هل تريد معرفة صورة الجن؟!

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

من قرأ بآية الكرسي دبر الصلوات المفروضة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت

  • التصنيفات: الحث على الطاعات -

الحمد لله الذي خلق الجن والإنس لعبادته، وأرسل إليهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدينه وشريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فلا شك أن أغلب الناس يتمنون معرفة صورة الجن، كيف خلقوا؟ وما صورتهم؟ وما شكل أبدانهم؟ وكيف يتحركون؟ ويتكلمون؟ وغير ذلك مما هو مجهول عند الناس، لأن الجن يبصروننا من حيث لا نراهم، وأكبر دليل على حرص الناس على تلك المعرفة، وجودك في هذا المكان، وقراءتك لهذا العنوان!

ولا بأس عليك، فهذا قاسم مشترك بين الكثير من الناس، وإليك ما وعدتك به، مما وقع مع أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أحد الجن، فقد رآه بعينه، وتكلم معه بلسانه، وثمة فائدة مهمة في الحديث لن أخبرك بها الآن، فأنت في شوق للقصة، ولن أحول بينك وبينها.. فها هي:

فعن ابن أُبي بن كعب رضي الله عنه أن أباه أخبره: أنَّه كان لهم جَرِينٌ فيه تمرٌ وكان ممَّا يتعاهَدُه فيجِدُه ينقُصُ، فحرَسه ذاتَ ليلةٍ فإذا هو بدابَّةٍ كهيئةِ الغُلامِ المُحتَلِمِ، قال: فسلَّمْتُ فردَّ السَّلامَ فقُلْتُ: ما أنتَ؟ جِنٌّ أم إِنسٌ؟ فقال: "جِنٌّ" فقُلْتُ: ناوِلْني يدَك، فإذا يدُ كلبٍ وشعرُ كلبٍ فقُلْتُ: هكذا خُلِق الجنُّ، فقال: "لقد علِمْتِ الجنُّ أنَّه ما فيهم مَن هو أشَدُّ منِّي"، فقُلْتُ: ما يحمِلُكَ على ما صنَعْتَ؟ قال: "بلَغني أنَّكَ رجُلٌ تُحِبُّ الصَّدقةَ فأحبَبْتُ أنْ أُصيبَ مِن طعامِكَ"، قُلْتُ: فما الَّذي يحرِزُنا منكم؟ فقال: "هذه الآيةُ، آيةُ الكُرسيِّ" قال: فترَكْتُه. وغدا أبي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «صدَق الخبيثُ» (صحيح ابن حبان؛ برقم: [784]).

وفي رواية، قال له: فما يُنَجِّينَا مِنكُم؟، قال: "هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي" (صحيح الترغيب؛ برقم: [662]).

ولا يخفاك -رزقك الله هداك- أن الجن يتصورون في أشكال مختلفة وصور متباينة كصورة الكلاب أو القطط السوداء أو الحيات والعقارب أو غيرها من الهيئات الغريبة التي لا يمكننا رؤيتها على حقيقتها، وليس ذلك في الحقيقة ما يهمنا من هذه القضية، وإنما المهم الذي لا بُدَّ أن نخرج به منها؛ تلك الثمرة العظيمة لتلك الآية الكريمة من كتاب الله تعالى، وهي آية الكرسي (رقم [255] من سورة البقرة) فإنها أعظم آية في كتاب الله.

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: يا رسولَ اللهِ فأيُّ ما أنزَل اللهُ عليك أعظمُ؟ قال: «آيةُ الكُرسيِّ» (صحيح ابن حبان؛ برقم: [361]).

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصته مع الشيطان الذي تفلت ثلاث ليال على مال الصدقة، وقال له: "إذا أوَيْتَ إلى فِراشِك، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حتى تختِمَ الآيةَ، فإنك لن يزالَ عليك من اللهَ حافِظٌ، ولا يقربَنَّك شيطانٌ حتى تُصبِحَ"، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أما إنه قد صدَقَك وهو كَذوبٌ» (صحيح البخاري؛ برقم: [2311]، وغيره كأبي  خزيمة).


ومن قرأ بآية الكرسي دبر الصلوات المفروضة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، فلا يفوت عليك هذا الفضل، واستعذ بالله من شياطين الجن والإنس، فإن بعض شياطين الإنس أعظم فتنة من شياطين الجن، فإلى الله المفزع، وفيه المطمع، أن يجيرنا منهم جميعًا، ومن توهيمهم ووسوستهم وتلبيسهم وتدليسهم وسوئهم، والله على كل شيء قدير!