شيخ الأزهر يجرجر مجمع البحوث إلي النار ويفتي بجواز الجدار

منذ 2010-01-03

مثل هذه البيانات تعد فضائح من العيار الثقيل، وهي تدين أهل الحكم قبل الشيخ طنطاوي ومجمع البحوث، فدين الله ليس لعبة، والجرأة في هذا الميدان ليست لعبة مأمونة العواقب.


في تصرف يخالف الشريعة أصدر شيخ الأزهر بيانا أيد فيه جدار الفولاذ الذي تبنيه الحكومة المصرية لخنق الشعب الفلسطيني المسلم المحاصر في غزة، وزعم البيان -وليس الفتوى- كذبا أن الشريعة تقول بذلك وأن بناء مثل هذا الجدار من الحقوق الشرعية لمصر!!

لم يدلل شيخ الأزهر ومن وقعوا معه على البيان على هذه الفتوى السياسية المفصلة على الموقف المخزي للحكومة المصرية بآية قرآنية أو حديث نبوي.

لكن أخطر ما حواه هذا البيان هو أن من يعارض بناء الجدار خارج عن شريعة الإسلام حيث أشار البيان إلي "أن الذين يعارضون ذلك يخالفون ما أقرت به شريعة الإسلام من أن لكل دولة أن تصون حقوق أبنائها وتمنع كل عدوان على هذه الحقوق".

بالتأكيد ليس جديدا على الشيخ سيد طنطاوي تأييد الحكومة في كل مواقفها حتى لو كانت ضد الإسلام، لقد اعتدنا على تصريحاته ومواقفه الصادمة، التي لا تليق برجل دين و شيخ أكبر منارة للإسلام في العالم. لكن الجديد هذه المرة ان طنطاوي بدأ يفسد أعلى هيئة إسلامية في البلاد وهي مجمع البحوث الإسلامية وتحويل كوكبة من العلماء الذين نقدرهم إلي موظفين في لجنة السياسات يحركهم جهلة من السياسيين في الحزب الوطني الحاكم.
فهذا البيان وصياغته الركيكة كتبه مسئول سياسي وأعطاه لشيخ الأزهر ليوقعه و ليصدره باسم المجمع لمواجهة الضغط العربي والإسلامي بسبب فضيحة بناء الجدار الفولاذي. والجاهل الذي كتب هذا البيان لم يكتف بجواز بناء الجدار وإنما أراد نزع صفة الإسلام من الذين يعارضونه، وهذا نوع من الإجرام المفضوح وسخرية من الدين وعدم احترام للإسلام.


ويبدو أن الذي كتب هذا البيان السياسي هو ذات الشخص الذي كتب البيان السابق لمجمع البحوث الإسلامية والذي قرر سحب كتاب علمي في مقارنة الأديان للدكتور محمد عمارة بسبب شكوى من أحد النصارى المصريين وكتب فيه أن الأزهر "يؤمن بالمسيحية وبالمسيحيين في مصر وخارجها" في إهانة بالغة للأزهر الشريف.

ما صدر باسم مجمع البحوث عن حق مصر في بناء الجدار الفولاذي لم يبن قراره على أسباب مقنعة في قضية يتابعها كل أبناء الأمة ويعرفون عنها كل صغيرة وكبيرة، فلم ير كاتب البيان غير أن " هذه الأنفاق تهرب منها المخدرات وغيرها مما يزعزع أمن البلاد" ، وهذه من الأكاذيب التي لا تحتاج إلي إثبات، فالمخدرات لا تزرع في غزة، وما يحدث هو أن الحركة في هذه الأنفاق تسير في اتجاه واحد، من رفح المصرية إلي غزة وليس العكس، حيث يتم نقل بعض البضائع لإغاثة الأشقاء المسلمين الذين علىنا واجب نصرتهم، وهؤلاء الأشقاء هم خط الدفاع الأول عن مصر ضد الصهاينة ودعم صمودهم واجب وفرض عين على كل مسلم، وفك حصارهم من أولويات أمن مصر القومي.

لم يقل لنا كاتب البيان هل إصرار الحكومة المصرية على إغلاق معبر رفح وتجويع الفلسطينيين حلال أم حرام؟

ولم يقل لنا كاتب بيان مجمع البحوث لماذا ترفض مصر السماح بدخول قوافل الإغاثة القادمة من الخارج إلي غزة والتي لا تكلف الحكومة جنيها واحدا ؟


لماذا لم يقل لنا كاتب البيان ما هو حكم الشريعة في منع "شريان الحياة3" من الدخول من ميناء نويبع وتعذيب المئات من النشطاء الأجانب الذي جاءوا من كل أنحاء العالم لإغاثة شعب غزة وإجبارهم على الدخول من ميناء العريش ؟ رغم أنهم جاءوا في شاحنات وساروا آلاف الكيلومترات عبر دول أوربا قبل دخول سوريا ثم الأردن.

للأسف من يكتب هذه البيانات ليس لديه دراية بالشريعة ولا يحترمها، فهذا البيان نوع من الاستهانة بالدين واستخدام الإسلام لتحليل الحرام السياسي، وعلى العلماء أن يقفوا ضد هذا التلاعب وأن لا يرضوا بأن يكونوا أدوات لإضفاء شرعية على مواقف سياسية في واقع بعيد عن الإسلام ومناقض له.
لو سكت هؤلاء العلماء عن قول الحق ربما لكان لهم بعض العذر - وهم اعتادوا على ذلك في الكثير من القضايا- لكن أن يوقعوا على مثل هذه البيانات ويشاركوا في تحليل الحرام وتحريم الحلال وتشويه صورة الفتوى والحط من مكانة المجمع وجرجرته إلي نار السياسة المتصهينة فهذا ما لا نرضاه لهم.


مثل هذه البيانات تعد فضائح من العيار الثقيل، وهي تدين أهل الحكم قبل الشيخ طنطاوي ومجمع البحوث، فدين الله ليس لعبة، والجرأة في هذا الميدان ليست لعبة مأمونة العواقب.

[email protected]
 

1/1/2010 م

المصدر: العرب نيوز

عامر عبد المنعم

كاتب صحفي

  • 1
  • 0
  • 4,555
  • nada

      منذ
    نفع الله بكاتب المقال واقول ماذا بايدينا غير دعوة بان ينصر الله دينه في هذه القضيه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً