أيها المقاومون.. هذا انتحار وليس مصالحة

ملفات متنوعة

ثم ما الذي فعله عباس وبطانته يوم انتهت ولايته الرئاسية في العام
الماضي؟ ألم يمدد لنفسه بالدوس على الدستور ؟

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


قالت العرب قديماً في أمثاله: (رمتني بدائها وانسلت)، وهو مثل يُضْرَب للمصاب بمثلبة لكنه يرمي سواه بها.

وليس أجدر بهذا المثل اليوم، من التغريبيين الذين يحاربون إجراء أي انتخابات حرة لأنها غالباً ستأتي بالإسلاميين، وهو يتهمون الإسلاميين بأنهم إذا تسلموا السلطة المنتخبة فلن يتخلوا عنها أبداً. فليس لهؤلاء شاهد واحد، فإسلاميو تركيا هم الوحيدون الذين أتيح لهم الصعود إلى سدة الحكم إثر انتخابات نزيهة، فقدموا مثالاً رائعاً يحترمه أعتى خصومهم، بل إن حراس الأتاتوركية المفروضة بالقوة من جنرالات الجيش لم يستطيعوا العثور على ما ييسر لهم أداء رياضتهم التقليدية المفضلة: الانقلابات العسكرية على الحكومات التي لا تعجبهم.


والمفارقة تكمن في أن العلمانيين الذين يحاكون نيات الإسلاميين، هم المتشبثون بالسلطة التي اختطفوها بالقوة العارية، ولا يتنازلون عنها حتى لنظرائهم، بل إنهم كثيراً ما فتك بعضهم ببعض وهم جميعاً من حزب مستبد واحد، أو رفاق درب الانقضاض على السلطة بليل بهيم!!


وها هم المتباكون على الديموقراطية الغائبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يقدمون نموذجاً فاضحاً لمدرسة النفاق هذه.فعصابة محمود عباس تهدد بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية خلال شهرين، ما لم توقع حماس -وفصائل المقاومة الأخرى ضمناً-على اتفاق مصالحة مفصل بعناية على مقاسات المصالح الصهيونية والأمريكية، والأدوات المعتادة التي تخدمهما.


لا حاجة بنا إلى العودة بالقضية إلى جوهرها، إذ يستحيل على شعب تحت حراب الاحتلال أن يُجري انتخابات حرة!!

ونحن نتحدى زمرة أوسلو بأن يعثروا في التاريخ الإنساني كله على شبيه لهم أو لانتخاباتهم المزعومة، والأمثلة على العكس أكثر من أن تُحْصى: فييتنام-الجزائر-فرنسا في ظل الاحتلال النازي...!!

بل يكفي الاستدلال ضد هؤلاء الأدعياء بمسلكهم الشائن عندما فازت حركة حماس بالأغلبية في الانتخابات السابقة، والجميع يذكرون ممارسات خاطفي حركة فتح لمنع حماس من القيام بمهماتها حتى في نطاق حكومة وحدة وطنية!!


ثم ما الذي فعله عباس وبطانته يوم انتهت ولايته الرئاسية في العام الماضي؟ ألم يمدد لنفسه بالدوس على الدستور المفصل فتحاوياً أصلاً، ثم نصّب نفسه رئيساً لما يسمى دولة فلسطين التي ليس فيها شبر محرر، باستثناء غزة المحاصرة، التي حررتها سواعد المجاهدين أعداء عباس وورهطه، ممن يسميهم "الإمارة الظلامية"!!


وأما ما يسمى"المجتمع الدولي"فهو الذي تولى كِبْر هذه المهزلة ابتداءً، فقد رفض الاعتراف بخيار الشعب الفلسطيني في تلك الانتخابات، بل إن تعسفه اللا إنساني تجاوز الرفض السلبي إلى معاقبة هذا الشعب المرابط، لأنه "أساء"ممارسة الديموقراطية فلم يأتِ بعصابة أوسلو إلى السلطة!!


وما لنا وللتوقع-ولو بناء على تجربة مُرّة ماثلة ومستمرة-فقد كفانا البيت الأبيض مؤونة الانتظار، عندما صرح الناطقون باسمه عن رفضه للمصالحة الفلسطينية -بالصيغة السابقة التي توافق عليها الطرفان برعاية مصرية-، ولذلك وُلِدت ورقة مختلفة كلياً عنها وليس أمام المقاومين سوى التوقيع على قرار انتحارهم بأيديهم، ونحر القضية الفلسطينية بشهادة زور مطلوبة منهم، بعد تكبيلهم تماماً، وإجراء انتخابات مزورة 100%، في ظل الحصار الجائر والمستمر.


أولم يعلن جورج ميتشل-مندوب راعي السلام!!ويا للمفارقة- عدم موافقة واشنطن على الورقة المصرية للاتفاق، إلا إذا اشتملت على الالتزام بشروط "اللجنة الرباعية الدولية"، وهي: إلغاء المقاومة( وقف العنف الفلسطيني طبعاً بالتعبير الصليبي الصهيوني)، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، والاعتراف بالكيان الصهيوني .


والمضحك /المبكي في المصالحة المقترحة-بعد التنقيح!! -أنها تمنح محمود عباس موقع المشرف على تطبيقها عبر رئاسته لكل لجانها!! علماً بأن من بدهيات الصلح بين أي مختلفين، عدم إعطاء أحدهما صفة الخصم والحَكَم معاً!!


فهل بقي أي التباس في صفقة الاستسلام المعروضة على الشعب الفلسطيني وشرفائه المقاومين الرافضين للخضوع لإملاءات واشنطن وتعليمات تل أبيب؟


وليتنبه الإخوة في حماس إلى أن المطلوب هو رأسهم بالدرجة الأولى، بدليل أن الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية-وهما عضوان في منظمة التحرير بل والأخيرة حليف لفتح المختطفة-تعارضان الورقة الأخيرة للمصالحة، لكن الأبواق "مثل ياسر عبد ربه ودحلان.." تتجنب الإشارة إليهما، وتحصر هجاءها الكاذب الخاطئ في حماس وحدها دون سواها!!


المصدر: موقع المسلم