فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية من للعلامة العثيمين (3)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • التصنيفات: الحديث وعلومه -

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

صحيح الإمام البخاري, وصحيح الإمام مسلم, رحمهما الله:

& صحيح البخاري أصحّ من صحيح مسلم, لأن البخاري رحمه الله يشترط في الرواية أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه, وأما مسلم رحمه الله فيكتفى بمطلق المعاصرة مع إمكان اللقى وإن لم يثبت لقيه.

& الصواب ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله أنه لا بد من ثبوت اللقى

& ذكر العلماء أن سياق مسلم رحمه الله أحسن من سياق البخاري, لأنه رحمه الله يذكر الحديث ثم يذكر شواهده وتوابعه في مكان واحد, والبخاري رحمه الله يُفرّق, ففي الصناعة صحيح مسلم أفضل, وأما في الرواية فصحيح البخاري أفضل.

مما يطفئ الخطايا:

& الصدقة تطفئ الخطيئة, ففيه الحث على الصدقة, فإذا كثرت خطاياك فأكثر من الصدقة فإنها تطفئ الخطيئة.

& الحث على صلاة الليل, و...أنها تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار.

خطورة اللسان:

& اللسان من أخطر ما يكون, فإن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من غضب الله لا يلقى لها بالًا يهوي بها في النار كذا وكذا, سنوات, وهو لم يلقِ لها بالًا, يتكلم بكلمة الكفر لا يلقي لها بالًا فيكفر ويرتد, والعياذ بالله.

تارك الصلاة:

& من ترك الصلاة فهو كافر...وهذا القول هو القول الراجح الذي دل عليه كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله عنهم حتى حكي هذا القول إجماعًا من الصحابة.

الأعمال الصالحة تقرب من الله:

الإنسان يشعر هذا بنفسه إذا قام بعبادة الله على الوجه الأكمل من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب أحسّ بأنه قَربَ من الله وهذا لا يدركه إلا الموفقون وإلا فما أكثر الذين يصلون ويتصدقون ويصومون ولكن كثير منهم لا يشعر بقربه من الله

إنكار المنكر:

& لو كان يرى منكرًا يحصل من بعض الأمراء, ويعلم أنه لو غير بيده استطاع, لكنه يحصل بذلك فتنة: إما عليه هو, وإما على أهله, وإما على قرنائه ممن يشاركونه الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فهنا نقول: إذا خفت الفتنة فلا تغير.

& الإنسان إذا لم يستطع أن يغير باليد ولا باللسان فليغير بالقلب, وذلك بكراهة المنكر, وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.

& فإن قال قائل: هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول: أنا كاره بقلبي؟ فالجواب: لا, لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم, إلا إذا أكرهوه, فحينئذ يكون معذورًا.

الهجرة من البلاد الكافرة, والتي تعلن الفسق وتظهره:

& إذا كان الإنسان يستطيع أن يظهر دينه وأن يعلنه ولا يجد من يمنعه في ذلك, فالهجرة هنا مستحبة, وإن كان لا يستطيع فالهجرة واجبة, وهذا هو الضابط للمستحب والواجب, وهذا يكون في البلاد الكافرة.

& البلاد الفاسقة التي تعلن الفسق وتظهره, فإننا نقول: إن خاف الإنسان على نفسه من أن ينزلق فيما أنزلق فيه أهل البلد فهنا الهجرة واجبة, وإن لا فتكون غير واجبة بل نقول إن كان في بقائه إصلاح فبقاؤه واجب لحاجة البلد إليه في الإصلاح.

القومية العربية:

& نجد الذين قاتلوا حمية ممن ينتسبون للإسلام لم ينجحوا, ولن ينجحوا, فماذا حصل من قتال العرب لليهود؟ حصل الفشل, وحصلت الهزيمة لأنهم لا يقاتلون لتكون كلمة الله هي العلياء, بل يقاتلون للقومية العربية

& هذه القومية حصل بسببها من المفاسد بأن دخل فيهم النصارى واليهود العرب ما دام مناط الحكم هو العروبة, كما دخل فيها الشيوعيون وغيرهم إذا كانوا عربًا, ولا يعقل أن يهوديًا أو نصرانيًا يقاتل لحمية الإسلام.

الخلاق بين أهل الصلاح والاستقامة, وأثر ذلك على الأمة:

& بعض أهل الإصلاح...يبدع ويفسق بعضهم بعضًا ولو أنهم...إذا اختلفوا اتسعت صدورهم في الخلاق الذي يسوغ فيه الخلاف وكانوا يدًا واحدة لصلحت الأمة

& إذا رأت الأمة أن اهل الصلاح والاستقامة بينهم هذا الحقد والخلاف في مسائل الدين, فستضرب صفحًا عنهم, وعما عندهم من خير وهدى, بل يمكن أن يحدث ركوس ونكوس, وهذا ما حدث والعياذ بالله.

المحرمات التي يفعلها الإنسان ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا:

& جميع المحرمات في العبادات وغير العبادات إذا فعلها الإنسان جاهلًا أو ناسيًا أو مكرهًا فلا شيء عليه فيما يتعلق بحق الله, أما حق الآدمي فلا يعفى عنه من حيث الضمان, وإن كان يعفى عنه من حيث الإثم

من أسباب محبة الله عز وجل للعبد:

& ومن أسباب محبة الله للعبد وهو أعظم الأسباب: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾ } [ال عمران:31]  

& الزهد من أسباب محبة الله عز وجل, لقوله:  «ازهد في الدنيا يحبك الله» 

&كثرة النوافل سبب لمحبة الله عز وجل فإذا أكثرت من النوافل فأبشر بمحبة الله لك

& الله تعالى إذا أحب عبدًا سدده في سمعه وبصره ويده ورجله, أي في كل حواسه, بحيث لا يسمع إلا ما يرضى الله عز وجل, وإذا سمع انتفع, وكذلك أيضًا لا يطلق بصره إلا فيما يرضى الله, وإذا أبصر انتفع, كذلك في يده...كذلك يقال في الرجل.

& الله تعالى إذا أحب عبدًا أجاب مسألته وأعطاه ما يسأل وأعاذه مما يكره, فيحصل له المطلوب, ويزول عنه المرهوب.

متفرقات:

& الواحد منا _ ونحن مفرطون _ إذا قيل له: اتق الله. انتفخ غضبًا, ولو قيل له: الله يهديك, لقال: وما الذي أنا واقع فيه, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه ربه بقوله: {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ ﴾} [الأحزاب:1]   

& الكافر يجازى على عمله الحسن لكن في الدنيا لا في الآخرة, والمؤمن قد يؤخر له الثواب في الآخرة, وقد يجازي به الدنيا وفي الآخرة.

& كتبنا...رسالة موجزة, والحمد لله...تضمنت ذكر الأدلة على كفر تارك الصلاة, والجواب عن قول من يقول: إنه لا يكفر.

& شرب الخمر للعطش لا يجوز, قال أهل العلم: لأن الخمر لا يزيد العطشان إلا عطشًا فلا تندفع به الضرورة.

& الفرق بين الضرر والضرار, أن الضرر يحصل بدون قصد, والمضارة بقصد.

& الصواب أن الفرض والواجب بمعنى واحد, ولكن إذا تأكد صار فريضة, وإذا كان دون ذلك فهو واجب, وهذا هو القول الراجح في هذه المسألة.  

& السبط: هو ابن البنت, وابن الابن يسمى: حفيدًا.

& الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام.

& اللغو: ما ليس فيه خير ولا شر, فلا يحرم أن يقول الإنسان اللغو, ولكن الأفضل أن يسكت عنه.

& عليك الحلم ما أمكنك ذلك, حتى يستريح قلبك, وتبتعد عن الأمراض الطارئة من الغضب, كالسكر والضغط وما أشبهه. والله المستعان.

& إذا نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك, فارض بقضاء الله وبقدره, ولا حرج أن تحاول دفع الضرر عنك.

& الفرج انكشاف الشدة والكرب, فكلما اكتربت الأمور فإن الفرج قريب.

& الكربة كل ما يكرب الإنسان ويغتم منه ويتضايق منه.

& السكينة: طمأنينة القلب, وانشراح الصدر.

& الكلمة الطيبة صدقة, أي كلمة طيبة سواء طيبة في حق الله كالتسبيح والتكبير والتهليل, أو في حق الناس كحسن الخلق صدقة.

& القول الراجح أنه تسن المداومة على ركعتي الضحى.

& الشمس هي التي تدور على الأرض.

& الهدية تُذهب السخيمة وتوجب المحبة.

& الاجتماع على العبادات ولا سيما على الصلوات الخمس والجمع والأعياد فإن هذا يوجب المودة والأخوة.

& إزالة الأذى عن الطريق صدقة, وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية.

& لا يغتر الإنسان بإفتاء الناس لا سيما إذا وجد في نفسه ترددًا, فإن كثيرًا من الناس يستفتي عالمًا أو طالب علم ثم يتردد ويشك فهل لهذا الذي تردد وشك أن يسأل عالمًا آخر؟ الجواب: نعم, بل يجب عليه أن يسأل...إذا تردد في جواب الأول.

& الوعظ: التذكير بما يلين القلوب سواء كانت الموعظة ترغيبًا أو ترهيبًا.

& تأثير المواعظ له أسباب منها: الموضوع, وحال الواعظ, وانفعاله.

& الرجل المؤمن يكره أن يطلع الناس على آثامه, أما الرجل الفاجر المتمرد فلا يكره أن يطلع الناس على آثامه, بل من الناس من يفتخر ويفاخر بالمعصية.

& القلب إذا خاف بكت العين, وإذا كان قاسيًا نسأل الله أن يبعدنا وإياكم من قسوة القلب لم تدمع العين.

& وجوب السمع والطاعة لولي الأمر وإن كان يعصي الله عز وجل إذا لم يأمرك بمعصية الله عز وجل.

& عظمة احتقار المسلم, لقوله:  «بحسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم » 

& الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا فما جوابنا...؟ جوابنا أن نقول: لو اتقى ما هاهنا لاتقت الجوارح

& ينبغي للإنسان أن يسأل الله تعالى التيسير, أن ييسر أموره في دينه ودنياه, لأن من لم ييسر الله عليه فإنه يصعب عليه كل شيء.

& الشارب لا يؤمر بإزالته نهائيًا كالحق مثلًا, حتى إن الإمام مالك رحمه الله قال: ينبغي أن يؤدب من حلق شاربه, لأن الحديث  «أحفوا الشوارب » 

& الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, ففيه الحث على إخوانه المسلمين في كل ما يحتاجون إلى العون فيه

& ليتنا نتأدب بهذا الحديث ونحرص على تفريج الكربات وعلى التيسير على المعسر وعلى ستر من يستحق الستر وعلى معونه من يحتاج إلى المعونة.

& الأمور بيد الله عز جل, فبيده التسهيل, وبيد ضده, وإذا آمنت بهذا فلا تطلب التسهيل إلا من الله عز وجل.

& تجد طبائع العرب غير طبائع غيرهم, فهم خير في الفهم, وخير في الجلادة, وخير في الشجاعة, وخير في العلم, لكن إذا أبطأ بهم العمل صاروا شرًا من غيرهم

& مضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور منها: الأول: الزمان. الثاني: باعتبار المكان الثالث: باعتبار العمل. الرابع: باعتبار العامل. أيضًا يتفاضل العمل بالإخلاص

& معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب.

& الغالب أن ما يذكره من الأحاديث الضعيفة في هذا الكتاب أنه له شواهد يرتقى بها إلى درجة الحسن.

& إلى هنا ينتهى الكلام على الأربعين النووية المباركة, التي نحث كل طالب علم على حفظها وفهم معناها والعمل بمقتضاها, نسأل الله أن يجعلنا من سمع وانتفع إنه سميع قريب, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                             كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ