كيف العرس؟

عبد الحي يوسف

  • التصنيفات: العلاقة بين الجنسين -
السؤال:

تزوجت بفتاة تعمل في شركة وأنا مقيم في إحدى الدول العربية، والزواج تم في السودان، وبعد أسبوع من العقد والانتهاء من مراسم الزواج نزلت زوجتي الشغل لتسليم ما تبقى من عمل لديها، لأنها مسافرة كي تقيم معي في الدولة التي أقيم فيها، واستمر التسليم والتسلم لمدة خمسة عشر يوماً، وهذا يعني أن كل الموظفين والموظفات يقابلونها في الشركة، وبعد أن سافرت ووصلت وقضينا فترة شهرين؛ وجدت في يوم من الأيام عن طريق الصدفة رسالة في بريدها الإلكتروني من زميل لهل يسألها: "كيف لقيتي العرس؟ نواصل ولا ننسى الموضوع؟"!!

وبعد أن قرأت تلك الرسالة غضبت من ذلك الشخص الذي سأل السؤال أعلاه، وأرسلت له عدداً من الرسائل، وهذا أضعف الدفاع عن العرض، وزوجتي غضبت مني غضباً شديداً وصل إلى درجة البكاء؛ مبررة زعلها بأن الموضوع بسيط ولا يستأهل أن أتكلم فيه مع هذا الزميل لأنها تثق فيه كثيراً كما تثق في نفسها، علماً بأن هذا الزميل اعترف بالقصد من سؤاله، كما لا يرضاه لأخته ولا لزوجته ولا لأهله، وأنا عندما غضبت ودافعت عن عرضي عن طريق الرسائل لعدم وجودي في السودان كان هذا بدافع الغيرة وليس سوء الظن، وهذا أبعد ما يكون عندي، أفتوني في هذا؛ رحمكم الله، ولكي تعم المنفعة على الجميع، بارك الله فيكم.

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد يكون قصد الرجل كما قالت زوجتك سليماً؛ لكنه على كل حال مخطئ متعد للحدود الشرعية؛ إذ ما كان له أن يرفع الكلفة بينه وبين امرأة أجنبية عنه جمعه بها عمل في مكان واحد يوماً من الأيام، وهذه هي الآفة التي يعاني منها أكثر الناس في مجتمعنا؛ حيث يتعامل الذكر مع الأنثى متعدِّين ضوابط الشرع، وهم بين إفراط وتفريط فمنهم من لا يسلِّم على النساء قط بل يعبس في وجوههن ويقطب جبينه إذا لقيهن؛ خلافاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا مر بالنساء يلقي عليهن السلام ويجيب على أسئلتهن ويقضي حوائجهن، ومنهم من يتعامل مع النساء كلهن وكأنهن محارم له؛ يصافحهن ويمازحهن ويخالطهن ويرفع الكلفة معهن، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.

فأنت محق في غضبك من ذلك الرجل غفر الله له؛ وينبغي لك التفاهم مع الزوجة في وجوب التزام الحدود الشرعية في التعامل مع الرجال الأجانب أياً كانوا، منعاً لسوء الظن والقيل والقال، ومن أجل أن تدوم الألفة بينكما، والله ولي التوفيق.