شعار العارفين

منذ 2015-02-05

وهذه من أزكى ثمرات المعرفة، وأشهى قطوف العلم بالله؛ أن يستقيم الميزان، وتبدوالدنيا بزينتها رخيصة إن وضعت فى مواجهة مع إرضاء الله وما عنده.

إذا استقرت ‏معرفة الله‬ فى قلب عبد فإنها تهز، بل تزلزل، كل تصوراته الخاطئة، ونظراته القاصرة، فتسقط كافة أوثان النفس، لتخر متهدمة على أنقاض سوء الظن، والتعلق بالخلق.

وكما رجف المنبر برسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن الملك، حتى قالوا ليخرن به، فإن قلب المؤمن وحياته وتصوراته ونظراته للأمور ترجف وتهتز وتنقلب رأسًا على عقب حين يعرف الله حق المعرفة، فيرى الأمور بقيمتها الحقيقية، ويزن الدنيا وما عليها بميزان المعرفة.

معرفة الله!

وهذا ما حدث حين عرف السحرة مولاهم الحق فتكشفت لهم تلك القيمة الحقيقية للأشياء، وبدت لهم المعايير الصحيحة، فما ترددوا فى الاختيار بين الدنيا وما عند الله، وقالوا لمن هددهم: {لَنْ نُؤْثرك عَلَى مَا جَاءَنَا منْ الْبَيّنَات وَاَلَّذي فَطَرَنَا فَاقْض مَا أَنْتَ قَاضٍ إنَّمَا تَقْضي هَذه الْحَيَاة الدُّنْيَا} [طه:72].

وهذه من أزكى ثمرات المعرفة، وأشهى قطوف العلم بالله؛ أن يستقيم الميزان، وتبدوالدنيا بزينتها رخيصة إن وضعت فى مواجهة مع إرضاء الله وما عنده.

حينئذ يُنظر عندها إلى كل تهديد وتخويف بمنطق: {لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} [الشعراء:50].

ويرتفع الشعار عاليًا خفاقًا نقيًا رقراقًا يردده العارفون: {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه:73].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,816

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً