تحية إلى شهدائنا الأحياء

منذ 2005-06-17

13/4/1426 هـ - 21/05/2005 م

في أقل من شهر من استشهاد الشيخ أحمد ياسين، كان استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ساعتها قالت زوجة الرنتيسي :"الموت حق, وهو أجل محتوم، لكن الاستشهاد.. اصطفاء"!!

يا لها من كلمة موجزة جامعة، شاملة "اصطفاء ".. يقيناً، يختار الله-سبحانه وتعالى- الشهداء، ليكونوا شهادةً، وشهداء َعلى الناس. قتل الكيان ُالصهيوني "هذا الطبيبَ الإنسانَ، صاحبَ البسمة العنيدة الصابرة "، الذي كان حقاً هو المحب للسلام.

ومَنْ غيرُ القتلة والسفاحين والمغتصبين؟! هم المعتدون على السلام.. امتشق الشهيد الرنتيسي سلاح "المقاومة" انتصاراً للإنسانية، وإعلاءً لمعنى العدل والحق والخير والجمال.

لم يملك الرنتيسي المجنزرات وطائرات الأباتشي -التي واصل بها شارون، وكيانه الصهيوني اغتيالاته، وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وقياداته الثقافية والفكرية والعلمية- لم ينزع الرنتيسي من أصحابها، ولم يقلع شجرة زيتون، ولم يوص بإقامة جدار فاصل، وضرب الفلاحين بالعسكر المدجج بالسلاح والحذاء الثقيل، لم يهدم الرنتيسي البيوت فوق رؤوس أصحابها، ثم يقابل بوش، كما قابله شارون، وتمازح الشارون والبوش، وتعاهدا على المزيد من الوحشية والبطش والتنكيل حتى يلقي الفلسطينيون السلاح !

كل جريمة الرنتيسي أنه لم يكن مجرماً.. كل إرهابه أنه قاوم الإرهاب، ورفض إلقاء سلاح المقاومة، الذي لم يزد على كونه الصمود في وجه البغي والعدوان، حتى يلقى به، وافياً بوعده، وليكون من الرجال المؤمنين، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلاً.

ليس هناك أوضح من القضية الفلسطينية, لا لبس ولا التباس.. ففلسطين قد انتزعت عنوة منذ ذلك العهد القريب مايو 1948، وأهلها فيها وعليها ومعها، لم يكفوا لحظة عن رفض التطبع والتطبيع مع اللص، الذي يمن عليهم بأن جعلهم الضحايا.. ما إن يرتكب شارون أو أحد أذنابه أو غيرهم - من مجرمي الحرب فعلاً- تنكيلا ًضد شعبنا الفلسطيني، حتى يهب جميع مَنْ في معسكره للتأييد والمؤازرة، بينما يتولى" رهبان التثبيط" في بلادنا، ليناشدوا "الضحايا" في اللحظة ذاتها كظم الغيظ، وضبط النفس، وعدم الاستدارج لدوافع الثأر والانتقام، لأنها غير حضارية وزاعقة !!

عندما يفيض الكيل بـ"الضحايا العُزل"، ولا يجدون ناصراً ولا معيناً إلا أجسادهم الطاهرة، فيجودون بها، ليُذيقوا المجرمين بعض الوجع، الذي يئنون هم منه لحظياً في صمودهم، ومقاومتهم الباسلة، بأشكالها المتنوعة، للحفاظ على حقوقهم وهوياتهم وإنسانيتهم، يأتي"رهبان التثبيط"، ليسلقوهم بألسنة حداد، وبمنطق الحواة" يكعبلون" الكلام، بحيث تصبح- كما قال أحدهم- مرة "المقاومة هي سبب تجذر الاحتلال" !!

وهكذا عرفنا كيف يمكن للكتكوت أن يخرج من الكم والبيضة من الأنف، والزغاليل من تحت القبعة، أو أي غطاء آخر، ونفهم استمراء الكيان الصهيوني في المباهاة بسلسلة جرائمه،التي لا تنتهي تحت مظلة أمريكا" راعية إرهابه "الذي لا سقف له !

تحيةً إلى شهدائنا الأحياء في ذكرى اصطفائهم، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: موقع الإسلام اليوم - صافيناز كاظم
  • 22
  • 0
  • 14,622
  • mohammed

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني في هذا المقال ذكرك لقول زوجة الرنتيسي عن الشهداء وتحدثك المباشر عن شارون وذيله بوش [[لم يعجبني:]] ما لم يعجبني هو تكلمك عن الرنتيسي كأنك تعرفه تماما لكنك في الحقيقة انت لا تعرف لماذا هو ناضل كل تلك الفترة لنأخذ على سبيل المثال حماس انا أظن ان قتالهم من اجل الأرض اولا ثم اعلاء كلمة الله وهنالك ايضا فتح فعلت نفس الشيىء وقد تبين هذا بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات كلهم تكالبو على السلطة نسو القتال مع العدو وركزو على السلطة وكأن وصولهم الى السلطة سيفعل شيئا لفلسطين الحبيحة نسو بان من يصل الى السلطة سيكون لعبة بايدي الأوغاد وكلنا نعرف هذا الكلام انا لا انكر ان مقالتك كانت جيدة لكنه نقصت شيئا واحدا وهو ما اعجبني لكنك لم تذكره بما لا يزيد عن 3 اسطر دعني اقول لك شيئا سا سيدي وانا اعلم اني قد اطلت عليك بالكلام جيل الشباب هذه الأيام كثير جدا وهم لا يفقهون شيىء عن الأسلام وذلك لأن الأعلان عنه ضيق ولا يوجد شيىء يحفزهم على اعتناق الأسلام فهنالك شباب مستعدون للذهاب الى اي بلد اجنبي والعمل بأرذل الأعمال مقابل حفنة من المال او العمل مع العصابات الموجودة في بلده المقيم فيها ومع العلم ان حياته ستكون في خطر مع تلك العصابات وقد شاهدت ذلك بعيني ايضا من اجل المال والنساء والسهر ...الخ لكن لماذا لاتكون هنالك مقالات مفصلة عن اجور الشهداء من منزلة ومن حور العين ...الخ لماذا لا تكون هنالك هذه المقالات لتحفيزهم على التدريب في سبيل الله, ذكر الذين استشدوا وحدهم لايكفي اعلم اني قد اطلت عليك لكني اردت منك بماان مقالتك رائعة ان تكتب لشبابنا ماقلته لك والسلام
  • محمد يعقوب

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم الشهادة هي اصطفاء من الله عز وجل ولكن هل الشهادة فقط هي فقدان الحياة الدنيوية فقط؟؟!! بل المراد أعلى وأجل فإن مكارم الشهداء لا تعد ولا تحصى.. مبتدأة بألم الموت الذي يكون لسعة النحلة وما يليها من مكارم وفضائل.. هذا للشهيد ولكن لأهل هؤلاء الشهداء وعلى قمتهم هؤلاء الصابرات المحتسبات الحياة كلها لله عز وجل.. انظر إلى زوجة الرنيسي كأنموذج ما تقول "اصطفاه" وانظر إلى زوجة الصحفي طارق أيوب ماذا قالت "كان يحب الشهادة فنالها.. وإنا لصابرون".. فإنهن حقا حور مقصورات في الخيام مع أزواجهن في الجنة إن شاء الله.. كيف لا وهن يحرضن أخواتهن عن التنازل عن الحياة الدنيا لأولادهن وأزواجهن في سبيل رفعة الدين والوطن.. فاللهم اجزهن خير الجزاء وفي الأخرة حسن البقاء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً