منتدى (خديجة بنت خويلد).. ادعاء لا اقتداء

ملفات متنوعة

على الرغم من حرص القائمين على المنتدى أن يبدو مسترشداً بأم
المؤمنين، غلا أن أهداف المنتدى وجلساته وأطروحاته وما صاحبها من
الممارسات غير الشرعية التي حفل بها المنتدى من غناء واختلاط وتبرج
وصور ساخرة بتعاليم الدين الحنيف !!

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -


على الرغم من حرص القائمين على منتدى يحضره عدد غفير من النساء والشخصيات الفاعلة في الوسط الاقتصادي والاجتماعي سمي باسم أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها على أن يبدو هذا المنتدى مسترشداً بها، متيمناً بمكانتها وفضلها باعتبارها نموذجاً إسلامياً أجمعت عليه الأمة، وعلى الرغم من الدعاوى التي صاحبت المنتدى بجعلها رضي الله عنها أسوة لهم في شخصيتها الإدارية والتجارية ونهجها الواعي المتزن، إلا أن أهداف المنتدى وجلساته وأطروحاته وما صاحبها من الممارسات غير الشرعية التي حفل بها المنتدى من غناء واختلاط وتبرج وصور ساخرة بتعاليم الدين الحنيف وحضور لافت من جهات غربية كافرة وتوصيات ونداءات بتولي المرأة المناصب الإدارية والشرعية كان ذلك كفيلاً بكشف زيف هذه الدعاوى بالاقتداء بزوجة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم.

وكما كان من الصعب المقاربة بين الصورة النموذجية التي رسمتها أم المؤمنين رضي الله عنها والصور النمطية للمرأة "الحديثة" بتبرجها ومزاحمتها الرجال قسراً التي تفرزها مثل هذه الندوات والمؤتمرات من حين لآخر كان من المستحيل أن تمر هذه السلوكيات والادعاءات والدعوات على أهل العلم وطلبته والغيورين على الدين والمعتدلين دون تبيين أو وقوف أو تصد من خلال ما أتيح لهم من وسائل الإعلام المتنوعة ومواقع الإنترنت والمنتديات والشبكات الاجتماعية.


الدكتور السعيدي على رأس المتصدين:

وكان على رأس المتصدين لهذا المنتدى الدكتور محمد السعيدي الأستاذ بجامعة أم القرى الذي قال: "لقد اطلعتُ على خطة العمل في المؤتمر، وقرأت بعض التصريحات حوله، ولا سيما تصريح السيدة مها فتيحي المسؤولة عن مركز خديجة بنت خويلد، الذي أكدت فيه أن هذا الملتقى ضمن سلسلة ملتقيات بدأت في 2007، وصدر عنها توصيات تم تطبيق ست منها، من أهمها حصول امرأتين سعوديتين على منصبين في الدولة: الأولى نائبة لوزير التربية، والثانية نائبة لأمين مدينة جدة". حيث وصف هذا التصريح بالخطير جداً؛ إذ هو يعني أن هناك أصابع ضغط منظمة خارج نطاق المؤسسة الحكومية، تعمل لإملاء قرارات، وعلى الرغم من اعتقاد السعيدي بعدم دقة هذا التصريح إلا أنه من خلاله تساءل عن معنى المواطنة، حين تقر "سيدة أعمال" مثلها بأنها تعمل للضغط على قرارات دولة من خلال مؤتمرات دولية غير وطنية.

وبين السعيدي أن الجميع يعلم أن تعيين المسؤولين إنما يتم حسب دراسة جادة لمستوى الكفاءة، واليوم نجد السيدة فتيحي تخبرنا بعكس ذلك، وأنه يمكن تكوين أصابع ضغط للحصول على تعيينات كما نحب! مضيفاً: "إذا كان هذا صحيحاً فهل يعني أنه يمكن لرجل مثلي تأسيس مؤسسة أبي بكر الصديق للضغط في سبيل تعيينات تصب في مصلحة أراها؟!، هذا السؤال أطرحه أمام صُنّاع القرار".

أما فعاليات المؤتمر فعلّق عليها قائلاً: "إن المؤتمر سيضم أربعة أوراق عمل لأربع نسوة، يمثلن أكثر أربع دول في العالم العربي فشلاً في قضايا المرأة والتنمية، هي البحرين ولبنان ومصر وتونس".

وتساءل هل سيتم الحديث عن جوانب الفشل تلك أم سيتم تصويرها على أنها نجاحات، وأضاف بأن أكثر النساء نجاحاً في مجال التنمية في تلك البلاد هي المرأة الفلاحة في مصر وتونس ولبنان؛ فهي التي تأكل مما تزرع، وتلبس مما تصنع، ومع ذلك لا أحد يمثلها في هذا المؤتمر. أما المرأة في غير الريف في تلك البلاد فهي في الغالب مستهلِكة بكسر اللام، ومستهلَكة بفتحها، وليست منتجة أبداً.

وأضاف: هل ستتحدث الوزيرات الثلاث عن كون المرأة لم تصل إلى مقاعد الوزارة إلا دفعاً وبقوة وبضغط من مؤتمرات دولية كالمؤتمر الذي يتحدثن فيه، أم سيتحدثن عن الفلاحة في بلادهن وكيف أنها تقضي على الاستهلاك بالإنتاج البيتي.

وأكد أن مفهوم التنمية حسب أوراق العمل المقدمة مفهوم مغلوط لدى منظمي المؤتمر؛ فالتنمية لديهم هي أن تكون المرأة أجيرة تعمل في شركة "أرامكو" كما تعمل إحدى صاحبات أوراق العمل.

وقال: "أقرر أن هذا المفهوم مسيطر على فكر القائمين على المؤتمر؛ لأنهم لا يتحدثون عن البيت وكيف نخدم التنمية من خلال المنتج البيتي الذي يقلص الاستهلاك، كل الكلام حول توظيف النساء. والعجيب في الأمر أن المتحدثات ليس منهن أحد متخصص في التنمية، وهذا من أعجب المفارقات!".

واختتم السعيدي تصريحه بالقول: "تمنت السيدة فتيحي أن لو حضر أحد من أعضاء هيئة كبار العلماء دون دعوة طبعاً، وأنا أطمئنها بأنه لن يحضر أحد منهم لوبي ضغط دولياً على حكومتهم؛ لأنهم يقاطعون أي لوبي ضغط على قرارات دولتهم، ولا سيما إذا كان يحمل الصبغة الدولية".


الشيخ عبد الله المطلق:

وانتقد الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء المنتدى وقال الشيخ عبد الله المطلق: "من تحدث في شؤون المرأة بمنتدى خديجة بنت خويلد "لا يمثلون المرأة السعودية" وذلك في برنامج تلفزيوني، بثته على قناة المجد الفضائية".

وجاء كلام الشيخ في البرنامج ردا على اتصالات وردته تستفسر عن رأي الشيخ في منتدى خديجة بنت خويلد في مدينة جدة. وقال الشيخ عبد الله المطلق: "الموضوع الذي حدث في جدة، والذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم -حقيقة- لا يمثلون المرأة السعودية؛ فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء، ويدعون فيها إلى الاختلاط، ويفسرون الاختلاط الممنوع بأنه التلاحم الجسدي. هذه كلها أشياء المرأة السعودية! والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء".

وأوضح أن العلماء يتابعون مجريات الأمور بدقة، مؤكدا على أهمية ترك الحديث لأصحاب الاختصاص بقوله :"نحن نعرف كيف يمكن معالجة هذه الأمور، لكن إخواننا من حرصهم يريدون كل شيء ينشر، هذا ليس من اختصاصهم".

وقال المطلق للجماهير السعودية التي رفضت المنتدى واعتبرته غير معبر عنها: "نحن نشكر لكم غيرتكم وتضايقكم من هذا العمل الذي ترون أنه لا يمثلكم ولا يمثل أخواتكم ولا بناتكم، ونعدكم بأن هذه الأمور تدرس وعند أيد أمينة".

وأضاف: "الحمد لله.. حكومة المملكة العربية السعودية حكومة إسلامية، حكومة تعتز بشريعة الله تعالى وبتطبيق الكتاب والسنة"، وأكد أن مثل هذه الأمور -يقصد منتدى خديجة بنت خويلد وما رافقه- مسؤولية العلماء وليست مسؤولية الصحافيين أو الكتاب.

وتعهد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، بدراسة موضوع منتدى خديجة بنت خويلد، وما رافقه من توصيات. وقال: "المسألة ستأخذ حقها من الدراسة وستدرس، وأحسنوا الظن، وثقوا بالله، واعلموا أن الأمور بأيد أمينة، ونسأل الله ألا يفرق شملنا ولا يشتت أمرنا، وأن يقينا شر من يريد بهذه الأمة السوء والفحشاء".


تقرير موقع لجينيات:

وجاء تقرير موقع لجينيات ليؤكد على ضرورة أن تـُقبل أجهزة الدولة بثباتها وفي مقدمتها القضاء لتطبيق القرار الملكي بقصر الفتوى على اللجنة الدائمة بإنصاف وحيادية على الجميع لا استثناء لأحد بعد أن وجه المنتدى أكثر من ضربة للشرع الحنيف بعدم احترام قرارات ولي الأمر، والاستهتار بهيبة الدولة عن طريق الالتفاف حول القرار الملكي بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء وذلك من خلال الترويج لفتاوى تتوافق مع أهداف المؤتمر من التبرج والاختلاط من قبل مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة أحمد القاسم، كما يأمل التقرير في أن يتحرك مفتي عام المملكة العربية السعودية والرئيس العام لهيئة المعروف والنهي عن المنكر للتصدي لهذه الفوضى والتعدي على الجهات المنصوص عليها في أمر خادم الحرمين الشريفين، وقبل ذلك كله فك طلاسم اللغز المحير من صمت وزير الإعلام على الهجوم والتسفيه والإساءات التي تغص بها الصحف اليومية ضد قرارات الهيئة بشكل مستمر.

ووصف التقرير أعمال المنتدى كحلقة في سياق الهجمة الشرسة المباشرة وغير المباشرة من قبل التغريبين في الصحافة والإعلام على الشريعة، وتشجيعهم للمرأة على الخروج على تعاليم دينها التي التزمت بها طوال أربعة عشر قرناً، وتعجب التقرير أن يلقي المنتدى دعماً واضحاً ومباشراً تماماً مثل الدعم الذى قدم إلى حركات التحرير النسائية في مصر، والتي انتهت بتعديل قوانين الطلاق ومنع تعدد الزوجات، علاوة على المطالبة للمرأة بالحقوق الاجتماعية والسياسية المزعومة، حتى وصلت أخيراً إلى حد المطالبة بالمساواة في الميراث وفي عدد الأزواج!!

ووصف التقرير ما يحدث بأنه أشبه بدق ناقوس الخطر أمام هذه الهجمة الشرسة على ثوابت الدين تحت ذرائع شتى، منها حق المرأة في السفور وقيادة السيارة والعمل كاشيرة وغيرها من مشاريعهم القادمة.


عبد الإله العبد الكريم:

واستبعد الكاتب عبد الإله العبد الكريم في مقاله (على رسلكم فمنتدى خديجة بريء) أن تدعو الأسماء المشاركة في المنتدى إلى الدين والأخلاق والفضيلة، ويصف الكاتب القائمين على المؤتمر بالخبث لأنهم يستغلون الأسماء الشرعية كمنتدى السيدة خديجة، وخديجة رضي الله عنها منهم براء، فهي رضي الله عنها نصرت الرسول وآزرته ولم تحارب الدين ولا العفاف كما إنهم يستعينون ببعض الأسماء الشرعية لتمرير مخططاتهم أمام المجتمع المحافظ أمثال أحمد بن قاسم الغامدي للحديث في المنتدى عن (القواعد الفقهية لمشاركة المرأة) وذلك كمكافئة له على فتنة الاختلاط التي أثارها. كل ذلك ظناً منهم أن أمثال هذه المؤتمرات والندوات (المؤامرات) ستمرّر على المجتمع الذي بدأ يعي هذه الخطوات العلمانية المكشوفة ممن هم أذناب للمنافقين وأسيادهم من اليهود والنصارى لضرب الإسلام وأحكامه الكبرى في عقر دار الرسالة وانطلاق الوحي.


حضور أجنبي:

ومن الملاحظ الحضور الأجنبي اللافت لفعاليات المنتدى بحسب ما أوردته صحيفة المدينة تحت عنوان إقبال وحضور مميّز للوفود النسائية الأجنبية حيث أبدين سعادتهن بما يطرح في المنتدى من ورقات عمل وجلسات لامست بشكل مباشر أهم المعوقات التي تواجه المرأة في مجلات العمل مشيدات بفاعلية تبادل الآراء والمباحثات التي تضع حلولاً للمعوقات التي تقف أمام مشاركة المرأة في مجالات التنمية الوطنية اقتصاديًّا واجتماعيًّا فقد قالت زوجة السفير الأمريكي لدى المملكة الدكتورة جانيت سميث أستاذة العلاقات الدولية إن المنتدى تميّز بالتنظيم الجيد والحضور المميز، متمنية أن يستمر هذا التفاعل في جميع المنتديات، وأن يحقق المنتدى الأهداف التي عقد من أجله.


فعاليات المنتدى:

يذكر أن منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي أقيم في دورته الثانية تحت عنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" رعته صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبدالعزيز رئيسة مجلس إدارة مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة بفندق الهيلتون بمحافظة جدة على مدى ثلاثة أيام. شهد اليوم الأول قصصا عالمية عن "المرأة القيادية وتجاربها في صناعة القرارات"، أدارت محاورها الدكتورة لمى السليمان، وتحدثت خلالها الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز عن "مسيرة إنجاز المرأة السعودية"، تلتها وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد الخليفة التي تناولت "إنجاز المرأة البحرينية".

وتناولت الجلسة الثانية التي أدارتها مها فتيحي ''المرأة والتعامل معها في المجتمع''، تحدث فيها البروفيسور الدكتور طارق الحبيب استشاري الطب النفسي، وعزيزة المانع أستاذة علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، وإبراهيم عبد الرحمن البليهي عضو مجلس الشورى.

وتحدثت الجلسة الثالثة عن ''المرأة والإعلام واستراتيجية التخطيط''، وأدارتها الدكتورة منال سليمان فقيه، تحدثت فيها ثريا إبراهيم العريض مستشارة التخطيط بشركة أرامكو، والصحافية بارعة علم الدين.


أما الجلسة الرابعة فأدارها تركي الدخيل، عن ''القواعد الفقهية لمشاركة المرأة'' كما تحدث فيها الدكتور أحمد الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، ومنجية السويحي أستاذة علوم القرآن والتفسير في جامعة الزيتونة في تونس، والمستشار القانوني الدكتور يوسف الجبر رئيس لجنة المحامين في الغرفة التجارية والصناعية في الأحساء، فيما تناولت الجلسة الأخيرة ''الإجراءات الحكومية والعمال من النظرية إلى التطبيق'' حيث تحدث فيها الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وزير التربية والتعليم، وعبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام، والمهندس عادل فقيه وزير العمل.

وخرج المشاركون بتوصيات تتلخص في العمل على إشراك المرأة كمستشارة في هيئة كبار العلماء، ووضع "خطة وطنية" لتحسين صورة المرأة في المجتمع من خلال التعليم والإعلام وأنظمة التجارة والعمل، واستحداث هيئة تعنى بشؤون المرأة ووضعها بما يكفل لها المكانة التي وضعها لها الإسلام والعمل على تواجد المرأة كعضو فاعل في اللجان القضائية المختلفة ولجان الصلح بما يتعلق بالأحوال الشخصية والمشاكل الأسرية، ومشاركتها كعضو في المجالس الرسمية المعتمدة من الدولة مثل مجالس المناطق ومجالس الغرف التجارية والمجالس البلدية والهيئات المهنية المختلفة.

كذلك العمل على سن قوانين وأنظمة تكفل رعاية الأمومة والطفولة للمرأة العاملة والعمل على "إشراك المرأة في اللجنة المساندة لفضيلة المفتي العام للمملكة" والعمل على إنشاء لجنة تعنى بشؤون المرأة تضم تحتها كل النساء العاملات في حقول العلوم والمعارف المختلفة، وإنشاء قواعد معلومات تتبع وترصد المتفوقات من النساء المسلمات في مجالات متنوعة من العلم والعمل، والعمل على تواجد هيئة عليا مرتبطة بخادم الحرمين الشريفين مهمتها التنسيق بين القرارات الوزارية، والعمل على إنشاء قناة فضائية سعودية تحت اسم السيدة خديجة بنت خويلد لـ"نقل صورة المرأة السعودية والنموذج الذي تحتذيه والمنهجية التي تسلكها".

المصدر: تقرير إخباري ـ محمد لافي - موقع المسلم