أتلعثم كثيرا في النطق!!

أريده منك يا دكتور أن تقول لي ماذا أفعل في الموقف التالي عندما أسأل سؤال لا مفر من الإجابة عليه مثلا أن أسأل عن تخصصي أو مكان إقامتي أو ما اسمك وكم عمرك وارتبط لساني وعجزت عن الكلام فماذا أفعل في هذا الموقف و أتمنى أن تجيبني عن سؤالي لأنك إن أجبتني سوف أكون شاكر لك ولا أنسى لك هذا الموقف و أدعي لك بالخير لأنك أجبتني عن سؤال حيرني و لم أستطع طوال عمري عن إيجاد حل له وشكرا.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أنا شاب عمري 18 سنة وعندي مشكلة صغيرة و هي أني أتلعثم وأتأتأ و المشكلة هذه تلازمني من الصغر منذ كان عمري 4 سنين و لكن عندما كنت صغيراً لم أشعر بها و لم ألاحظها وعندما كبرت زادت معي ولاحظتها وعندما وصلت المرحلة الثانوية تأثرت كثيراً ولم أستطع أن أعبر عن الذي أريده وأحرجت عندما يسألني المدرس عن سؤال أعرف لإجابته ولكن لا أستطع الإجابة وكأن لساني مربوط ولا أستطع نطق حرف واحد

حتى أصبت بالإحباط الشديد لأني لم أستطع التعبير عن نفسي وعن أفكاري وذهبت إلى طبيب نفسي وتعالجت ووجدت اختلافا كبيرا وتحسنت حالتي بشكل كبير وملحوظ وارتفعت ثقتي بنفسي كثيرا وأنا الآن بحال أفضل والحمد الله و أنا أواظب على تمارين الاسترخاء واقرأ بصوت عالٍ ولكن يا دكتور لم اتخلص منها بتاتا وما

أريده منك يا دكتور أن تقول لي ماذا أفعل في الموقف التالي عندما أسأل سؤال لا مفر من الإجابة عليه مثلا أن أسأل عن تخصصي أو مكان إقامتي أو ما اسمك وكم عمرك وارتبط لساني وعجزت عن الكلام فماذا أفعل في هذا الموقف و أتمنى أن تجيبني عن سؤالي لأنك إن أجبتني سوف أكون شاكر لك ولا أنسى لك هذا الموقف و أدعي لك بالخير لأنك أجبتني عن سؤال حيرني و لم أستطع طوال عمري عن إيجاد حل له وشكرا.

الإجابة:

شكرا لك على تواصلك.

ليست اضطرابات الكلام والنطق بالأمور النادرة عند الأولاد والشباب، والغالب وكما حدث معك أن تبدأ من الطفولة، ولكن تبدأ تؤثر في الشخص عندما يصل مرحلة المراهقة والشباب، لأن من الطبيعي في هذه المرحلة أن يزداد اهتمام الشخص بهيئته وصورته أمام الآخرين.

 

وجميل أن أسمع منك أولا أنك ذهبت للطبيب النفسي، وهذا هو الأصل أن يتعامل الإنسان مع الأمر بكل موضوعية وشفافية، ويطلب العلاج، وما سرّني أكثر أنك شعرت بالتحسن الواضح.

 

إن من طبيعة مشكلات الكلام أو النطق أنها قد لا تختفي كليا، وإنما قد يبقى لها بعض الأثر الذي يظهر بين الحين والآخر، وخاصة في وقت الارتباك، أو عندما يسألك أحدهم سؤالا بشكل مفاجئ، فتشعر بالارتباك؛ ومن هنا تأتي النصائح المفيدة في المزيد من التحسّن الذي حصل عندك.

 

فأولا يفيد أن تتذكر أن بعض هذه الصعوبات، ولو بشكل خفيف قد تظهر بين الحين والآخر، وبالتالي لا تتفاجئ من حصول هذا، ولا تعتبره حالة من الانتكاس أو التراجع، وإنما هو أمر عاديّ.

 

وثانيا أن تتوقع بين الحين والآخر أن يطرح عليك شخص سؤال بشكل فجائيّ، وأن هذا من طبيعة الحياة، ومن طبيعة العلاقات الإنسانية. وبالتالي يمكنك القيام ببعض "الحيل" التي يمكن أن تخفيف قليلا بعض هذا الارتباك، وبعض صعوبة النطق هذه.

 

فمثلا يمكنك التباطؤ في الإجابة، وأن تأخذ وقتك الكافي قبل الإجابة، فيمنك مثلا أخ نفس عميق، وببطئ بحيث تعطي المتحدث معك انطباعاً أنك تأخذ نفسا مريحا.

 

وكذلك يمكن أن تتظاهر بأنك تفكر في الجواب، وهذا أمر عادي، فأنت غير مضطر للجواب السريع، ولكل إنسان سرعته في الكلام والإجابة على أسئلة الآخرين.

 

وأمر آخر يمكنك القيام به، وهو أن تجيب على السؤال بسؤال آخر كنت قد أعددته مسبقا، فمصلا إذا سألك "ماذا تعمل؟" فيمكنك أن تسأله "قل لي أنت أولا ماذا تعمل؟" وهذا سيعطيك بعض الوقت للتفكير واستجماع أمرك لتجيبه على سؤاله، ولا تقلق من كيف ستكون ردة فعل الشخص الآخر،

 

ويمكنك أن تأخذها على أنها طريقة طريفة في إجابته على سؤاله بسؤال آخر، وكثير من الناس يفعلون هذا وحتى من ليس عنده مشكلات النطق.

ولا بد أن تستمر بالتدريبات وتمارين الاسترخاء.

وفقك الله، ويسّر لسانك لكل خير.

 

المستشار: د. مأمون مُبيض