الفلوجة تقتل جوعا

حين يُصبح الألم أكبر من أن يُكتب وحين تنتفض الكرامة فتمنعك الكلام.. تُصبح كل العبارات لا لون لها، ولاميزة فيها، تُحرّك قلب القارئ..

حين تجد رمز المقاومة الشريفة، مدينة الرجال والعز، تُحارب بلقمتها... ماتقول؟
ليت من يطلب مني أن أبتسم يخبرني كيف أفعل وأي الطّرق مؤدية للهدوء أكثر، وكيف لي أن أتخلّص من الانهيار حزنًا على إخوتي!

عاجزة أنا كجميع الحكّام العرب إلا من كلمات!
كمن يطلب منّا أن نجلس نصغي إليه بالساعات ليشرح لنا طريقة المسح على الخُفّين،
وحين أقول له: قد مسحو كل معنى للحياة داخل إخوتي
يصمت!

أنادي العرب وأذكّرهم بأن هذه الفلوجة، التي وقفت بوجه الأميركان ووجه الروافض؟
أتمتم بكلمات خجلة تريد أن تخرج ثم سرعان ماتتراجع
إنهم يموتون جوعًا
ماطلبوا سلاحًا ولا أرضًا ولا بيتًا
طلبوا رغيفًا
فهل عجزتم؟
أحس بقلبي رحل عني وذهب إليهم
هُناك يرفرف حولهم
الموت جوعًا معهم أشرف لي من حياة استهلكتها الغربة وأدمتها الخيبة
وخذلان الأشقّاء

أخي العربي:
تضامنًا مع الفلوجة
ارتشف فنجان قهوتك دون سكّر!
ولابأس لو رافقتها موسيقى حزينة
هكذا يهدأ ضميرك،
وهكذا أراقبك بعطف وأرحل دون أن ألتفت
إلى من باعوا الثمين بلا ثمن!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام