كـيـف تخـشعين في الصلاة؟
من كتاب "كيف تخشعين في الصلاة؟" كتبته رقية بنت محمد بن محارب
 
الاستعداد للصلاة قبل الصلاة
أولاً: الاستعداد بالسواك.
إن من السنن المؤكدة تطييب رائحة الفم وتنظيف الأسنان بالسواك عند الوضوء وقبل الصلاة.
وذلك لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" (1)
 

ثانياً: الاستعداد باللباس الحسن النظيف والتطيب.
إنك أخيتي لو فكرت في قدومك إلى الصلاة لوجدت نفسك لا تستعدين لها استعدادك للقاء أي صاحبة لك فلو كنت قبل الصلاة استحضرت أنك
ستقدمين على ملك الموت رب العباد الذي أمرك بأخذ الزينة عند كل مسجد.
والمسجد لفظ عام لكل مكان يسجد فيه المصلى من ذكر أو أنثى.
ويحسن أن يكون اللباس مريحاً؛ فإن كان غير ذلك كأن يكون ضيقاً مثلاً فلن تستطيعي أخذ راحتك في الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين وعند الجلوس للتشهد؛ فإذا جلست وأنت غير مرتاحة فستعجلين في الصلاة ولن تجلسي للتشهد لتقوليه بتمامه كما ينبغي،  وإن قلتيه تاماً لفظاً فلن تستشعري معانيه، ولن تتمكني من الدعاء بعده بقلب خاشع خاضع. والضيق لا يتأتى معه الخشوع في الصلاة، لذلك نُهي عن الصلاة والمصلي يدافع الخبث أو الجوع أو غيره.
وألحظ بعد الأخوات إذا وضعت مساحيق على وجهها فهى تسارع إلى الصلاة خشية أن ينتقض وضوؤها فتعجل بالصلاة، كأنها حمل ثقيل لترتاح منه. أما إذا كانت ممن تضع فى شعرها ما يسمى "اللفافات" فحدث ولا حرج عن ضيقها حين تضع حجاب صلاتها على رأسها، أو حين تسجد -هذا إذا استطاعت أن تمكن جبينها من الأرض.
فلنتقي يا أخواتي من نقف بين يديه أن يأخذنا بغتة فلا نستطيع بعد الصلاة صلاة...
وإذا أدركتك الصلاة وأنت على هذه الحال السالفة، فلا تتكاسلى عن خلع ما يضايقك واستبداله بما يريحك واحتسبى الأجر من الله، ولا يزين  لك الشيطان وأنت على هذه الحالة فتقولين أتحمل خمس دقائق وأصلي، ثم تصلين صلاة كصلاة الخائف.
ولا يفوتني التنويه على أن التطيب يكون في صلاة البيت فقط؛ حيث كما هو معروف وجود نهي صريح عن تطيب المرأة عند الخروج إلى المساجد.
 
ثالثاً: الاستعداد بستر العورة.
قد تقولين أختى ما علاقة هذا بالخشوع؟
إذا لم تحكمي ستر العورة فإنه قد يسقط خمارك أو يوشك فتنشغلين بإصلاحه الحين والحين، وقد يفوت عليك ذلك بعض السنن كرفع اليدين عند التكبير أوغير ذلك. وأي خشوع سيكون وأي حضور قلب وأنت لاهية فى شيء آخر؟
 
رابعاً: الاستعداد بإبعاد كل ما يشغلك سواء كان أمامك أوتلبسينه أو تسجدين عليه.

خامساً: الاستعداد باختيار مكان معتدل الحرارة وتجنب الصلاة فى المكان الحار.
طبعا على قدر المستطاع؛ فأنت أخيتي عند استقبال ضيوفك أو عند النوم أو الأكل تبحثين عن مكان معتدل الحرارة، لكنك لا تبالين بأن تصلي فى أي مكان، وتقولين خمس دقائق أتحمل فيها الحر ولا تستحق إعمال المكيف، وأنت بذلك قد تحتملين ولكن على حساب خشوعك.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في شدة الحر حتى يتحقق الخشوع بقوله صلى الله عليه وسلم:
" أبردوا بالظهر" (2)
فما بالك بزماننا حيث قلة التحمل والاعتياد على المكيفات؟
 
سادساً: الاستعداد للصلاة في المكان البعيد عن الإزعاج.
ولأجل الخشوع في الصلاة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشويش على المصلى فقال:
" إن المصلى يناجى ربه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" (3)
فما بالكم بالتشويش بغير القرأن؟!؟!؟!؟!

سابعاً: الاستعداد للصلاة بتفريغ قلبك من كل شغل.
 
ثامناً: الاستعداد للصلاة بانتظارها.
انتظار الصلاة كما يكون في المسجد يكون لك أخيتي في البيت، فإذا فرغت من أعمالك وواجباتك تجاه زوجك وبيتك وأطفالك فعليك إذا قارب وقت الصلاة أن تتوضئي وتجلسيى فى مصلاك تسبحين وتذكرين الله وتستاكين حتى يؤذن المؤذن، فإذا أذن وقلت كما يقول تسألين الله لنبيه الوسيلة ثم ما شاء لك من الدعاء، .وبذلك تفوزين بخير كثير ودعاء الملائكة لك بالمغفرة والرحمة كما يكون ذلك مدعاة للخشوع.
ويمكنك أيضاً استغلال ذلك الوقت بحفظ ما تيسر لك من القرآن.

تاسعاً: الاستعداد للصلاة بالنظر لحاجة جسمك الشاغلة لك وقضائها قبل الشروع في الصلاة.
ولهذا عد رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى وهذا حاله لم يصلي حيث قال: "لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثين "(4)
أحذرك أخيتي الشيطان فإنه يزين لك الصلاة بهذه الحالة ليفوت عليك الخشوع، ولو أنك إذا ما رأيت من نفسك هذه العجلة فى الصلاة وعدم الاطمئنان أزمت نفسك بإعادة الصلاة لتعلمت أن الصلاة التي يكون هذا شأنها ستعاد، فستتركين الصلاة مع الحاجة وتصلين بعد قضاء حاجتك بخشوع واطمئنان.
 
 
"اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه"
آمـــيـــــن
 
الهوامش
(1) متفق عليه، وخرجه الألباني فى إرواء الغليل رقم 70
(2) صحيح الجامع
(3) رواه مالك والبخاري في أفعال العباد هكذا قال الألباني وقال بسند صحيح - صفة الصلاة 815
(4) أخرجه مسلم وأحمد وغيرهما وخرجه الألباني في الإرواء رقم 550
[ريهام]




أتى هذا المقال من أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=107