وبالنجم هم يهتدون

منذ 2009-02-07

فإذا تبين لك ما في الآية من معان وحكم وإذا عرفت أن الهداية العظمى أن تهتدي بالله إلى طريق الله، فإياك وبنيات الطريق، إذ قد عرفت فالزم....


لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على خلقه بكثير من النعم في أنفسهم وفي الآفاق التي جعل فيها معاشهم، وذكَّر الله عز وجل عباده في كثير من الآيات بشيء من هذه النعم، امتناناً عليهم وتفضلا، وتحبباً إليهم وتقربا، فالنفوس السوية مجبولة على حب من ينعم عليها ويحسن إليها، وفي سورة النحل ذكر الله جل وعلا طائفة كثيرة من هذه النعم حتى سميت السورة بسورة النِّعَم، ومما ذكره ربنا جل وعلا من النعم في هذه السورة قوله: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16] وقد ختم به طائفة من النعم التي ذكرها في أول السورة، ثم أعقبها منكراً على من أعرض عن هذه النعم ولم يلتفت إلى موجدها المتفضل بها على عباده ليؤدي حقه عبادة وشكراً على هذه النعم، بل ويا للعجب التفت إلى من لا يملك شيئاً منها، ولا يقدر على إيجاد شيء منها، فصرف له حق الله سبحانه من العبادة والتذلل والخضوع، فقال جل وعلا: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17]!

إن الإنسان حال سيره في مناكب الأرض يحتاج إلى علامات في طريقه ترشده وتعينه للوصول إلى بغيته، وقد تكفل الله عز وجل بهذه العلامات فجعل في الأرض جبالاً وأنهاراً وأودية وتلالاً، وغير ذلك من العلامات التي يهتدي بها الإنسان في النهار، أما في الليل حيث يلفه ظلامه وتخيم عليه وحشته وتزداد حاجته لما يهديه سواء السبيل فقد جعل الله سبحانه وتعالى في السماء مصابيح تنير للسائرين دربهم وترشدهم للطريق، كما قال تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}.

إن من تأمل تخصيصه جل وعلا النجوم بهذه الهداية دون القمر -رغم كونه أشد ضياء وأقرب مسافة- ظهرت له حِكَم بديعة، فالقمر سريع الحركة والتنقل؛ في الليلة الواحدة، وخلال ليالي الشهر والعام، بخلاف النجوم التي تبدو أكثر ثباتاً في السماء مما يجعل معرفة منازلها أيسر، والقمر يغيب من السماء ويُفقَد ضياؤه في عدد من ليالي الشهر بخلاف النجم الذي لا يُذهِب نُورَه إلا ضوء النهار ونور الشمس، والقمر ينكسف، وأما النجم فلا ينكسف؛ بل إن لذكر النجم دون غيره من الوسائل والأدوات التي استخدمها الناس منذ القدم حكمة بالغة، إذ النجم متاح لكل إنسان في كل مكان وفي كل ساعة من ساعات الليل ولا يملك حجبه أحد، وتعلم الاهتداء به ميسر، بينما تلك الوسائل غير متاحة لكثيرين، وقد يصعب استخدامها على كثيرين.

وبرغم ما في الآية الكريمة من معان باهرة في هذا السياق، إلا أن من تدبرها بمزيد تدبر وغاص في معانيها ظهر له من أنوارها ما هو أبعد من ذلك، فكما أن الإنسان في الدنيا أحوج ما يكون للاهتداء كي يصل إلى غايته ولا يضل الطريق إنما يكون في ظلام الليل، فكذلك هو في سيره إلى الآخرة أحوج ما يكون لما ينير له دربه في ظلام الفتن والظروف الحالكة حيث تُعَمِّي عليه الشبهات والشهوات طريقه، وكما أن الذي يريد أن يصل إلى بغيته ولو كان في لُجِّ البحار والمحيطات أو في عمق المفاوز والقفار يهتدي بالنجم، فكذلك من يريد الوصول لرضا الرب ولجنة عرضها السماوات والأرض عليه أن يهتدي بأدلة الحق.

إن النجم في ثباته ووضوح هدايته السائرين على الطريق شبيه بأدلة المنهج الحق، فهي ثابتة مطردة يسيرة واضحة، وكما أن الذي يهتدي بالنجم لا يضطرب ولا يضل ولا يضيع بإذن الله فكذلك من يهتدي بأدلة المنهج الحق، لا تتناوشه الفتن ولا تصرفه عن وجهته الخطوب والكروب، وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ»(1)، وتذكر أن هذا كان عهده صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم سألوه لما وعظهم موعظة بليغة فقالوا: "يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟" لتعلم أهمية معرفة المنهج والثبات عليه: «فعليكم»، وخطورة البعد والتولي عنه: «لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»، وتأمل كيف وصف المنهج بالبياض إذ أدلته أكثر بياضاً ولمعاناً من النجم في السماء.

فإذا تبين لك ما في الآية من معان وحكم وإذا عرفت أن الهداية العظمى أن تهتدي بالله إلى طريق الله، فإياك وبنيات الطريق، إذ قد عرفت فالزم.

_______________
(1) سنن ابن ماجه 1/16 (43) وصححه الألباني.








المصدر: موقع المسلم

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

  • 0
  • 0
  • 13,492
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] فضيله الامام ماهر المعيقلى وانت يا فضيله الامام صالح ال طالب انا لست ساخط ولست جازع من حالى وما انا فيه ولكن انتم لا تعلمون الامرعلى حقيقته والواقع على حقيقته فانتم تسمعون منى كلام فقط اما الواقع الذى انا فيه فهو اكبر من ذالك ومهما تكلمت وقلت فلن استطيع ان اصف لكم الواقع وانا عندما اقول هذا الكلام يا علمائنا هذا ليس سخط منى على حالى او على قضاء الله وما ابتلانى به ولكنى اريد ان اتحدث مع احد غيرى اعلم منى وافقه منى يدلنى ماذا افعل وماذا اصنع فقد قال سبحانه فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون فانتم اهل العلم والحكمه فكلامك وتوجيهاتكم لى تريحنى وتطمئن قلبى اما الشفاء والعافيه فقد قال سبحانه على لسان نبيه ابراهيم واذامرضت فهو يشفين اذن لا شفاء ولا عافيه ولا صحه الا من عنده هو سبحانه ولكن قال رسول الله ان لكل داء دواء فتداوا او كما قال عليه الصلاه والسلام فانا ابحث عن الدواء لما انا فيه وانا اعلم ان دوائى وعلاجى وصحتى وعافيتى فى الرجوع الى الله وان اتوب اليه والتزم طاعته وعبادته ولكن يا ائمتنا ان هذا الدواء وانا اعلم انه ليس لى دواء غيره وليس لى شفاء ولا عافيه ولا صلحان حال الا به مثل الذى يسير فى صحراء جرداء قحطاء وقد نفد منه الطعام والشراب واشتد عليه العطش واشرف على الموت والهلاك وارتمى على الارض وفجاه ظهر امامه كوب ماء كبير ففى كوب الماء هذا حياته وبقائه على وجه الدنيا فماذا تظنون ان يفعل يمد يده اليه مسرعا فى لهفه واشتياق وياخذه ويشرب ويرتوى منه انا هكذا يا علمائنا ليس لى مخرج مما انا فيه الا كوب الماء هذا وكوب الماء بالنسبه لى هى طاعه الله والرجوع الى الله ففيها صحتى وعافيتى وصلحان حالى ولكن بينى وبينها ما الله وحده اعلم به ائمتنا انا مللت من الكلام واقسم بالله لقد كرهت الكلام وكرهت الحديث ليس معكم يا ائمتنا ولكن عموما انا اصبحت فى حاله نفسيه من الاكتيئاب والحزن جعلتنى لااريد ان اتحدث مع احد ولا ان اراسل احد ولكن القلق والتوتر الذى اعانى منه يجعلنى ابعث برساله الى هنا واتحدث مع هنا وارسل رساله الى هنا اى غصب عنى وليس بارادتى ولوكان على اريد ان ابقى هكذا لا اتحدث مع احد ولا اتواصل مع احد ولا حتى اشاهداحد لا قناه اقرا ولاالناس ولا الاقصى اعيش هكذا وحدى بينى وبين نفسى حتى ياتى الله بامره
  • الشافعى احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] ائمه بيت الله الحرام وانت يا فضيله الامام ماهر المعيقلى انا اريد ان اغضب على حالى وما انا فيه انا كانى رضيت بما انا فيه او تعودت عليه فاصبح عندى شىء طبيعى من عدم الطاعه والعباده والضيق والهم والحزن حالى كله اصبح عندى شىء مالوف وطبيعى تعودت عليه منذ عشرين سنه ولكنى اريد ان اخرج مما انا فيه ومن هذه العيشه التى اعيشها ليلها كنهارها فانا منذ ان استيقظ فى الصباح الى ان انام فى المساء وانا فى ضيق وهم وغم والم فى بطنى بسبب وبدون سبب ائمتنا انا الان ابكى وانالا ابكى الا اذا وصل بى الضيق الى منتهاه ولا اجد شىء افعله لكى اخرج من هذا الضيق الذى فى صدرى الا البكاء ولكن مع ذالك لااستطيع ان افعل شىء اريد ان اقوم واتوضاالان واصلى واقف بين يدى الله ابكى بين يديه واتذلل له لكى يعفو ويصفح عنى ويصلح حالى ولكن لااستطيع ان اصلى ولا حتى ركعه واحده فقلبى بينه وبين الصلاه وخاصتا الصلاه حاجز وسد لايعلم به الله فماذا افعل وماذا اصنع قولوا انتم لى يا علمائنا ماذا افعل وماذا اصنع انا الان اشعر بالم ووجع فى بطنى لا ادرى ما سببه وهو لا يفارقنى ساعه من ليل او نهار ولكنه يكون احيانا خفيف ويكون احيانا اخرى شديد على مثل الان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً