الأب مشغول .. والأم في الأسواق !

منذ 2003-09-04
لم يعد أمر تربية الأبناء ذو شأن في حياة الوالدين، على الرغم من أهميته .. بل إن الملاحظة- مع الأسف- أنه في أقصى قائمة اهتمامهم.

فالأب مشغول .. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا، والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد .. سوى توفير الغذاء والكساء فيتساويان مع الأنعام في ذلك .

أما ذلك الطفل المسكين، فإنه أمانة مضيعة، ورعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء. عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات . في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر. وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته.

بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد. وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان.
أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال .

قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم .. ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك ..

وهاك- أخي القارئ- مثالين أو ثلاثة لترى أين موضع الأمانة.، ومدى التفريط !!

- الأول : كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في المسجد؟- والله- كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل!!

أنحن أمة كذلك ؟! كلا .. هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسجد. ولكن أين القدوة والتربية .

- الثاني : من اهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه وأقلقت مضجعه- أو ادعى ذلك- إذا وجد كتابا فيه منهج إسلامي لتربية النشء ، أعرض عنه لأنه ثمين وغال..
وهو لا يتجاوز دراهم معدودة وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج وردة الفعل.

وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة .. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة..
ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ..
ولنر الأم في أغلب الأسر.. كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل ؟!

- الثالث : يعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل أوقاتا ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة، يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع .. ويزيد وينقص .. ونسي الحبيب .. من سيسكن في هذه الدار غداً؟!

أيها الأب الحبيب:
ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها؟! ولماذا ضيعتها؟!

إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت، وتاج على رأسك إن حفظت
قال صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.. » الحديث

وقال أنس رضي الله عنه ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه )

وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة }
أصلح الله أبناء المسلمين وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتا حسنا.
  • 13
  • 1
  • 26,172
  • sayed japer

      منذ
    هذا واقع الكثير ان لم يكن الكل والله المستعان حتى انه اصبح اليومان هذا هو الاصل ترك الاولاد اما ان بدى احد الناس ببوادر اهتمام مثل ام تركت عملها المرموق لاجل تربية ابنائها فتلام واصبح ذلك هو الشاذ والخطاكيف تترك عملها ويقال لها ماهو كلنا عندنااطفال ونعمل فترد اذن كيف تفعلون قالوا عندنا خادمه واخري تتركهم للحضانات و0000 فما الحق فى ذلك الكل غافل جاهل اين الخير والحق؟لدى المزيد والله المستعان
  • Ahmed Naguib

      منذ
    أعجبني : اسال الله سبحانه وتعالى ان يهديني الى الحق والصواب في تربية ابنائي
  • nada

      منذ
    اليك رابط الاختلاط على الموقع http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=search&con=cat&category_id=77 و هذا رابط تربية الابناء http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=cat&lang=1&id=48
  • nada

      منذ
    السلام عليكم هلا افدتمونا بأمثلة لبعض المؤلفات المفيدة في هذا المجال تكملة لهذه المقال الجيد بارك الله فيكم؟
  • عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا . اجد ان كثيرا من الوالدين ضيعوا الامانة , و سعوا وراء الدنيا .
  • ام حمزه

      منذ
    [[أعجبني:]] كل ما هو متعلق بكيفيهه المحافظه علي الاسره الرجاء فاتتني مواضيع الاختلاط كيف افتح عليها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً