الحمد لله ......

ملفات متنوعة

لقد استيقظ العالم بعد سبات عميق للمجزرة البشعة التى تعرض لها أسطول
الحرية من النشطاء على مستوى العالم دون تمييز بين جنسياتهم وعقائدهم
لأنهم تعاطفوا مع أبناء غزة باسم الإنسانية..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


لقد استيقظ العالم بعد سبات عميق للمجزرة البشعة التى تعرض لها أسطول الحرية من النشطاء على مستوى العالم دون تمييز بين جنسياتهم وعقائدهم لأنهم تعاطفوا مع أبناء غزة باسم الإنسانية وهم يعلمون قبل رحيلهم من الموانيء التى تحركوا منها بوعد ووعيد إسرائيل .

ولكنهم أصروا على اجتياز المخاطر تعاطفاً مع أهل غزة المحاصرين منذ أكثر من ثلاث سنوات ومنهم الأطفال والنساء والشيوخ من كبار السن . لقد أيقظوا العالم ودحضوا المزاعم الإسرائيلية وانتهاكها كل الحقوق الإنسانية ولا أقول الدولية فقط .


لقد اهتزت مشاعر وقلوب العالم كله لتلك المجازر الوحشية التى استقبلوا بها وهم العزل إلا من سلاح إيمانهم بالغاية النبيلة التى خرجوا من أجلها من بلادهم ومن بين أبنائهم وأهليهم إن الهجوم الوحشي على هؤلاء النشطاء الأبرياء فى المياه الإقليمية الدولية وقبل وصلهم إلى المياه الإقليمية لغزة المحاصرة هذا الهجوم الوحشي من الكوماندوز الذين أسقطتهم الطائرات الهليكوبتر الإسرائيلية بأسلحتهم المدججة على النشطاء فى سفنهم وكأنهم جيش غازى لغزو ديارهم التى اغتصبوها .

إن هذا العمل العسكري الهمجي يتبين منه أن إسرائيل التى اغتصبت ولازالت مغتصبة الأراضي المقدسة وأرض فلسطين الحبيبة بالإرهاب والغطرسة الأمريكية . إنني عندما فوجئت من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية وهى تذيع وتنقل لنا ما تعرض له هؤلاء الأبطال من النشطاء مع تعدد جنسياتهم وعقائدهم .


والله لقد استبشرت خيراً لأن هؤلاء النشطاء رأيت من دولهم تحركات ما كنا نتوقعها من قبل كما رأيت من شعوبهم إذ خرجوا ينددون بهذا الهجوم الوحشي على الأبرياء عندما أدركوا أن إسرائيل بكل وقاحة وعلى لسان وزير خارجيتها أنها لا تهتم بغضب الشعوب . كما رأينا تحركات كثيرة من بعض الرؤساء والزعماء احتجاجا على تلك المجازر الوحشية ما سمعنا بها من قبل فى أى مواجهة بيننا وبين جيش الاحتلال وتعدياته على أبناء فلسطين الحبيبة . إن هؤلاء النشطاء الذين عبروا عن الضمير العالمى لتعاطفه مع قضية المقدسات الإسلامية وغير الإسلامية وأرض فلسطين الحبيبة من أيد هؤلاء البربر الجدد فشكراً لهؤلاء النشطاء الأحرار لعل مواقفهم البطولية تحرك الساكنين من حكام الشعوب العربية والإسلامية الذين تقيدوا وقيدوا بمواثيقهم مع العدو المغتصب بالاتفاقيات التى هضمت شعوبهم وأزلتهم كان أولى من هؤلاء النشطاء الأحرار الذين جاءوا لفك الحصار عن غزة كان أولى منهم أبناء شعب مصر الذين شارك حكامهم فى حصار أهل غزة مع العدو الإسرائيلي .

فلولا إغلاقنا منفذ رفح وهو بأرض مصرية لحماً ودماً كجميع المنافذ التى تربطنا بجيراننا بدول الجوار دون قيد أو شرط وعاملناهم كما نعامل جيراننا من دول الجوار ولا نعتبرهم كأنهم محاربون لنا ما تعرضت مصر بمشاركة إسرائيل فى إحكام الحصار على أبناء غزة .


دلونى بالله عليكم إذا كان هذا هو المنفذ الوحيد لأبناء غزة وهو المتنفس لهم فبأى قانون أو عرف تساند مصر إسرائيل فى استحكام الحصار على أبناء غزة . فقد استجبنا لأمريكا وإسرائيل بإقامة الحوائط الفولاذية بل واستعملنا الغازات السامة لقتل أبناء غزة فى أنفاقهم والتى ذهب ضحية هذه المواد السامة العشرات من أبناء غزة المسلمين فى الأنفاق . إلى أن يتوب الله على مصر وعلى حكام مصر ويا لها من فضائح شنعاء ارتكبها حكامنا ولطخوا بها وجه شعبنا ويا حسرتنا .


وأقول لأبناء فلسطين الحبيبة ما أخذ من قوة لايسترد إلا بالقوة كفانا أكثر من ستين عاماً ونحن فى المراوغات الدولية إنا أعداء الإسلام الذين قاموا بغرس الطاعون الإسرائيلي بينهم لا يمكن خروجهم إلا بتقديم الشهداء الأبرار لتحرير مقدساتنا وأرض فلسطين الحبيبة وسيناء والجولان ومزارع شبعا اللبنانية وما جهاد إخواننا بأفغانستان والعراق ولبنان والسويس وغزة عنا ببعيد الذى اضطر العدو المتغطرس إلى ترك وقف القتال أمام ضربات الأحرار والذين كان لشرف جهادهم كان اليهود يستغيثون لوقف القتال وانتهز هذه الفرصة وأقول لعلى الله تبارك وتعالى جعل على أيدى هؤلاء الأحرار ممن تعاطفوا فى أسطول الحرية سبباً لإيقاظنا من نومنا العميق .

قائد المقاومة الشعبية بالسويس 1973
حافظ على سلامة


 

المصدر: الشيخ حافظ سلامة