الرشوة

عبد الله بن عبد العزيز العقيل

  • التصنيفات: فقه المعاملات -
السؤال: سائل يسأل عن حكم الرشوة إذا دفعها الإنسان مضطراً، سواء كانت قليلة أو كثيرة.
الإجابة: الرشوة حرام بالاتفاق، وملعون فاعلها، وهي من كبائر الذنوب والعياذ بالله، ومع هذا فهي مما يفسد المجتمع، وينزع الثقة فيما بين الناس، ولا يطمئن الإنسان لإجراء العدالة في قضيته، وهي ظلم صريح، وأكل لأموال الناس بالباطل، قال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (1).

قال المفسرون: نزلت هذه الآية فيمَن يدفع الرشوة إلى الحاكم؛ ليحكم له بغير حقه، أو بأكثر من حقه، أو لئلا يحكم عليه بأداء الحق الذي عليه، ونحو ذلك. وفي قوله تعالى: {وََأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} توبيخ لهؤلاء؛ لأن الإقدام على القبيح مع العلم بقبحه أقبح، وصاحبه بالتوبيخ أحق.

وعن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي (2) (رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح)، وفي الباب عدة أحاديث تركنا إيرادها؛ إيثاراً للاختصار، وهي تدل على أن كلا من الراشي والمرتشي ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله والعياذ بالله، فأي وعيد أعظم من هذا؟

كذلك الرائش: وهو السمسار الذي يسعى بينهما، ويمشي لتحقيق هذه الجريمة القبيحة. لا يختص هذا في أخذ الرشوة في الأحكام الشرعية فقط، بل كل من تولى ولاية فخان فيها، وتلاعب بحقوق عباد الله، وأخذ الرشوة مقابل ذلك، فهو داخل في عموم الأحاديث السابقة.

___________________________________________

1 - سورة البقرة: الآية (188).
2 - أخرجه أبو داود (3580)، وأحمد (2/ 164، 190، 194، 212)، وأبو داود الطيالسي في (مسنده) (2276)، والترمذي (1337)، وابن ماجه (2313)، والبيهقي (10/ 138، 139)، والحاكم (4/ 102، 103).