تحية من العراق في رمضان

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير

أحبتي في الله ..

رسالة من العراق إلى أمتها الإسلامية في شتى أصقاع الأرض ...

" أمتي الحبيبة .. أعاد الله عليك أيام الخير والبركات , باليمن والخيرات , ووافر المسرات .

هاهو ذا رمضان جديد يحل علينا , ونحن نقاسي ويلات استعمار غاشم , تعامت عنه أعين غلف , وخانتنا من أجله قلوب قاسية , أقسى من الحجارة باعت دينها بعرض من الدنيا زائل قليل , فإنا لله وإنا إليه راجعون .

أخبرك أمتي الحبيبة بأننا نفطر على أزيز الطائرات , ونتسحر على دوي المدافع , ونقضي صومنا مترقبين , ليس ساعة الإفطار وإنما دخول العدو علينا في أي ساعة من ليل أو نهار.

أمتي الحبيبة , هل هانت عراقك على قلوب أحبابها , أم نسوا عروس العروبة وعبق التاريخ وعاصمة الخلافة.

هانحن ذا نستعد لقدوم العيد كما يستعد سائر القوم بالألوان الزاهية في الشوارع والبيوت , أما هم فتتلون بيوتهم بالزهور والرياحين وشتى العطور , وأما نحن فتزدان المنازل بلون آخر لون دماء الشهداء الغر الميامين , وتمتلئ الحارات برائحة هي خير من رائحة الرايحين , إنها رائحة المسك الخالص المنبعثة من أجساد الشهداء الأطهار .

أبطال الفلوجة يحيون أمتهم ويخبرونها بأنهم رفعوا رأسها في وقت كم نكست للكفر رؤوس , قدموا أنفسهم ومعها الغالي والنفيس , رخيصة لله يبتغون بها سلعته , ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة

بغداد تهتف ... أمتي هل من مجير ,,,, أين أنت يا صلاح الدين , أبحث عنك في أوساط الرجال , ولكن ...لم أسمع إلا رد ابن العلقمي ... لبيك يا بغداد , اهنئي في أحضان زوج جديد ,

يا إلهي .... أما من رد غير هذا الرد , أما من صوت غير هذا الصوت

بغداد تتساءل ؟؟؟؟ هل من مجيب

أين أنت يا معتصم , بل أين خالد ,,,,, أليس فيكم رجل رشيد....

لازلت أبحث في وجوه

الناس عن بعض الرجال

عن عصبة يقفون في

الأزمات كالشم الجبال

فإذا تكلمت الشفاه

سمعت ميزان المقال

وإذا تحركت الرجال

رأيت أفعال الرجال

يسعون للغايات لو

كانت على بعد المحال

ويحققون مآثراً كانت

خيالاً في خيال



أمتي , الأمل في الله , الأمل في الله , الأمل في الله

ورسالتي إلى رجال أمتي الأحباء : حققوا المحال فكم من كبوة مرت وعادت الأمة من بعدها لسابق عافيتها , من أجلكم خلقت الدنيا , فهلا صنعتم للدنيا مجدها وفخارها , فلا مجد لها إلا بالإسلام ولا عز لها إلا بعز المسلمين, أحبتي : أنتظر منكم الرد , ولا أريد رد ابن العلقمي

وإنما أريد رد صلاح الدين , بل أريد صيحة قطز "وااااااا إسلامااااااه" , وأريد رد خالد " فلا نامت أعين الجبناء" .

إنني انتظر منكم العز ابن عبد السلام , وأتأمل في وجوهكم بن تيمية , ولا حبذا لو خرج منكم بيبرس ,

أيها المسلمون , وحدوا الصفوف واجتمعوا على منهج التوحيد وإياكم والتشرذم , وكونوا يداً واحدة , وخذوا بأسباب القوة , وبغداد في الانتظار ,واعلموا أن الله بشر عند تحقيق الإيمان والتقوى بزوال الكيد فقال : { وإن تؤمنوا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً }

واعلموا أن كل ما أصابنا إنما هو من عند أنفسنا قال تعالى : { قل هو من عند أنفسكم }

وخذوا بأسباب القوة والتمكين بالاجتهاد في العلم والعمل من أجل رفعة الدين قال تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } .

بغداد في الانتظار : تتهيأ كالعروس , عروس الإسلام , لترتمي من جديد في أحضان أمتها الغالية , تنتظر صدور الأبطال يقابلون بها المحال , لايبالون في الله ولايخشون فيه بطال ,

وكل عام وأنتم بخير
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام