انتفاضـةُ الجــرَّافات

حامد بن عبد الله العلي

من عجائب زماننا هذا الصمت العربي والعالمي المتواطىء مع الجرافات
الصهيونية وما اقترفته، وما تقترفه كلَّ يوم، طيلة عقود من الزمن..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


من عجائب زماننا هذا الصمت العربي والعالمي المتواطىء مع الجرافات الصهيونية وما اقترفته، وما تقترفه كلَّ يوم، طيلة عقود من الزمن، من حفر تحت أساسات المسجد الأقصى، وماحوله من الآثار الإسلامية، ومن هدم بيوت الفلسطينيين على رؤوسهم، والعبث بمقابرهم، إلى جرف أراض زراعية شاسعة لبناء المستوطنات، أو لإقامة جدار الفصل العنصري، أو لتشييد مشاريع الإستيطان الأخرى، حتى بقيت الجرافة الصهيونية عقودا من الزمن هي أبغض الآلات في الوجود إلى الشعب الفلسطيني، يشبُّ الأطفال، ويشيب الكهول وهم يرونها تعيث في أرضهم فساداً، وإفساداً، وتهلك الحرث و النسل .


ولكن لما قرر حسام دويات أن يوجه الجرافة وجهتها الصحيحة، ويذيق حفنة من الصهاينة بعض ما يذوقه شعبٌ بأكمله يرزح تحت جرافات الظلم والعنصرية، لما قرر ذلك في وسط القدس، استيقظ الصامتون، مطلقين صيحات الإستنكار !!


أجمل مافي الشعب الفلسطيني أنَّه لايزال في جعبته الإبداع إذا نفد من الآخرين، فهذه أول مرة  فيما أعلم  يتم تحويل الجرافة إلى سلاح حربي مدمّر يكبد العدو خسائر فادحة، مستفيداً من عنصر المفاجأة بطريقة لم يسبق إليها


وأما رسالة جرافة حسام دويات فهي جدّ مهمّة، إنّه يقول للصهاينة : إنّكم هنا في الأرض التي اغتصبتموها، ستبقون في كابوس دائم، ففي أيّة لحظة قد يتحول ما حولكم إلى سلاح نقاتلكم به لنطهَّر أرضنا من رجسكم، ونحن الذين صبرنا ستة عقود ولم ننهزم، سيأتي اليوم الذي نجرفكم فيه، هكذا كما أجرفكم الآن من أمامي، فلا تجدون مهربا، وليس لكم إلى المفر من سبيل .


وهذه الرسالة التي أطلقها حسام بأسلوب متميز، يجب أن تعمم على أمتنا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فهذا العدوِّ البغيض الذي احتل فلسطين، وهو وراء إحتلال كلّ بلاد الإسلام، والمحرض على كل الهجوم على أمتنا، يجب أن يجُرف إلى حيث أتى، هذا هو الحلّ، وليس ثمة حل سواه .


كما تجُرف قبل ذلك جميع مشاريعه التي وزعها على العالم العربي بواسطة أولياءه من الزعامات الفاسدة، أو الاحتلال الأمريكي .


مشاريع التطبيع، والتمييع، والتسليع.


التطبيع مع أعداء الأمة الباغين عليها، الساعين فيها فسادا، تحت شعارات كاذبة تُدعى حوار الأديان تارة، والإنفتاح الثقافي تارة، والتواصل الحضاري تارة، وهي كلَّها إمَّا من الحقِّ الذي يُبتغى من وراءه الباطل، أو التلاعب في الألفاظ، وخداع المصطلحات التي يريدون به مكر السوء .


والتمييع لعقيدة الإسلام التي ترفض تبعيِّة المسلم لغيره، وتفرض عليه أن لايجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، لا في الهوية، ولا في الثقافة، ولا في القرار السياسي، ولا غيره .


والتسليع لكل شيء في الحياة تحت شعار العولمة، واستبدال القيم، والشيم، بما يسمونه زوراً وخداعاً مشاريع التنمية الإقتصادية، لتحويل كلِّ قيمنا، حتى هويَّتنا، إلى سلع تُباع وتشترى في سوق تجمعنا مع الصهاينة، وها نحن نرى بداية وعودهم هذا التضخم، وذلك الفقر، وانتشار البطالة، وخراب الديار !


فالواجب أن نتعلم من جرافة حسام دويات، تأسيس مشاريع جرافات كُبرى تزيل كلَّ هذا الخبث المركوم في أمتنا، خبث الإنهزام النفسي، والانقياد الأعمى وراء شعارات صنعها العدوُّ لنا، وما هي إلاَّ أوهام يلهينا بها عن جهاده، وخبث الخوف من مقاومة طغيانه، وخبث الإستسلام لمخططاته .


فلنمتط صهوة اليقين، ولنلبسْ لامة الأمل، ولنُشهرْ سلاح الصبر، حتى تنجلي عن أمتنا هذه الحملة الصهيونية الخبيثة، المتحالفة مع الصليبية الحاقدة، وهي بلاريب منقشعة، مجروفة بجرَّافة الجهاد في سبيل الله تعالى، الذي وعدنا الله تعالى أن لايتوقف حتى تقاتل آخر مواكبه الدجال مع جيشه اليهودي .


{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}