إلجام البابوات عن التجرؤ على خاتم الأديان والرسالات

ملفات متنوعة

نحنُ اليوم وفي كل يوم وعلى مرّ السنين نرى صدق كلام الله سبحانه الذي
أخبرنا به، وما تصريحات رأس الفاتيكان إلاّ من هذا القبيل، فرغم
البلاغ والنذير لم يؤمن فختم اللهُ على قلبه وعلى سمعه وأعمى بصره
وبصيرته...

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -


إنّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ ألا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ولا زوجة له ولا ولد، وليس كمثله شيء ولم يكن له كُفُواً أحد، وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُ الله ورسوله، هو قائدنا ومعلّمنا وسيّدنا، خير نبيّ اجتباه ورحمةً للعالمين أرسله، بعثه الله بالحق بدين الإسلام، دين العلم وإعمال الفِكر، دين الهداية والرأفة، وأيّده بالقرآن، كتاب الله المعجز، فتحدّى به الإنس والجنّ فأذعنوا له وآمنوا به، واستكبر الكافرون المعاندون فقال الله عز و جل فيهم: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } [البقرة:7].

وقال تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران:118].

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون} [التوبة:34].

ثمّ قال جلَّ وعلا: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } [آل عمران: 186].

ونحنُ اليوم وفي كل يوم وعلى مرّ السنين نرى صدق كلام الله سبحانه الذي أخبرنا به، وما تصريحات رأس الفاتيكان إلاّ من هذا القبيل، فرغم البلاغ والنذير لم يؤمن فختم اللهُ على قلبه وعلى سمعه وأعمى بصره وبصيرته، وقد بدت البغضاء من فمه وما يُخفي في صدره أكبر، وهاهو يصدّ عن سبيل الله ويكنز الذهب ويتسربل به، ثمّ أخيراً يؤذي المسلمين المؤمنين بكلامه.فصدقَ الله العظيم.
وأمّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهيهات هيهات أن يناله شيء من كلام هذا السفيه الجاهل، بل إنّ كلَّ كلامه مردودٌ عليه وما فِعْلُه هذا إلاّ كما قال حكيم الإسلام:

 

أعرض عن الجاهل السَّفيه *** فـكلّ مــا قــالَـهُ فـهو فـيه
مـا ضرّ نهر الـفُرات يومـاً *** أنْ خاضَ بعض الكلاب فيه



ومهما حلم الحاقدون وحاولوا أن ينالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من تشويه سيرته والكذب عليه والتشنيع بدينه العظيم فلن يفلحوا ولن يعكّروا صفوَ الشريعة المحمّدية وستبقى حُجّة عليهم إلى يوم الدين، وستبقى شوكة في حلوقهم إلى يوم يبعثون.

 

لو رَجَمَ النّجمَ جميعُ الوَرَى *** لم يصلِ الرَّجمُ إلى النّجمِ



وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدب والحكمة وأمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وامتثلَ المسلمون لذلك طيلة القرون الأربعة عشر المنصرمة، ولكنّ الحاقدين على الإسلام والذين ملئت قلوبهم غيظاً منه لم يُجدِ معهم كل ذلك، قل موتوا بغيظكم، وأنا اليوم لن أردّ على ذلك السفيه الحاقد فهو أدنى من أن يُردَّ عليه، لأنّ الذي تبلغُ به الوقاحة أن يصف الإسلام الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه دين العنف والسيف واللاعقلانية، ويتجاهل تاريخ دينِ كنيسته (الإنجيل بعد تحريفه) المظلم المحارب للعلم والقاتل للعلماء، والمنافي للعقل والبعيد عن التوحيد والمتأصّل بالوثنيّة، ويتجاهل الانحطاط الأخلاقي لرجال الكنيسة الذي لم يُعرف له مثيل عبر التاريخ، ويتجاهل الوحشية والدمويّة المغروسة في نفوس رؤساء و أتباع هذه الكنيسة والتي ظهرت جليّةً في صراع البابوات على كرسي الفاتيكان والوحشية التي تعاملوا بها فيها بينهم، مِنْ فقئ العيون وقطع الألسن والقتل عطشاً، وفي صراع الفرق المسيحيّة فيما بينها قديماً وحديثاً، وما أيرلندا عنا ببعيد، وفي حروبهم الصليبيّة التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها في الوحشية والهمجية ولا حتى عند التتار وكذلك محاكم التفتيش التي أرعبت وأذهلت قوّاد الجيوش المسيحيين الذين، كما صرّحوا حينها، لم يكونوا يتخيّلون وحشيةً كتلك التي رأوها تجري على أيدي رؤساء الكنيسة تجاه المسلمين واليهود في الأندلس!! كل ذلك لا لنشر فضيلة ولا لإحقاق حق وإنما حبّاً في سفك الدماء وتلذّذاً بإزهاق أرواح الملايين، وما حروبهم في التاريخ المعاصر ببعيدة عن أذهاننا فقد تطاحنوا في أوربا في الحربين العالميتين الأولى والثانية وأهلكوا الحرث والنسل وأبادوا بعضهم بالملايين ومحوا مدناً بكاملها عن وجه الأرض كما فعل الحلفاء بمدينة (درسدن) الألمانية، بعدما دمّر الألماني هتلر صاحب الصليب المعقوف أوربا شرقاً وغرباً ولم يعرف العالم حروباً في همجيتها كهاتين الحربين، ثمّ يأتينا هذا البندكت القس الألماني ليقول إنّ الإسلام نُشِرَ بالسيف!! وتناسى أنّ عدد القتلى الذين وقعوا في جميع غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلى الطرفين (المسلمين والمشركين) كان ألف قتيل تقريباً!!!! هذا العدد الذي تحصده حروب الصليبيين في ساعة واحدة.

لأجل هذا كلّه فإنّ بابا الفاتيكان بندكتوس هذا لا يستحق أن يُردَّ عليه، ولكنني سأذكّر الناس بحقيقة هذا البابا وجميع البابوات من قبله كما جاءت تراجمهم في كتبهم أنفسهم وكما صرّح به الكثير من رجال دينهم وسجّله التاريخ لهم لكي يرى الناس كم هو وقح وكم هم أتباعه حاقدون، وكم كان حرياً بهم أن يخجلوا من أنفسهم ورجالهم وباباواتهم ويدسّوا رؤوسهم في التراب بدلاً من التطاول على الكبار، ولكن إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، كما جاء على لسان الأنبياء عليهم وعلي نبينا الصلاة والسلام.

وإليكم الآن مقتطفات عن تاريخ البابوات في أوربة ثمّ ترجمة موجزة للعديد منهم:


جاء في كتاب (رحلتي من الكفر إلى الإيمان) للكاتبة الأمريكيّة "مريم جميلة" وهي سيدة أمريكية من أصل يهودي اعتنقت الإسلام، وهي خبيرة بالدين اليهودي والمسيحي.ص167 طبع المختار الإسلامي.
".. وصلَ البابا (بولس الأول) إلى المنصب عام 757م وبعد وفاته أَجْبَرَ دوق (نيبي) بعضَ الأساقفة على تكريس قسطنطين وهو شقيقه غير الشرعي لمنصب البابوية. ولكن اجتمع أساقفة آخرون عام 768م وانتخبوا (ستيفن الرابع) للمنصب وعُوقِبَ قسطنطين بفقء عينيه كما قُطِعَ لسان أحدِ الأساقفة الذين انتخبوه وتُرِكَ ليموت في جُبٍّ من العطش!!

وفي عام 795م ألقى ابنُ عمّ البابا أدريان القبضَ على البابا (ليو الثالث) الذي خَلَفَ ستيفن الرابع، وذهبَ به إلى كنيسةٍ حيثُ فقأ عينيه وقطعَ لسانه وحلّ مكانه في المنصب!

وتمرُّ أكثر من مئة سنة في مؤامرات متبادلة بين الطامعين في البابوية وكان كل من يصل منهم إلى مبتغاه يُحاكم خصومه ويحكم عليهم بالموت!!! وخلال أربعة أعوام فقط من 896 إلى 900م وصَلَ إلى المنصب أربعة بابوات وعُزِلوا!!

ونصل إلى عام 904م لنجد صورة أخرى من الفساد. ففي ذلك العام وصلَ البابا (سرجيوس الثالث) إلى منصب الحبر الأعظم بالقوّة المسلّحة! وقد كان للعاهرة (ثيودورا) سيّئة الصيت وابنتيها وهما أيضاً عاهرتان، تأثيرٌ كبير عليه. وكانت ثيودورا تعشق أيضاً أحد الأساقفة وساعدته بنفوذها إلى الوصول للبابوية عام 915م باسم يوحنا العاشر.

وتمكّن هذا البابا من الثّبات في منصبه لمدة أربعة عشر عاماً بفضل مساندة ثيودورا له، لكنه فقد مكانه وأُطيح به عندما تآمرت عليه ابنتها (ماروزيا) بعد أن حَنَقَت عليه لأنّها فاجأتهُ في القصر البابوي في وضعٍ مخلٍّ مع ابنة أخيه!!!

وفي عام 931م أوصَلَت ماروزيا ابنها غير الشرعي إلى البابوية تحت اسم يوحنّا الحادي عشر. لكن أحد أبنائها الآخرين منَ الحرام شَعَرَ بالغيرة، فألقى القبض على أمّه وشقيقه ووضعهما في السجن وجلس على المقعد البابوي. كذلك انتخب ابنه غير الشرعي للبابوية عام 956م باسم يوحنا الثاني عشر وكان عمره في ذلك الوقت ثلاثة عشر عاماً!!

واشْتُهِرَت فضائح هذا البابا الأخير إلى حد أنّ الشعب الألماني دفعَ الإمبراطور (أوتوا) للتدخل. وعُقِدَ مَجْمَعٌ مقدّس! لمحاكمة يوحنا الثاني عشر وتبيّن من الجلسات أنّه كان يتلقى رشاوى لتكريس الأساقفة، وأنّه نصّبَ أُسقُفاً لا يتجاوز سنّه العاشرة، بينما أقام احتفال (سيامة) لآخر في حظيرة للخيول.

واتُّهمَ البابا كذلك بالزنا مع محظيّةٍ لأبيه! وبارتكاب الفاحشة مرّات لا تعدّ!!!

وكان معروفاً بالانحراف في الشراب والمقامرة والقسم بالآلهة الوثنيّة!!! وعندما طُلِبَ منه المثول أمام المجمع أبلغهم أنه خارجٌ للصيد. وبعد عزلِه خَلَفَه البابا (ليو الثامن) عام 963م الذي حاكمَ خصومه ومثَّلَ بهم، إلاّ أنّ حياته انتهت على يد رجُلٍ كان قد غرَّرَ بزوجته!!" انتهى.

ولكي يطمئنّ القرّاء لصدق هذه المعلومات إليكم تراجم هؤلاء البابوات وغيرهم من المصادر المسيحيّة المطبوعة والمنشورة، وقد ترجمها أحد الكتّاب قديماً وهذا جزءٌ منها:

فحش الباباوات وفسوقهم!!

 

كيف الخلاصُ من الخطيئة بعدما ** رَكِبَ الدَّعارةَ زمرةُ الرّهبان؟!



ـ إنّا نوردُ الآن باختصار موجز تلك الجرائم والرّذائل التي ارتكبها كثيرون من سادات أحبار روميا العظام، الخلفاء الشرعيين للقديس بطرس الأوّل، الذين شانوا ذلك الكرسي الرسولي بتوليهم عليه. وقبل أن ننهي كلامنا عن رؤساء الكنيسة المنظورين، يتضح للقارئ أنّ كل نقيصة ورذيلة يمكن للعقل أن يتصوّرها قد انتهكها الذين زعموا أنهم نوّاب المسيح أو كما يعتقد النصارى نواب الله على هذه الأرض.

فالسرقة والاضطهاد والقتل والزنا والفحش والزنا بالأقارب المحارم وما يخجل منه القلم ويحمرُّ منه الجبين، كل ذلك قد ارتكبه هؤلاء الحكّام المتعالون بالنصرانية الذين جلسوا على مركز العصمة وادّعوا الشرعيّة، وما تسلُّطهم على عقول الشعوب النصرانية إلاّ مكرٌ منهم ومن الباباوات القدماء لجلب الدنيا إلى هؤلاء الرؤساء!
 


شهِدوا على القدّيس حيث جَنَابُه *** ركِبَ الزنا أَكْرِمْ به قدّيسا!



القديس )داماسوس الأول) 366 ـ 384م إنَّ هذا أوّل بابا لُقِّبَ بالحبر الأعظم، وحين انتخابه مانَعَ فيه (أرسينيوس) وحِزْبه حيث قاموا على قداسته شكاية بأنّه رجلٌ زانٍ [1]. قال (ريدل): بعد مقاتلة عنيفة جرت ما بين حزبي المتخاصمين أُبعِد (أرسينيوس) من المدينة، والحُكمُ نفسه كان على وشك أن يجري ضد سبعة قسوس من حزبه لكن بمداخلة الشعب أُخِذَ أولئك القسوس ووضعوا في ملجأ أمين بالكنيسة لكنّ الكنيسةَ نفسها وحرمتَها لم تكن قادرة على حماية أرواح الملتجئين إليها من هياج خصومهم فـ (داماسوس) كان مسلّحاً بالسيف والنار مع بعض أتباعه وجميعهم من الإكليروس وعامّة القوم ذهبوا تواً إلى المكان الذي التجأ إليه أعداؤهم وتركوا أكثر من مائة وستين منهم قتلى على الأرض ضمن حدود ذلك المكان المقدّس [2].

على أنّ هذا الخصام كان مذبحةً وليس قتالاً بين حزبين ظاهر حيث لم يُقتل أحدٌ من أتباع (داماسوس) في هذه الموقعة [3].
 


وافْتَضَّ سكستوس بِكراً غادةً *** فَلْيَسْلَمِ القديسُ سكستوس



القديس (سكستوس الثالث) 432 ـ 440م إنّ هذا البابا حسب رواية (باروينوس و بلاتبن) قد أُقيمت ضدَّ قداسته دعوى وذلك لأنّ قداسته افْتضَّ بكارة إحدى العذارى، وتألّف مَجْمَعٌ للحكم على قداسته لكن هذا المجمع الذي كان تحت رئاسة الإمبراطور (فالانتين) تركَ البابا وحوّل إليه كي يحكم بالقضيّة! "حيث قاضي الكل لا يدنيه أحد "![4].

 

علموا بأنّ اللهَ يُبغِضُ راهباً ** فتزوّجَ القديس هرمزداس



القديس (هرمزداس) 514 ـ 523م كان رجلاً متزوّجاً وله ولدٌ تولّى بعد ذلك كرسي البابويّة وكان قداسة هذا البابا طمّعاً ووقحاً في طلباته لدى الإمبراطور وهو الذي هيّجهُ لاضطهاد الهراتقة [5].

 

في المهدِ قد نطقَ المسيحُ لقومه** وكذاك نجلُ البابا سرجيوس



القديس (سرجيوس الأول) 678 ـ 701م إنّ هذا القديس قد اتُّهِمَ بارتكاب الزنا، لكن برهن على براءته بعبارة عجيبة حيث الطفل الذي قيل إنّه ابن البابا الزاني الفاسق في حين تعميده وكان عمره حينئذٍ ثمانية أيّام فقط، صرخ قائلاً: "إنّ الحبر سرجيوس ليس والدي".

وقال (برايس) المؤرخ الفرنساوي عن البابوات: "إنَّ الذي يدهشني في هذه القصّة ليس كون الطفل الصغير في المهد يتكلم بل كونه أكّد باعتقادٍ تام على أنّ البابا ليس والده"[6].

 

وكذلك أدريانوس هنَّأَ قاتلاً ** بخطيئةٍ يا نِعمَ أدريانوس!!



(أدريانوس الثاني(867 ـ882م كان كاهناً متزوجاً وهو الذي هنَّأَ (بازيليوس) القاتل حين قتل الإمبراطور ميكائيل واتَّحدَ معه [7].

 

أيُّ بابا أتى المخاضُ إليه ** في احتفالٍ وولّده غلاماً؟!



(يوحنّا الثامن) 872 ـ 882م إنّ هذا البابا لم يكن رجلاً بل امرأةً وأيّ نوع من النساء؟
من النساء الزانيات وكان الشعب مغشوشاً بقداسته ولم يشك أحدٌ في ذكورته إلاّ معارفه الذين يسوسون له أو بالأحرى لها شهواتها. وبينما كان هذا البابا ماشياً في احتفالٍ في مقدّمة الكاردينالات والمطارنة مُحاطاً بالزينة والأنوار علامةً على قوةِ وجلالة البابوية، أتى لقداسته (البابا يوحنا الثامن أو حنة!) المخاضُ وذلك في أهمّ شارع [8] من شوارع روما[9].

أمّا تاريخ حياته فهو ابنة أحد المرسلين الإنكليز، مسقطُ رأسها في مدينة (ماينز) أو (انكلهايم) حيث يوجد اختلاف في الرواية، وهذه الابنة كانت لها علاقة غير شرعيّة بأحد رُهبانِ (فولده) لذلك لبست ثياباً كالرجال وهربت مع عاشقها إلى أثينا وهنالك مات حبيبها بمدة قصيرة بعد وصولها.

وبعد موت العاشق رجعت هذه الزانية إلى روميّا وهنالك بسبب معارفها الممتازة صارت خوري فكردينال ثمّ ارتقت فصارت بابا! وظلّت إلى أن عُرفت أنوثتها وذلك لمّا ولدت طفلاً أمام الجمهور وهي ماشية في مقدمة أحد المحافل العظيمة [10].

ومنذ ذلك الوقت حتى أيّام (لاون العاشر) 1513 ـ 1522م في القرن السادس عشر أي لمدّة نحو ستة قرون ونصف كانوا يقيمون في روميّا احتفالات، والتي لا يمكن وصفها هنا، حيث تحدث عند انتخاب كل بابا وذلك للكشف عليه كي يتأكّدوا ما إذا كان ذكراً أم أنثى[11].
 


إنْ قيلَ إنَّ إلههم صلبوه ** سلْ أمَّ أسطفانوس أين أبوه؟



(أسطفانوس السابع) 896 ـ 897 م: إنَّ هذا البابا نفسه كانت أمُّه زانية [12]!!

 

كيف الذي عَبَدَ الرَّذيلةَ يعبدنَ *** مولاه مثلَ البابا سرجيوس!



(سرجيوس الثالث) 904 ـ 911م: قال (باريتوس) عن هذا البابا: إنَّه كان عبداً لكلِّ رذيلة وأعظم إنسان شرير، وقداسته عاش مع (ماروزية) الزانية كسريّة عنده [13].

أُمُّ قداستِه زانية
 

وقداسة البابا الذي مِنْ أُمِّهِ *** عُرِفَ الخَنَا وعلم الأقواما



(يوحنّا العاشر) 914ـ 928م هذا كانت أم قداسته زانية [14] وتوصَّلَ إلى تولّي الكرسي الرسولي لأنّه كان حبيب ثيودورة أم ماروزية الزانية [15].

(يوحنا الحادي عشر) 931 ـ936م كان ابن البابا سرجيوس الثالث وأم قداسته ماروزية الزانية، وقد فاق والده في الجرائم وحين انتخابه للبابوية وكان في الثامنة عشرة من عمره طردَ أخاه (الباريك) من روميّا وسجنَ أمّهما ماروزية.[16].

إنّ الزانية ماروزية كانت ابنة رومانية من الأشراف بالولادة لكنها ذات سمعة رديئة كأمها الزانية ثيودوره من قبلها، ولدت في أواخر القرن التاسع.

وهذه الزانية كانت صاحبة البابا سرجيوس الثالث وأم وجدّة لثلاثة باباوات (قداسة يوحنا الحادي عشر، وقداسة يوحنا الثاني عشر، وقداسة لاون السابع) وقد تزوّجت ثلاث مرّات. وإن صدّقنا ما رواه لنا (لويتبرند) فهي كانت السبب في خلع وقتل البابا يوحنا العاشر وهي التي رفعت ابنها غير الشرعي (يوحنا الحادي عشر) من حبيبها البابا سرجيوس الثالث إلى مقام البابوية.

 

فالقصرُ حوّلَهُ إلى ماخورة ** (حنّا) ومات بضربة الشيطان



(يوحنا الثاني عشر) 956 ـ 964م هو ابن الباريك وهو أول بابا غيَّرَ اسمه، حيث كان اسمه الأصلي أوكتافيان وهو الذي انتخب نفسه للبابوية لما كان في السابعة عشرة من عمره. قال (وْلك): "إنّ تدنُّسَهُ وتَهتُّكَهُ فاق كلّ حد" وقد أُقيمت على قداسته الحجّة علناً من أجل التسرّي والزنا بالأقارب المحارم والرشوة بوظائف الكنيسة. وهذا البابا كان ذا شهرة رديئة من أجل شهواته حتى إنّ النساء الزّائرات لم يتجاسرن على المجيء إلى روميّا [17] قال (بوار): "إنّ هذا البابا قد حوّل القصر اللا تيريني، الذي كان مسكناً للقديسين، إلى ماخورة وفيه كان يُضاجع سريّة أبيه، وإنّ النساء من أجله كنَّ يخفن أن يأتين من البلاد الأخرى ليزرن قبور الرسل والقديسين في روميّا.

وإنّ قداسته ما كان يدع أي امرأة بل كان يُجبر الزوجات والأرامل والعذارى أن يخضعن لمطالبه الرَّجسة. ثمّ تمكّن (أوتو) من خلع هذا البابا بالتماسٍ من مجمعٍ مؤلّف من المطارنة والعامة لارتكابه انتهاك حرمة الأشياء المقدسة والرشوة بوظائف الكنيسة والتجديف والتشويه القاسي لأنه قطع يد أحد الشمامسة اليمنى وخصاه، وقلع عين (بانديكت)* وقطع أنف حافظ الأوراق القديمة وجلَدَ نيافةَ مطران أسباير ولعن وحرم جميع أضداده، ثم مات عقب هذا الحرام بضربة أتته على رأسه بينما كان مضجعاً في الفراش مع إحدى النساء المتزوجات [18] ولاحظ (جوتن) أنّ (باروينوس) قال راوياً عن (لويتبراندس) إن الشيطان هو الذي ضرب البابا يوحنا تلك الضربة على رأسه. لكن يظهر أنه من غير المحتمل أن الشيطان يُسيء لأخيه بعملٍ يقضي عليه بل من المرجّح غالباً أنّ الذي ضربَه تلك الضربة هو زوج المرأة الزانية التي كان في فراشها [19].

(بونيفاشيوس السابع) 984 ـ 985م والقديس (غريقوريوس السابع) 1073 ـ 1087م كانا أولاد زنا [20].

 

تزوَّجَ بابنتي أخته (حوبا) ** قداسته كما غفرَ الذّنوبا



(بوينفاشيوس الثامن) 1294 ـ 1303م إنّ هذا البابا لقّب نفسه بملك الملوك واحتجّ الشعبُ على بيعه وظائف الكنيسة وسفك الدماء والنهب ومِنْ سُكناه مع ابنتي أخته كسريّات له، وقد ولدتا من قداسته[21].

 

أغوى ولاط وأمرهُ مستنكرُ ** إنّ الكنيسة للخطايا تغفِرُ؟!



(يوحنا الثالث والعشرين) 1410 ـ 1417م إنّ هذا البابا حوكِمَ أمام جمعٍ تألَّفَ لذلك الغرض وتبرهن ضده بشهادة سبعة وثلاثين شاهداً ومعظم أولئك الشهود من المطارنة والقسوس على أن قداسته مذنبٌ لارتكابه الفسق والزنا بالأقارب المحارم واللِّواطة والرشوة بوظائف الكنيسة والسرقة والقتل، وقد شهِدَ عليه جماعة بأنّه أغوى واغتصب ثلاثمائة راهبة، وقال كاتمُ أسراره الخاص (نبام): إنّ هذا البابا كانت له نسوة في بولونيا وأصبحت نحو مائتي بنت ضحيّة شهواته ورفاهة قداسته [22].

الأحبار الرومانيّة
(سكستوس الرابع) 1471 ـ1484م قال (سنجر) في كتابه تاريخ العهارة وجه 159: أنه وقعَ تحت نظره كتاب عن حياة البابوات والكتاب يُدعى (الأحبار الرومانية) طبع مدينة نيويورك سنة 1845م، قال إنه قرأ في ذلك الكتاب أنّ تذكاراً أهدي إلى (سكستوس الرابع) بأحد أفراد عائلة الكردينال القديس (لوسيا) حيث سمحَ له أن يرتكب جريمة اللِّواطة!، وأنّ البابا كتبَ على ذلك التصريح أو الإذن كلمة (فيات) ومعناها أمر أو حكم.

(إينوستنسيوس الثامن) 1492 ـ 1503م إنّ قداسة هذا البابا كان من الأدنياء ولم يكن له أدنى سلطة على شهواته، وقد اشتهى قداسته أرملةً وابنتين فجعلهن تحت تصرف شهوات قداسته. قال (وْلك): إن هذا البابا رجلٌ لا آداب عنده ومخادعٌ وطمّاع، وكسلفه لم يكن نصب عينيه إلاّ غرضٌ واحد يرمي إليه وهو تنمية وإكثار عائلته الوقتية الوراثيّة [23] وقال عنه (موشايم): " إنّ دناآتٍ كثيرة وجرائم عظيمة وارتكابات فظيعة قد أُرِّخَت عنه حتى صار من اللازم المؤكّد أنه كان رجلاً مُجَرَّداً ليس عن الدِّيانة فقط بل من اللياقة والخجل[24] وهذا البابا في أحد الأعياد كان عند قداسته نسوة زانيات يرقصن وهؤلاء الزانيات بإشارة منه خَلَعْنَ ملابسهنّ و........ نحن نُسدل ستاراً على بقيّة المنظر[25].

زنى بابنَتِه وأُخته!!
وقد كان قداسته يزني بأخته وابنته مدموزيل )لوكراتيا( حيث أنجَبَ منها ولداً![26] أمّا من جهة رواية موته فنتبع )رِنك) في تاريخه عن البابوات حيث قال: "من الثابت والمحقق أنّه أراد أن يُسمم أحد الكردينالات الأغنياء ليتخلّص من شرّه، فأوعزَ إلى الطّاهي كي يضع السمّ في إناء الكاردينال ولكنّ الكردينال عرفَ ذلك فاحتال بواسطة الهدايا والوعودات والصلوات وكسب قلب رئيس طهاة البابا، والإناء المسموم الذي كان منوياً وضعه أمام الكردينال وُضِعَ أمام البابا ومات بالسمّ الذي دسَّه لغيره!![27].
(بولس الثالث) 1534 ـ 1550م هذا البابا أيضاً كان زانياً واعترف بولد وبنتٍ وُلِدا له غير شرعيين. ولقد اعترضَ الإمبراطور عليه لأنّه رقَّى حفيديه إلى منصب الكردينالات وهما حديثا السن، فأجاب البابا أنه يريد أن يفعل كما فعل سلفه من قبله!![28].

 

ورثوا من الأسلاف كلَّ كريهَةٍ ** وتستّروا خوفاً من الأتباعِ



قال الأب (شنكوي): "لا يظن القارئ ولا يُخدع بتصوره أنّ بابوات روميا في يومنا هذا أحسن أو أشرف من بابوات القرون الوسطى! بل هم الآن على نمطِ أسلافهم القدماء لا فرق بينهم سوى أنّهم في هذه الأيّام يهتمّون في إخفاء خلاعتهم خوفاً من هذا العالم الذي أصبح متمدّناً، فهم يخافون على وظائفهم وتهييج الشعب ضدهم، فيُخفون خلاعتهم وتهتُّكهم بظواهر التَّديُّن قدر ما أمكن.

راهبات أم عاهرات؟!!
اذهب الآن إلى رميّا وهناك الرّوم الكاثوليك يدلّونك على البنتين الجميلتين اللتين وُلِدَتا للبابا )بيوس التاسع(1846 ـ 1878م من صاحبتيه!!! وهناك يُخبِرونك عن أسماء خمس صاحبات أخر له -ثلاث منهنّ راهبات- وهؤلاء كان يُصاحبهنّ منذ كان خورياً ومطراناً!! والبعض منهن ما زلنَ على قيد الحياة يرزقن [29].

البابا غريغوريس من أكبر سكيري إيطاليا!!
قال الأب شنكوي في كتابه الخوري والمرأة والاعتراف: "سل أولئك الذين يعرفون البابا (غريغوريس السادس عشر) 1832 ـ 1846 سلف (بيوس التاسع) وهم يروون لكَ تاريخ صاحباته، وكانت إحداهنّ زوجةَ حلاّقِه! ويُخبرونك أيضاً بأنّ قداسته كان من أكبر سكيري إيطاليا![30] انتهى.

وبعد هذا العرض الموجز للتاريخ المخزي لبابوات الفاتيكان ألا يستحي بندكتوس السادس عشر من الظهور أمام العالم ليتحدّث باسم هذه البابوية المقرفة، فضلاً عن النيل من شريعة الإسلام الطاهرة ومن رسولها الزكيّ عليه الصلاة والسلام؟؟! وألا يستحي المصفّقون له والمدافعون عنه ودعاة التقارب معه من الظهور أمام الناس بعد اليوم؟!

كتبه: د. خلدون مكي الحسني دمشق 23 شعبان 1427 .
--------------------------
[1] محافل البابوات تأليف يالي، ص 26 .
[2] تاريخ البابويّة مجلد أوّل ص 143.
[3] تاريخ الباباوات تأليف [ باور] ص 84 .
[4] تاريخ البابوات مجلد 2 وجه 88 تأليف (باور).
[5] جرائم النصرانية مجلد أوّل وجه 124 تأليف (فوت وهويلر).
[6] تاريخ البابوات مجلد أوّل وجه 496 تأليف برايس.
[7] جرائم النصرانية مجلد 11 وجه 127.
[8] وذلك ما بين الكولوسيوم وكنيسة القديس (كلاما نتوس) بروما. انظر دائرة معارف بيتون الإنكليزية تحت كلمة (حنّة).
[9] تاريخ المملكة المغربية مجلد 3 وجه 330و 331.
[10] انظر دائرة معارف شامبرس تحت كلمة حنة.
[11] تاريخ المملكة المغربية مجلد 3 وجه 331.
[12] تاريخ المملكة المغربيّة مجلد 3 وجه 330.
[13] تاريخ البابويّة مجلد 2 وجه 36 تأليف "ريدل".
[14] تاريخ المملكة المغربية مجلد3 وجه330 .
[15] جرائم النصرانية مجلد 1 وجه 129.
[16] جرائم النصرانية مجلد 1وجه 126 .
[17] البابوات وجه 87 تأليف (ولك).
* أسأل الله تعالى أن يقطع لسان بانديكت السادس عشر ويقلع عينه.
[18] تاريخ البابوات مجلد 2 وجه 320 تأليف (باور).
[19] ملحوظات على التاريخ الأكليركي مجلد 3 وجه 309 تأليف (جوزت).
[20] تاريخ المملكة المغربية وجه 330.
[21] تاريخ البابوات وجه 145 تأليف (ولك).
[22] انظر كتاب الخوري والمرأة والاعتراف وجه 286 طبعة 43 تأليف الأب (شينكوي).
[23] البابوات تأليف ولك مجلد 3 وجه 31.
[24] جرائم النصرانية مجلد أول وجه 138.
[25] جرائم النصرانية مجلد أول وجه 138.
[26] الخوري والمرأة والاعتراف وجه 286 تأليف الأب شنكوي.
[27] تاريخ البابوات مجلد أول وجه 35 تأليف (رنك).
[28] تاريخ البابوات مجلد أول وجه 163 تأليف (رنك).
[29] الخوري والمرأة والاعتراف وجه 287 تأليف شنكوي.
[30] الخوري والمرأة والاعتراف وجه 287 تأليف شنكوي.

 

المصدر: د. خلدون مكي الحسني ـ دمشق