حارس الأقصى

محمد بن عبد الله الهبدان

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم عليك بيهود ومن أعان يهود ..اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم ، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وقلوب أعوانهم ..اللهم زلزل عرش كل طاغية أعان يهود ..

أمة الإسلام ..هل نعجب من يهود حينما اغتالوا ..من أعاد للأمة حياة الجهاد..وهم الذين تجرؤا على العزيز الجبار ..فوصفوه بأقبح الأوصاف ..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ..

هل نعجب من قتل يهود ..لحارس الأقصى ..وهم قتلة الأنبياء البررة ..هل نعجب من إخوان القردة والخنازير ..حينما أطلقوا ثلاثة صواريخ ..تحمل في طياتها أحقاد يهود ..للقضاء على رجل تجاوز الستين عاما ..وهو لا يستطيع حراكا ..وهم الذين لم تعرف الرحمة إلى قلوبهم طريقا ..ولا الإنسانية إليهم سبيلا .

أيبقى للخونة عذر بعد هذه الجريمة النكراء ..أيبقى للموالين ليهود بقية أمل في سلام ..بعد هذه الفعلة الشنعاء ..هل يحتاج أولئك الذين يرابطون ..لا لحماية الأقصى من يهود ..ولا لإمداد إخوانهم بالسلاح ..ولكن لحماية ظهور يهود ..من رصاصات جند الله ..هل لا يزالون خاضعين ليهود ..تفتح في بلادهم السفارات ..والقنصليات .

والله لتهون المصيبة الشنيعة ..أمام تآمر بعض دول الجوار في إعانة يهود .. على القضاء على الأقصى وأبطاله الكرام ..خوفا على مصالحهم الدنيوية ..ومنافعهم الحياتية .

نعم إن يهود أجبن من أن يقفوا وحدهم أمام جحافل أهل الحق ..يهود أحقر من أن تقف صفا لصف أمام أقوام يحملون أرواحهم على أكفهم ..يطلبون الموت مظانه ..ولكن مصيبة الأمة ..هم أولئك الخونة الذين وقفوا مع يهود ..ضد أمتهم ..إنهم من أبناء جلدتنا ..يحاربوننا ..إنهم يتكلمون بألستنا ..ويقفون مع عدونا ..إنهم الأعداء الحقيقيون لهذه الأمة ..

أمة الإسلام : إن الدماء التي نزفت من البطل المجاهد أحمد ياسين .. لن تذهب بالمجان ..

ستظل نجماً في سماء جهادنا

يا مقعداً جعل العدو جبانا



نعم هذا البطل المغوار ..أعطى للأمة دروسا عظيمة ..في حياته ..وبعد وفاته .. لقد أنار للأمة الطريق ..وبين لها ..أن المفاوضات ..والمؤتمرات ..ليست سبيلا لإعادة فلسطين ..كما أن أرض فلسطين ..لن تعود ..بالرايات الوطنية ..ولا الرايات العلمانية ..ولا الرايات القومية والاشتراكية ..ولكن ..ستعود فلسطين ..بالأيادي المتوضئة ..والجباة الساجدة ..والقلوب الخاشعة ..لن يعيد الأقصى إلا تلك الدماء الزكية ..والأجساد الطاهرة ..والتي تزمجر بالتكبير.. الله أكبر ..لترعب الأعداء ..وتقض مضاجع الألداء ..

لقد كانت حياتك ..مدرسة للأمة في العطاء لدينها ..فأنت رجل مشلول شلالا كليا ..ومع ذلك لم تركن مع الراكنين ..لقد واجهتك الصعاب ..واعترضت طريقك العقبات العظام ..ومع ذلك لم تثني عزمك تلك الشدائد والفتن ..لقد أذيت في ذات الله ..فسجنت أكثر من عشرة أعوام ..فصبرت ولم تخضع ولم تتراجع عن مبادئك السامية ..والتي عشت من أجلها .

لقد كنت تزرع نبتك على مهل ..حتى آتت أكلها بإذن الله تعالى تلك السواعد الفتية ..والنفوس الزكية ..والتي أرعبت إخوان القردة والخنازير ..فلم يقر لهم قرار ..ولم يهدأ لهم بال ..وأنى لهم أن يهنؤا بطعام وشراب .. وأحفاد ياسين تلاحقهم في كل مكان ..في قطاراتهم ..ومحطاتهم ..ومطاعمهم.

لقد علمتنا يا حارس الأقصى..معنى الإباء والكرامة ..وأن الكرسي الذي تتحرك به ..لم تخش عليه يوما ..كما خاف غيرك عليه ..لقد صدق القائل :

كرسيك المتحرك اختصر المـــــدى

وطوى بك الآفاق والأزمانا

علمته معنى الإباء فلم يكـــــــن

مثل الكراسي الراجفات هوانا

معك استلذ الموتَ صار وفاؤه

مثلا وصار إبـــاؤه عنوانــــــا



شتان بين من ضحى بنفسه وكرسيه من أجل الأقصى ..وتحرير الأقصى ..وبين من باع الأقصى من أجل كرسيه ..شتان بين رجل جاد بكل ما يملك ولم يخش يوما كافرا جبارا ..وبين من تتراجف فرائصه ..خوفا وهلعا .

لقد علمنا موتك أيها البطل أن العظماء ..هم الذين يقدمون النفس والنفيس لتعيش تلك المبادئ ..ولو تقطعت الأجساد ..و تمزقت الأعضاء ..نعم لقد عشت لمبادئ ..عشت لتعيد الأمة إلى تاريخها المجيد ..وعزها التليد ..لقد عشت لتبذر الإيمان في قلوب الأجيال الصاعدة ..وها هو موتك أيها البطل ..يعطي درسا عملياً لأبطال الإسلام ..فدمك سيكون وقودا لقلوبهم لمواصلة المسير ..وأشلائك ستكون مدافع لدكدكة يهود ..ومن وراء يهود ..وأعضاءك المتناثرة ..ستكون صواريخ لزلزلة يهود ..ومن وراء يهود .

سيكون موتك أيها البطل ..حياة لأمة كاملة بإذن الله تعالى ..حياة لأولئك الشباب الذين غرقوا في بحر الشهوات ..وأتون الملذات ..موتك أيها الشهيد ..سيكون حياة لأولئك الشباب الذين ألهتم القنوات عن ساحة الجهاد والجلاد .. موتك أيها الشامخ .. سيكون يقظة للغافلين من أبناء أمتنا ..وعودة للتائهين من شبابنا ..وصحوة لأجيالنا القادمة بإذن الله تعالى ..كيف لا وهي ترى أسداً من آساد الله ..وبطلا من أبطال الأمة ..أفنى حياته ..من أجل تطهير الأقصى ..من رجز يهود ..كيف لا ..وهي قد عرفت وشاهدت ..جبلا أشم ..سخر كل إمكانياته من أجل طرد يهود ..والقضاء على يهود ..كيف لا ..والأمة قد أدركت ..أن القوة الحقيقة ليس في الأجساد ..ولا في الأبدان ..ولكنها في العزيمة الفولاذية ..والإرادة الحديدة ..نعم لقد أدركتْ الأمة .. شيخ المجاهدين ..مشلولا شلالا كاملا ..لا تتحرك أعضائه ..بل هو يُحرك ويقاد ..ومع ذلك عزمه وتصميمه ..مع توفيق الله ..صنع أمة ..وأحيا جيلا ..وأرعب أقوى ترسانة عسكرية في العالم ..وزلزل الأرض من تحت أقدامهم ..أيبقى لنا عذر بعد هذا البطل الأشم ..في التخلي عن الجهاد والمجاهدين ..ونحن ننعم بنعم عظيمة..وآلاء جسيمة ..وحارس الأقصى رجل مشلول ..لقد أعطانا حارس الأقصى صفعة في وجوهنا ..أن يتحرك هو ..وهو رجل معذور ..ونتقاعس نحن عن ساحات الجهاد..وميادين القتال ..ألا فلا نامت أعين الجبناء ..

يا أحمدُ الياسين ، إن ودعتنا

فلقد تركت الصدق والإيمانـــا

أنا إن بكيت فإنما أبكي على

مليارنا لما غدوا قطعانـــا

أبكى على هذا الشتات لأمتي

أبكي الخلاف المرَّ والأضغانا

أبكي ولي أملٌ كبير أن أرى

في أمتي من يكسر الأوثانــــا



بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطبة الثانية
أمة الإسلام ..إن هذه الأمة أمة معطاءة ..لا يدري خيرها في أولها أم في آخرها ..إن الرحم الذي أتى بأحمد ياسين قادر بإذن الله أن يأتي بمئات الياسين وكما قال الأول : إذا مات فينا سيد قام سيد قئول لما قال الكرام فعول

إن مقتل حارس الأقصى ..وصلاحها الجديد ..هز قلب كل مسلم ..وجرح مشاعره ..وفاضت بالأعين أدمع ..وحق لها أن تدمع والقلب ليحزن ..ولكن هل يجدي البكاء ..وهل تنفع الدمعات ..في زمن لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوب الأعداء ..إن من حزن لموت ياسين ..فإنني أناشده من على منبر محمد × إننا قادرون على نصرة الشيخ وهو في قبره ..نعم إننا قادرون على نصرته في حمل المبادئ التي كان يحملها ..وتربية ذواتنا عليها ..وغرسها في نفوس أبناءنا وفلذات أكبادنا ..إن الذي يساهم في دعم المجاهدين على أرض فلسطين فإنه بذلك ينصر ياسين ..إن الذي يرمي بسهام الليل إلى السماء ..ينصر ياسين ..إن الذي يساهم في التخفيف عن إخواننا في فلسطين..فإنه ينصر ياسين ..لن تجدي المظاهرات والتجمعات ..إن لم تحول تلك الطاقات إلى برامج عملية ..ننصر بها مبادئ ياسين ..التي كان يحملها في حياته ولقي الله تعالى عليها ..نعم إننا نريد أن يكون حماسنا مستمرا ..وجهادنا دائماً ..وكتائبنا متواصلة ..وأن نكون صفا واحدا ضد المنافقين قبل يهود ومن خلف يهود ..لأنهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون .

أيها المسلمون : إن كنتم تشعرون بحرقة في قلوبكم ..ولهباً في أجوافكم ..فانصروا أحمد ياسين بما تستطيعون من أعمال وأفعال ..فالشيخ قد مات فماذا أنتم صانعون ؟!!

اليوم يوم الملحمة ..

شدوا القلوب على الجهاد فإنه

عز لنا وسبيلنا المعهود

وتميزوا اليوم وصفوا جمعكم وتكفنوا

فالضرب ليس له حدود

زعم العدى أنا سنخذل قدسنا

زعمٌ لعمري في الضلال بعيد

أفلا يرون الموت أسمى غاية

فينا والحرب وردنا المورود

تالله نقطع رأسهم بسيوفنا

شارون ..هذا وعدنا المنشود

موفاز خذ منا عهودا قد دنى

أجل ستركع في الهوان يهود



لقد فتحت اليوم أبواب ما فتحت من قبل ..وما بعد اليوم ليس كما قبله ..
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام