[222] سورة الأنبياء (7)

محمد علي يوسف

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ها هو صاحب البلايا والأسقام والرزايا المريض المسكين، ينادي أرحم الراحمين، يُقِر له بالرحمة.. بل تمام وكمال الرحمة؛ الرحمة التي شكَّك بها البعض، وكادوا أن ينفوها، رغم أنهم لم يذوقوا معشار ما ذاق أيوب عليه السلام.

  • التصنيفات: التفسير -

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء:83]..

{مَسَّنِيَ الضُّرُّ}!

أَكُلّ ما مرّ بك تُسمِّيه مسًَّا..

ضياع مالك..

زوال جاهك..

اعتلال بدنك..

وفقد عيالك، وهوانك على الناس..

كل ذلك مجرد... مسّ؟!

أي مقام هذا؟!

أَهو مقام أدبني ربي، أم هو جميل الصبر، أم لعلها بشاشة الرضا؟

أو هو شهود القلب لأنعم الرب، التي تتضاءل إلى جوارها البلايا، وتتصاغر إلى جنبها النقم والرزايا!

{وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}..

حتى في ذلك الموطن العصيب وقد قرَّرت أخيرًا أن تضرع إلى سيدك، وترفع إلى مولاك شكايتك..

لم تنسَ الثناء..

لم تُنسِك شكايتك حق ربك من شهود مقام الامتنان بعطاء الربوبية وسابغ النعماء..

ألا فليصدع ثناؤك في أرجاء الدنيا، لعله يبلغ من أساءوا بربهم ظنًا..

ها هو صاحب البلايا والأسقام والرزايا المريض المسكين، ينادي أرحم الراحمين..

يُقِر له بالرحمة..

بل تمام وكمال الرحمة..

الرحمة التي شكَّك بها البعض، وكادوا أن ينفوها، رغم أنهم لم يذوقوا معشار ما ذاق أيوب عليه السلام.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام