أين الحقيقة؟

غادة النادي

ما زلت أنتظر السهم المسموم القادم، فمتى تصيب به قلبي يا أخي؟!

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

نحن قومٌ تطالعنا الحقيقة فنستدير ونبتعد، فتطالعنا من جهة أخرى فنستنكر ونرفض، فتطالعنا من جهة ثالثة فنفتي بما لا نعرف ونقدٍّس آراءَنا.

فتطالعنا من الجهة الأخيرة فنضيق بها فنقتلها؛ لنستمتع بالعيشِ في الباطل طالما أنه يوافق هوانا، ويخمد ضمائرنا، ويؤيد كسلنا، وينعش جهلنا.

ثم بعدها نصرخ: أين الحقيقة؟!

ونعيش دورَ المظلومِ الذي تآمر الكونُ كلُّه ضده، فما أعذب دفن الرأس في الرمال، ولعب دور المضطهد؛ حيث الاستسلام متعة!

ولعل هذا سببه: لحظات الاختناق الروحي، حينما نواجه الحقيقة في هيئتها المتجردة؛ فلا نعلم مَن فينا يتجرد أمام الآخر؛ أمة مهزومة أم مهزوم لا أمة له!

والرجلُ الغربي الأبيضُ ينتفش ينتشي ويسعد، و يتلذذ بأكل لحومنٍا على موائد حكامِنا وجهلِنا وفُرقتِنا، وجِبِلة عربية قاسية ظالمة آثمة.

ما زلت أنتظر السهم المسموم القادم، فمتى تصيب به قلبي يا أخي؟!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام