حقيقة موقف حجاج غزة

منذ 2008-12-14
كثر اللغط في الآونة الأخيرة حول قضية منع الحجاج الفلسطينيين من مغادرة غزة من قبل حكومة هنية في محاولة للإساءة لحماس، ومشكلة القارئ والمشاهد العربي البحث عن الإثارة وعما يشبع ظنونه، دون التروي والتأكد من صحة ما ينشر، وهذا ما جعلني شخصيا أتأخر في التعليق على هذا الموضوع، والبحث عن معلومات في بعض المواقع الإلكترونية، وكانت هذه الحصيلة..

بعدما حققت حكومة هنية نجاحا كبيرا في تنظيم الحج في العام الماضي، عملت حكومة فياض (فتح في الضفة) - وهي حكومة غيرشرعية دستوريا ولا شعبيا - على تخريب عملية الحج هذا العام على حجاج غزة التي تديرها الحكومة الدستورية والشعبية من خلال اختراق تنظيم اجراءات الحج فيها، وتجدر الإشارة الى أنه لم يحدث منذ الانتداب البريطاني أن قامت الضفة الغربية بإجراءات الحج لحجاج غزة، وكانت غزة تقوم بذلك لوحدها من خلال السفارة السعودية بمصر، لأن حجاج الضفة يأخذون التأشيرة من السفارة السعودية بعمان ويسافرون عن طريق الأردن.

وقد قامت حكومة فياض (غير الدستورية) بالاتصال بعناصرهم الذين يرغبون في «مغادرة غزة بأي طريقة» بادعاء الحج وتقديم الطلبات بالضفة الغربية، وقاموا بالتغطية على الموضوع من خلال الاتصال ببعض كبار السن واتخاذهم كواجهة في حملتهم الإعلامية.

وبعد أن علموا بموعد القرعة التي ستقوم بها حكومة هنية في غزة، قاموا في يوم الجمعة وهو يوم عطلة رسمية وفي الساعة الحادية عشرة ليلا بإعلان اسماء الفائزين في القرعة التي اجرتها رام الله لحجاج غزة! ولم تتم تغطية الحدث صحافيا ولا تلفزيونيا، وفي حقيقة الأمر انه لم تجر أي قرعة، ولكن تم الإعلان عن الأسماء التي اختاروها مسبقا، مع العلم بأن هناك عدداً من الذين اختارتهم رام الله قد خرجوا للحج في مرات سابقة، وهذا مخالف لشروط الحج في غزة، حيث يتم الاختيار بالقرعة الإلكترونية لمن لم يذهبوا للحج سابقا، علما بأن العدد الذي تم اختياره هو بحدود المائة وعشرين حاجا من خلال حكومة الضفة، في حين أن نصيب غزة قرابة ثلاثة آلاف حاج، والهدف من ذلك هو التغطية على إجراءات الحكومة في غزة، والدفع لعدم اعطاء تأشيرة لحجاجها الذين فازوا بالقرعة الإلكترونية.

ومن جانب آخر فإن الحجاج الذين اختارتهم حكومة رام الله غير الشرعية ليس لديهم جوازات سفر ولا تأشيرة حج، وقوانين الحدود في مصر لا تسمح بخروج من لا يملك جوازا صالحا وتأشيرة حج. وبالمقابل لم يتم السماح بخروج حجاج غزة الذين فازوا بالقرعة الشرعية ويملكون جوازات سفر صالحة وتأشيرة حج!.

ومع ذلك فقد أعلنت الحكومة الشرعية بغزة أنه لا مانع لديها من خروج الحجاج الذين اختارتهم الضفة مع الحجاج الذين فازوا بالقرعة الشرعية بعد استكمال الإجراءات.

أما الادعاءات بأن الحجاج تعرضوا للاعتداء من قبل الشرطة، فلم يتم اثبات ذلك، وقد قامت قناة BBC بالاتصال بجميع المستشفيات ولم يكن لديهم علم بالموضوع ولم تردهم ولا حالة واحدة نتيجة هذا الزعم.

هناك محاولات تجري لرأب الصدع، وهناك من يسعر الحرب، والكلمة في أمان مادامت تحت اللسان أو بين المداد، أما إذا خرجت فستؤذي صاحبها كالمتنبي الذي قتل لسانه، وتؤذي غيره، وقد آن الأوان للابتعاد عن سوء الظن وتحميل الأمور ما لا تحتمل، والفجور في الخصومة، والدعوة للإصلاح وإرساء قواعد الحق، ورواد الكلمة من الكتاب والمفكرين والرموز يتحملون وزر هذه المسؤولية.

***

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا خير في ود امرئ متملق، إذا الريح مالت.. مال حيث تميل!!.

د.عصام عبداللطيف الفليج

الوطن الكويتية

المصدر: الوطن الكويتية
  • 1
  • 0
  • 4,020
  • واحد

      منذ
    [[أعجبني:]] هذه هي الحقيقة .. شكرا لكم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً