بعض الناس المقاييس عنده دنيوية محضة

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}  [النساء: 72، 73].

  • التصنيفات: التفسير -

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}  [النساء: 72، 73].

 

هذا حال بعض الناس، يحجم في مواطن الإقدام، ويبطئ إذا أريد منه الإيضاع؛ لأن المقاييس عنده دنيوية محضة، ولا يعلم المسكين أن المسارعة إلى الطاعات من أولى المهمات وأجل القربات، ولِمَ لا؟ وفيها رضا الرب تبارك وتعالى، ألم يقل نبي الله موسى عليه السلام: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84].

 

فإذا رأي المسارعين إلى الطاعات المبادرين للفضائل والخيرات، أصابهم ما لا يسلم منه البشر من المصائب عدَّ تخلُّفه نعمةً، وإحجامه فوزًا، وتأخره نصرًا.

 

وإذا أصابهم فضلٌ من الله تعالى، وفتح الله تعالى عليهم، وحازوا الغنيمة، تحسَّر غاية الحسرة، وندم ألا يكون معهم لينال شيئًا من الغنيمة، ويرجع بلعاعة من الدنيا، ولم يدر المسكين أن غدوة في سبيل الله أو رَوحة خيرٌ من الدنيا وما فيها؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»[1].

 

فاحذَر أن تكون الدنيا أكبرَ همِّك ومبلغ علمك.

 


[1] رواه البخاري- كِتَابُ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ الغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَابِ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، حديث رقم: 2792، ومسلم- كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ فَضْلِ الْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حديث رقم: 1880.

____________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب