينىسواء مسلم او مسيحى او ملحد لا يجب ان نقارن بين خطاب و جيفارا لان كلاهما يدافع عن المبادى الخاصةبه وجيفارا كان يدافع عن القهر و العسف و التحكم و التداخل هذة من مبادى الاسلام ايضا و نهتم بعمل كل منهم فى مجالة و نتعلم منهم و شكرا لوجودفرصة للتعبير
  • محمد سنجر

      منذ
    [[أعجبني:]] ( الدقة الأولى ) ( وقع الخبر على رأسي كالصاعقة ، دارت الدنيا من حولي ، زاغ بصري ، غير معقول ، لا لا لا يمكن . اغتصب مسامعي صوته الأجش ) ـ الإذاعة أعلنت الخبر الآن . ( صرخت بأعلى صوتي ) ـ لا ا ا ا ا ا ا ، كذب ، خداع ، إفك ...... ( تجمع الناس حولي ، جريت كالمجنون أحاول الهروب ، صرخت فيهم ) ... أيها الكاذبون ، أيها الخادعون ...... ( و لا حياة لمن تنادي ، خشب مسندة تلفني ، هذه الوجوه السلبية الجامدة ، انحنيت أتناول حفنة من تراب ) .... لا ، لم يمت ، لم يمت ، لم يمت ... (قذفتهم بها ) ... لماذا تنظرون إلي هكذاااااااااااااااااا ؟ ... أنا لست مختلا عقليا أيها التعسون ، لااااااااا .... ( تناولت أخرى و قذفتهم و أخرى ) ... لا يمكن أن يموت ، إنه أكبر من أن تصرعه رصاصة غادرة .... ( اقتربت منهم ، ضاقت الدائرة من حولي ) ... نعم هو أكبر من أن يسقط و لم يكمل ما بدأه أو يحقق ما أراد .... هل نسيتم ؟ كم مرة أكد فيها الأوغاد أنه مات ؟؟؟؟ هه ؟؟؟ كم مرة قالوا أنه قضى نحبه من قبل ؟؟؟؟؟ و لكنه سرعان ما كان يخرج علينا ليفضح كذبهم ، أليس كذلك ؟ أرجوكم ، فليرد علي أحد ... ( ترقرقت صورتهم بعيني ، سقطت جالسا على الأرض ، حاولت كبت هذا البكاء الذي يغلي بصدري ) ... أرجوكم ، بالله عليكم ، ألم يحدث هذا من قبل ؟؟؟؟ ( عندها وضعت رأسي أرضا ، أجهشت بالبكاء ، رفعت نظري إليهم مستعطفا ) ... أرجوكم فليكذب أحدكم الخبر ، بالله عليكم ... ( طالعتني آلاف من عيون البائسين الجياع من حولي ، انحنت رؤوس العاطلين المكبوتين المضطهدين ، ترقرقت الدموع بأعين الطامحين إلى لقمة العيش ، حزن اختلط بيأس و خوف و ذل في خنوع لفني ، احتضن (الشيخ إمام) عوده كما تحتضن الأم طفلها ، حاول أن يتغلب على أوجاعه ، خرجت الحروف من فمه مرتعشة تتحشرج ) ـ جيفارا مات ، جيفارا مات ، آخر خبر ف الراديوهات ، و ف الكنايس ، والجوامع ، و ف الحواري ، و الشوارع ، جيفارا مات ، و اتمد حبل الدردشة و التعليقات ، مات المناضل المثال ، يا ميت خسارة ع الرجال ، مات الجدع فوق مدفعه جوه الغابات ، جسد نضاله بمصرعه ومن سكات ، جيفارا مات ، جيفارا مات ...... ( وجدتني أقف ، أضع يدي على فم الشيخ إمام ، أسحب بيدي الأخرى العود من بين يديه ، أصرخ فيهم ) ـ لا لم يمت ، جيفارا لم يمت يا شيخ إمام ؟ أليس كذلك ؟ عم احمد ، جيفارا لم يمت يا عم أحمد ، هه ؟؟؟ أرجوكم كذبوا الخبر ، جيفارا أكبر من أن تقتله رصاصة غدر ، ابحثوا عنه في كل مكان ، ابحثوا عنه وسط الغابات ، ابحثوا عنه حيثما يوجد الفقراء و المساكين ، لقد وعدنا بتحرير فلسطين ، نعم لقد أقسم أمام عيني بتحرير العراق و الشيشان ، وعدني بعالم يخلو من الذل و المهانة ، ابحثوا عنه حيث يوجد اليأس و الخوف و الذل و حتما ستجدونه حيا ، أليس هو من قال : أينما وجد الظلم فذاك وطني، ابحثوا عنه في قلب كل فقير و جائع ، ابحثوا عنه في مصر ، في مستنقعات كوبا ، فتشوا عنه في أدغال الكونغو ، ( دققت كل الأبواب ) أنادي بعلو صوتي : ـ أيها التعساء ، ابحثوا عن جيفارا في البوسنة و الهرسك ، ابحثوا عنه في تشيلي ، كولومبيا ، جواتيمالا ، اسألوا عنه في بوليفيا ، ستجدونه حيث يوجد المساكين ، ستجدونه حتما ، نعم فبقلب جيفارا نار تشتعل ، تدفعه دفعا ليقف في صف كل مظلوم على وجه الأرض ، إلى جانب المعذبين في شتى أنحاء العالم ... ( أرفع يدي عاليا ) ... يحمل الشعلة لينير الطريق أمام ملايين البؤساء ... ( أمسك بأيدي الأطفال ) ... يأخذهم إلى الحرية و الحق و العدالة ، جيفارا هو الثورة تمشي على قدمين ، لا يعرف التراجع لقلبه سبيل ، متواضعا لا يتسرب الهوى لنفسه ... ( أربت على كتف أحدهم ) ... جيفارا الرفيق الرقيق الودود ... ( انطلقت أصرخ ثانية ) ... و لهذا فهو جيفارا الذي تعرفونه جيدا ، جيفارا الذي كبر في أعيننا يوما بعد يوم حتى صار هذه الأسطورة ، نعم أصبح هذه الأسطورة التي نحلم بها و يحلم بها كل مسكين جائع مظلوم في هذا العالم ، و بعد كل هذا تقولون أنه مات ؟؟؟ لا و ألف لا ، جيفارا لم يمت ، لم يمت ، لا لا لا لم يمـــــــــــــــت . [[لم يعجبني:]] ( الدقة الثانية ) مازال صوت الشيخ إمام في أذني ينشد ) ( جيفارا مات ، جيفارا مات ) أخذت أتمتم : ـ لا لم يمت ، سأبقى العمر كله أبحث عنه في كل مكان . ( أعادني صوت دقات القطار على سندان القضبانالحديدية إلى حيث أجلس ، أخذ القطار يأرجحنا ذات اليمين و ذات اليسار ، نظرت من نافذة القطار فإذا به يشق السهول الشاسعة التي اكتست باللون الأخضر ، أضفت عليه أشعة غروب الشمس طيف برتقالي شاحب ، أخذت أراقب قطيع السحب البنفسجية التي شتتها الرياح هنا و هناك ، ما هي إلا لحظات حتى بدأ الظلام يخيم على المشهد ، بدأت أتحول بنظري إلى داخل القطار ، كانت إحدى عربات الدرجة الثالثة التي أجلس بها ، كان الضوء بها خافتا لا يكفي لرؤية الوجوه من حولي بوضوح ، تتسلل بين الحين و الآخرمن خلالالنوافذ خطوط الضوء تركض فوق الملابس والوجوه ، ألمح خلال ومضات الضوء البارقة وجوه منكسرة ، صبغت الشمس بشرتهم بلون أديم الأرض ، عائدون كعادتهم كل مساء إلى ديارهم بعدواحدة من رحلاتهم اليومية للعمل بحقول الأغنياء ، كانت تجلس بمواجهتي سيدة نحيفة نقشت السنوات العجاف على وجهها سجلا من الأسى و المعاناة ، كانت تحمل فوق ركبتيها منديل الصبر ، تصره على ما جاد به أصحاب المزارع التي تعمل بها ، صوت اعتصار معدتهاالخاوية تحرش بمسامعي ، عندها لمحت ظلال أفراخها الجياع تتراقص بمقلتيها ، يستقبلونها مهللين ، يقفزون لينالوا من فمهاالعطايا ، تحاول أن تمنع لمعة أسنانها التي كادت أن تتسلل من بين شفتيها لكنها تفشل ، لمحتني انظر إليها ، ازدادت ابتسامة الرضا اتساعا ، وضعت كفها خجلة على فمها ، حاولت تبادل أطراف الحديث معها ) ـ مرحبا . ـ مرحبا يا بني ، يبدو انك لست أرجنتينيا ، أليس كذلك ؟ ـ نعم إنما أنا هنا للبحث عن صديق قديم اسمه جيفارا ؟ هل تعرفينه ؟ ( قفزت من عينيها علامات الاستفهام ، حاولت تنشيط ذاكرتها ) ـ جيفارا ، جيفارا ؟؟ إرنستو جيفارا دي لا سيرنا ؟؟ ( لوت شفتيها و هزت رأسها و كأنها لا تفهم ما أقول ، عندها مالت إلى الرجل الذي يجلس بجوارها و سألته ) ـ هل تفهم ماذا يقول ؟ ( عندها وجهت سؤالي إليه ) ـ هل تعرف جيفارا ؟ ( هز الرجل رأسه أحسست انه أيضا لا يفهمني ، عندها ناديت بالجالسين ) ـ ألا يوجد أحد أرجنتيني هنا ؟ ( عندها رفع جميع الجالسين أيديهم ، قال احدهم ) ـ نعم أنا أرجنتيني ، ماذا تريد ؟ ـ ألا يعرف أحدكم جيفارا ؟ ( خيم الصمت على الجميع ، عندها تذكرت أنهم يطلقون عليه ( تشي ) فقلت لهم ) ـ هل يعرف أحدكم تشي ؟ تشي جيفارا ؟ ( عندها لمعت أعينهم و كأنهم فهموا ما أقصده أخيرا ) قال أحدهم : ـ تشي جيفارا ؟ ( نطقها بالجيم غير المعطشة ) نعم ، نعم ، ( وجه كلامه لمن حوله ) يقصد الهارب . ـ هل تعرفونه ؟ ( قال آخر ) ـ نعم أنا أعرف ( تشي ) . ـ هل تعرفون أين أجده ؟ ( ارتفعت ضحكات الجميع ، حاول بعضهم التماسك ) قال أحدهم : ـ عذرا ، هل تبحث عن تشي جيفارا بالأرجنتين ؟ ـ أو ليس أرجنتينيا ؟ ( قاطعني آخر ) ـ لا لم يكن يوما أرجنتينيا . ( قالت المرآة ) ـ نصيحتي لك يا بني ، ابحث عنه في أي مكان آخر إلا هنا . ( قاطعتها امرأة أخرى ) ـ اذهب و ابحث عن جيفارك هذا في جواتيمالا ، أو كوبا ، أو بوليفيا ، أو الكونغو ، و لكن نصيحتي لك ألا تحزن على قطعك كل هذه المسافات ، فأنت تجري وراء سراب . ( سألني الرجل الجالس بجواري ) ـ من أي البلاد أنت ؟ ـ أنا عربي . ـ هل في بلادكم يمكن أن يترك الرجل أهله و يرحل ؟ هل يمكنك مثلا أن تترك أطفالك الصغار ضائعين مشردين لا عائل لهم بحجة أنك ذاهب لتعتني بأطفال مشردين في بلد آخر ؟ هل هذه رجولة و بطولة في نظركم ؟ ـ عفوا سيدي ، و لكنه رحل بعد أن أصبح طبيبا حتى يساعد الفقراء و المحرومين و المرضى مثل المصابين بالجذام مثلا في بلاد أمريكا اللاتينية . ( ضحك الجميع مرة أخرى ، لمحت الدموع تترقرق في عيون المرأة التي تجلس أمامي و قالت ) ـ هل تضحك على نفسك أم تظن انك تضحك على أناس أميين لا يقرئون و لا يكتبون مثلنا ؟ أو ليس هنا فقراء في الأرجنتين ؟؟؟؟ أو ليس هنا مرضى كانوا في أمس الحاجة إليه ؟ ( قاطعها رجل آخر ) ـ لقد كان شخصا غاية في الأنانية ، (تشي) لم يحب في هذا العالم إلا نفسه فقط . ( قال آخر ) ـ كان مثله (أنا و بعدي الطوفان) ، بالله عليك ألم يترك والده و والدته المسكينة التي أخذت تبكيه ليل نهار و رحل ؟ ألم يترك زوجته الأولى هيلدا و رحل ؟ ألم يترك زوجته الثانية و أولاده منها في كوبا و رحل ؟ ( قالت المرأة ) ـ من لا خير فيه لأهله فلا خير فيه للغرباء ؟؟؟؟؟ ـ عفوا ، و لكنه كان مطاردا من المخابرات المركزية كما علمت . ( قال الرجل بجواري ) ـ أية مخابرات مركزية التي تطارد طالبا أنهى دراسة الطب أيها الأبله ؟؟؟؟؟ ( حاولت الدفاع عنه ) ـ أنتم تظلمون الرجل فلقد كان رجلا رومانسيا رقيقا ودودا رحل وقتها لإشباع هوايته بالتصوير و اصطياد الفراشات . ( قال الرجل بجواري ) ـ هل البطولة عندكم أيضا اصطياد و قتل الفراشات لا لشيء إلا لمجرد أن تزين بألوانها غرفتك ؟؟؟؟ أي رومانسية و رقة في هذا بالله عليك ؟؟؟؟ ـ لا لا لا ، انتم تظلمون جيفارا ، أنتم تتحاملون عليه ، رجل مثل جيفارا يجب أن تفخروا به ، يجب أن يكون قدوة و مثالا لكل الأرجنتينيين . ( ردت المرأة بصوت مرتفع
  • سواسيه

      منذ
    [[أعجبني:]] من الجيد العرض لسيره مناضل مسلم لم نسمع عنه من قبل وهذا هو واجبنا جميعا تجاه من قدموا حياتهم فداء لوطنهم ودينهم تجاه كل المسلمين اللذين يعيشون فى الظلام يبحثون عن بارقه امل . [[لم يعجبني:]] هو الهجوم الصارخ على شخص لمجرد انه من دين مختلف, جيفارا كان يدافع عن افكار هى اساس عقيدتنا الاسلاميه ولو كان المسلمون انفسهم يقومون بواجبهم تجاه العالم لربما كان جيفارا الذى وصفه كاتب المقال بالملحد مسلما لان الاسلام يدعو لنفس ما كان يدعو اليه جيفارا او غيره من اى شخص يكره الظلم والقهر.
  • هالة

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة ممتازة و المقارنة فيها في محلها بين كافر يطبل الاعلام و بطل يخفون سيرته لكي لايقتدي به المسلمون لكن الله مظهر الحقيقة على ايدي الاعلاميين الشرفاء امثال كاتب المقالة جزاه الله خيرا [[لم يعجبني:]] ما ازعجني هو جهلي بقصة هذا البطل فقد كنت اعتقده شيشانيا و ليس عربيا
  • الجنة

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله كل خير ويجعله في ميزان حسناتك اللهم اهدنا الى سبيلك اللهم ثبت قلوبنا على نصرتك ونصر نبييك ولا ننكر محاربة جيفارا لـ ظلم ولا ننسى لحده وكفرة .. اللهم حسن الخاتمة
  • ماجد الحربى

      منذ
    [[أعجبني:]] سلمت يداك ولله هذا القائد البطل اكثر الشباب العربى لايعرف شى عن سيرته البطوليه رحمك الله يا خطاب ورزقنا الشهاده فى سبيله
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم مانجنا من الغتن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً