لأهل غزة: إيمانكم وثباتكم أقوى من طائرات اليهود وأسلحتهم

ناصر بن سليمان العمر


اعتبر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ.د. ناصر بن سليمان العمر أن ما يملكه المسلمون المجاهدون في فلسطين من قوة معنوية وإيمانية هو عامل التفوق الحقيقي في صراعهم مع اليهود حتى مع التفوق المادي والعسكري لعدوهم.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

اعتبر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ.د. ناصر بن سليمان العمر أن ما يملكه المسلمون المجاهدون في فلسطين من قوة معنوية وإيمانية هو عامل التفوق الحقيقي في صراعهم مع اليهود حتى مع التفوق المادي والعسكري لعدوهم.

وبين الشيخ العمر أن القوة المادية مع أهميتها وتأثيرها لكنها تأتي تبعاً للقوة المعنوية، موضحاً أن اليهود في المدينة كان لديهم حصون، وكانوا يتوقعون أن حصونهم هذه سوف تحميهم، فلم تنفعهم هذه القوة المادية لأن الله عز وجل قذف الرعب في قلوبهم كما قال في سورة الحشر: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [ الحشر: من الآية رقم 2].

وأورد فضيلته لدى استضافتة في برنامج ( غزة الصمود) على قناة المجد الفضائية أورد قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} [من الآية رقم 60]، موضحاً أنه الله تعالى عندما عطف "رباط الخيل" على القوة فذلك للاختلاف بينهما، "فرباط الخيل" هي القوة المادية، أما القوة الأولى فهي قوة الإيمان و الثبات على المبادئ.

كما استدل الشيخ العمر بقوله تعالى {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ} [البقرة : من الآية 249]، ليؤكد أن هذا يبطل من قال بأن ميزان القوة ترجح لصالح اليهود أو الغرب.

ورد فضيلته على من قال بأن الفلسطينيين أخطأوا بمجابهتهم اليهود مع أنهم لم يجاروهم في قدرتهم العسكرية، مبيناً أن هذا منطق " أعوج" فالمجاهدون في فلسطين لو لم يواجهوا عدوهم إلا إذا وازوهم في القوة فبذلك لن يواجهوهم أبداً.

وتابع " فمن غير المتصور أن يصل الفلسطينيون في غزة في هذه الأوضاع إلى قوة اليهود وأن يجابهوهم بمثل طائراتهم وأسلحتهم وخاصة مع خذلان العرب والدول المجاورة لهم، مؤكداً أن القوة تبدأ بالقوة المعنوية فإذا انطلقوا جاءت القوة المادية.

وتابع فضيلته" إذن ماذا يعني أن يستجدي رئيس الولايات المتحدة -وهي التي تملك أكبر قوة في العالم- أن يستجدي دولة مصر للتدخل لدى حكومة حماس لألا تطلق صواريخها على اليهود؟" مؤكداً فضيلته أن هذه هي القوة الحقيقية قوة الإيمان والمبادئ فالعالم كله يحترم القوي، ليس القوي مادياً فقط بل القوي في مبادئه وإيمانه والمعتز بدينه.

وأبان الشيخ العمر أنه وللأسف فإن ثقافة الضعف و الإستسلام موجودة لدينا، موضحاً أنه في بداية القضية الفلسطينية كان العدو المحتل يسمى " العدو الصهيوني" ثم أطلق عليه العدو الإسرائيلي، ثم صار يسمى "دولة إسرائيل"، ثم بعد ذلك طرحت مبادرات السلام فتوارث الأجيال أن اليهود هم العدو الذي لا يقهر لقوته العسكرية ولوقوف العالم وراءه، وبهذه الطريقة دخل الوهن إلى القلوب، منبهاً إلى ضرورة استغلال الإعلام الجديد لكشف اليهود ومخططاتهم وخياناتهم وإيضاح الكذب الذي صور اليهود بهذه المكانة وهذه القوة.

ونفى فضيلته الشيخ العمر المزاعم القائلة بفشل المقاومة في فلسطين بالنظر إلى عدد القتلى بين الطرفين، مؤكداً أن من قتل من المسلمين نحسبه شهيداً عند الله، فالجهاد والشهادة في صفوف المسلمين تحييان الأمة، في حين إن أسر طيار إسرائيلي واحد يبث الرعب في قلوب اليهود، "رعباً يقتلهم حتى لو بقوا أحياء".

وتابع "وحتى لو اعتبر ما حدث في غزة خسارة بالموازين العسكرية، فإن صمودهم في وجه عدوهم هو في حد ذاته نصر، واستدل بقصة أصحاب الأخدود في القرآن الكريم والذين قتلوا جميعاً لتمسكهم بدينهم لكن الله عز وجل أسمى ذلك فوزاً في قوله تعالى " ذلك الفوز الكبير" مضيفاً أن الله لم يسم فوزاً في القرآن بالفوز الكبير إلا لهم.

ورداً على سؤال من مقدم البرنامج عن الرؤيا الإستراتيجية لتحقيق النصر على الأعداء، أجاب الدكتور العمر بأن هذه الرؤيا موجودة، مع وجود التقصير والنقص فيها، و هي إحياء روح الجهاد في الأمة، وأن تكون المعركة معركة إسلامية، وأن نعرف من هو عدونا ومن هو صديقنا، مؤكداً أن الحرب على غزة وتزامنها مع تفوق المجاهدين في الشام، كشف مؤامرات الرافضة المجوس مع اليهود ضد الإسلام والسنة.

وتابع الشيخ العمر " ومن ذلك أيضاً الحكمة والأخذ بالأسباب الشرعية والمادية، وتربية الجيل المسلم التربية الإيمانية الجهادية، والصبر وعدم الاستعجال"

و أكد فضيلته على ضرورة دعم القضية الفلسطينية ودعم الجهاد في غزة بالمال وأن لا يكون هذا الدعم موسمياً، كما أكد على وحدة الأمة والتفافها حول قضيتهم الأولى والحذر من الخيانات والمؤامرات، واللجوء إلى الله والدعاء والذي له أثر كبير في تحقق النصر بالإضافة إلى الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية.والإيمانية.

ورداً على سؤال حول من سيحرر فلسطين؟

أكد الدكتور العمر أن من سيحرر فلسطين هم الأهل لذلك، من كانوا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، مستدلاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تقاتلون اليهود»، وفي ذلك دلالة على أن الصحابة رضوان الله عليهم ومن كان على منهجهم هم من يستحقون النصر والفتح المبين من عند الله.

وأضاف الشيخ العمر، فإذا علم الله صدق ما في قولبنا وإخلاصنا، فهناك ينزل الله السكينة علينا ويبعد عنا الفرقة والخلاف ويهينا للفتح المبين.

واختتم الشيخ برسالة لأهل فلسطين، بالثبات، والبعد عن الخلافات، وأن يحرروا عقدية المعركة بالبعد عن إيران وأمثالها، وقال " أبشروا وأملوا فالنصر قادم بإذن الله".


7/1/1434 هـ