المحصنات الغافلات

أحمد قوشتي عبد الرحيم

والمحصنات هن العفيفات ، أما الغافلات فهو وصف عجيب مدهش يستحق الوقوف أمامه طويلا ، لا سيما في عصرنا هذا الذي شاعت فيه نماذج الجرأة المذمومة ، وقلة الحياء لدرجة الصفاقة ، والعلاقات المحرمة بمراتبها المختلفة.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


ثمة نموذج للفتاة المسلمة يجب تذكير الناس به ، وحث الآباء والأمهات على تربية بناتهم عليه ، وهو نموذج " المحصنات الغافلات المؤمنات " وهو مقتبس مما ورد في قوله تعالى { إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

والمحصنات هن العفيفات ، أما الغافلات فهو وصف عجيب مدهش يستحق الوقوف أمامه طويلا ، لا سيما في عصرنا هذا الذي شاعت فيه نماذج الجرأة المذمومة ، وقلة الحياء لدرجة الصفاقة ، والعلاقات المحرمة بمراتبها المختلفة.

والغافلات : هن سليمات الصدور، نقيات القلوب، اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر، وهن البعيدات عن الفاحشة على الإطلاق، بحيث لم يخطر ببالهن شيء منها, لا من مقدماتها ، ولا من طرقها ، ولا من أماكنها ، فضلا عن أن تقع الواحدة منهن فيها عياذا بالله .

ومن سمات الغافلات : شدة الحياء ، والبعد عن الوقاحة في الألفاظ والتعبير ، والتوسع المحرم في العلاقات مع الرجال الأجانب ، فلا يتكلمن على الملأ في الأمور الخاصة ، ولا يخضعن بالقول ، ولا يتبرجن في الملبس والزينة ، ولا يطمعن فيهن الرجال ، ولسن لقمة سائغة يلتف حولها السفلة أو الأوباش .

وقديما استعظمت هند بنت عتبة أن تزني الحرة ، فقالت وهي تبايع النبي صلى الله عليه وسلم " أو تزني الحرة؟ " وكأن هذا الجرم الشنيع لا يمكن أن يتصور في حق الحرائر.

ومما يؤلم بشدة أن تقرأ في الأخبار كل فترة عن فاسق فاجر أوقع في شباكه عشرات النساء وأكثرهن متزوجات حيث بدأ الأمر باستدراج حتى وقعت الكارثة ، ومع شدة جرم هذا الذئب وشناعة فعله ، لكن لولا أن الباب كان مفتوحا أمامه ما طمع ، ولو وجد محصنات غافلات لخنس .

فرحم الله كل امرأة مؤمنة عفيفة حيية - رغم ضغوط الوقوع وانتشار التساهل - غافلة عن الفسوق ومقدماته ، لا بمعنى البلاهة والسذاجة ، لكن بمعنى الطهارة والاستقامة ، ووجود السد المنيع أمام كل طامع في قلبه مرض .