نعم؛ دون مواربة وبصراحة

منذ 2013-12-08

أصبحت مجتمعاتنا مكوَّنةً من أجيالٍ خَرِبةٍ عبثيةٍ غارقةٍ في الجنس والمخدِرات، والسفاهات وانفسح المجال إلى العدمية، ومن ثَم من العدل أن تثنتِج تلك الأجيال نفس النُخب الموجودة والمتربعة وِفقاً لقانون الانتخاب الطبيعي والسنن الكونية.

 

أصبحت مجتمعاتنا مكوَّنةً من أجيالٍ خَرِبةٍ عبثيةٍ غارقةٍ في الجنس والمخدِرات، والسفاهات وانفسح المجال إلى العدمية، ومن ثَم من العدل أن تـُنتِج تلك الأجيال نفس النُخب الموجودة والمتربعة وِفقاً لقانون الانتخاب الطبيعي والسنن الكونية.

نعم؛ أعرف أنَّ المزاج كان ولازال إسلامياً، ولكنه مجرد مزاج والأمزِجة قد تتغير بسهولة؛ فتلك الأجيال الخرِبَة برغم فسادها النخاعي إلا أن مزاجَها لازال غاوي تلك القيم الموروثة، ولكن من الذي سيوفرها؟

من القادر على إحلالها محل المخدرات والجنس، والسلطة والشهوة دون أعراض انسحابية قاسية قد تُودِي بحياة الجميع؟

يؤسفني القول بأنّه لم تَنشأ بعد عيادات الملاحظة والتفكير لاستيعاب تلك الأعْراض الانسحابية، ولا حتى تلك الحركات ذات الخبرات التراكُمية في العمل الإسلامي بل هي نفسها نالها ما نالها، أيضاً بسبب تأثرها بالمناخ العام، وتكاسلت وتأخرت خطوات وأصبحت خطواتها كالشيخ الساذَج الذي كان يخطُب يوماً في مدخنين، وأَفتى لهم بعدم قبول صلاتِهم وصيامهم أربعين يوماً؛ خرج الناس من مسجده، ولم يعودوا مرةً أخرى لا إلى مسجده ولا إلى مسجدٍ آخر ولا حتى إلى الصلاة في منازلهم.

نعم أيُّها الأخوة؛ نحن سُذَّج وهذه حقيقة وربما تظهر تلك السذاجة بأجَلى صورها عادةً في الأزمات.

سُذَّج بأن وَهمنا أنفسنَا أن تلك المُسمَّى (ديمقراطية) قد يتسع لهم ولنا؟

يا الله! ما تلك السذاجة مُنقطعة النظير! والجميع يرى بكل وضوحٍ حقيقة تلك الديمقراطية والتكلم بإطلاقِها.

- وعدت بتقريب الفوارق بين الطبقات لكنها عمّقت تلك الفوارق.

- وعدت بضمان العدالة والحرية والمساواة للجميع لكن حتى حقوق الإنسان الأساسية ذهبت في ظلِها أدراج الرياح.

- وعدت برفع المعيشة للأفراد، فارتفعت بدخل الراقِصات والأراجوزات والمراهنات، وشركات الكلام (الموبايلات) وشركات بيع الأوهام، ورهبان التسلية والجنس في القنوات، وتركت الجميع في حَلبات المصارعة اليونانية القديمة يتنافسون على لقمة العيش.

- شرف المواطنة تحوّل إلى ترك الأرض والعِرض والهجرة إلى المجهول.

- الانتخابات الحرة أصبحت مهزلةً بكل معنى الكلمة؛ فهي حرة فقط بين عصابات اللصوص لامتصاص دم الناخبين.

أم كما قالت أمريكا وفِراخها الأنجاس المحليين: "أن الديمقراطية ليست صندوق الانتخابات؟" طبعاً إذا أتت بغير هؤلاء الأفراخ النجسة.

لقد شاخت الديمقراطية ودَوختها الأمراض العقلية القاتلة؛ كما انتهت قبلها بكتريا الشيوعية، ولكنهم يعلمون أننا جَهلَة حَمْقى لن نرى شيخوختَها المغطاة بأقوى المكياجات الغربية وأجمل عطور باريس.

يؤلمني بقاء أخي المخلِص الأحمق يتحدّث عن الديمقراطية عن الشرعية وعن القانون.

ستُبَدِد تلك العجوز الشّمطاء طاقات الشباب النَّضِر.

كفوا أرجوكم عن هذا العبث؛ فلن يعبأ بكم أحدٌ ولا مجال لطول النَفَس.

إمّا أن تنزِلوا من بيوتِكم ولا تعودوا أبداً إلا برؤوس أفراد تلك العصابات، وأن تُزيلوا مساحيق تلك الشمطاء ليراها الجميع على حقيقتها.

وعليكم حينها الإسراع في إنشاء العيادات الشعبية للعلاج من الإدمان وتُنقِذوا شعوبَكم، أو أن تنزِلوا تُصوِّتوا على الدستور؛ بل الدساتير كلها (بنعم) ويتزوج تلك الشمطاء أجمل شبابكم!
 

  • 27
  • 0
  • 1,840

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً