فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون

أبو الهيثم محمد درويش

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر 77]

  • التصنيفات: التفسير -

{فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} :

أمر الله عز وجل ووجه رسوله والمؤمنين معه بالصبر على الدعوة و الصبر على القيام بواجبات الدين , و طمأنه بأن وعد الله حق , و إن تأخر النصر في الدنيا فحتماً سيقع في الدنيا أو الآخرة و إن تأخر عقاب المجرمين في الدنيا فحتما سيقع في الدنيا أو الآخرة , فالكل مرجعه إلى الله و الأمر بين الإمهال ووقوع النصر أو العقوبة إن عاجلاً أو آجلاً.
قال تعالى:

 { {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} } [غافر 77]

قال السعدي في تفسيره:

أي { {فَاصْبِرْ} } يا أيها الرسول، على دعوة قومك، وما ينالك منهم، من أذى، واستعن على صبرك بإيمانك { { إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} } سينصر دينه، ويُعْلِي كلمته، وينصر رسله في الدنيا والآخرة، واستعن على ذلك أيضًا، بتوقع العقوبة بأعدائك في الدنيا والآخرة، ولهذا قال: { {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} } في الدنيا فذاك { {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} } قبل عقوبتهم { {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} } فنجازيهم بأعمالهم، { {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن