هُنا ضَحِكَ نبينُا عليه السلام

أبو فهر المسلم

حديث ضحك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم..

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -

هُنا ضَحِكَ نبينُا عليه السلام.. وحُقَّ لنا أن نَضحك!

أخرج البخاريُّ عن أبى هريرة، أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم: "كان يومًا يُحدِّث، وعندَه رجلٌ من أهل البادية (1)؛ «أنَّ رجلًا من أهل الجنة، استأذن ربَّه فى الزَّرع (2) فقال: أوَ لَسْتَ فيما شِئتَ؟! (3) قال: بلى، ولكنِّى أحبُّ أن أزرَع! فأسرَع، وبذَر (4)، فتبَادر الطَّرْفَ (5)؛ نباتُه واستواؤُه واستحصادُه وتكويرُه أمثالَ الجبال! (6) فيقول الله تعالى: دُونك يا ابنَ آدم، فإنَّه لا يُشبعُك شيءٌ».

فقال الأعرابيُّ: يا رسولَ الله؛ لا تجدُ هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا! فإنهم أصحابُ زرع، فأمَّا نحن فلسْنا بأصحاب زرْع (7)! فضَحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- وتأمَّل ماذا سَيفعَل هذا الأعرابيُّ، آخرَ الحديث! هه..
2- أي: يُباشر الزراعة كما كان في الدنيا، فلَّاح من أهلنا الطيبين، هه..
3- يَعني من المُشتَهيات والنعيم، فكيف تتمنَّى الهمَّ من جديد؟! هه..
4- أي أذِنَ الله له؛ فألقَى البِذْرَ فنبَت في الحال.

5- الطَّرْف: هو امتداد بصَر الإنسان إلى أقصَى ما يَراه.
6- المراد: أنه لما بذَر لم يكن بين ذلك وبين استواء الزرع ونجاز أمره كله، من القَلع والحَصد والتَّذرية والجَمع والتكويم إلا قدْر لمْحة البصر! الله أكبر! وهذا في عُرف الناس؛ لا يقلّ عن سِتَّة أشهُر.
7- هه، يَتبرَّأ مُتعجبًا من فِعل صاحب الجنة! وأن الأعرابَ ليسُوا زُرَّاعًا!

* وفي هذا الحديث من الفوائد: "أنَّ كلَّ ما اشتُهي في الجنة من أمور الدنيا مُمْكنٌ فيها!" (قالَه المُهلَّب).
استفَدتُ بعضَه من فتح الباري لابن حجر رحمه الله.
جعلني الله وإياكم من أهل جنات النعيم. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام