حكم العمل كمحاسب في شركات أساس نشاطها الحل إلا أنها تتعامل بالربا؟ وما حكم العمل كمدقق حسابي لشركات كانت حلال وأخرى لها نشاط كانت محرمة؟

محمد بن سعود العصيمي

  • التصنيفات: فقه المعاملات -
السؤال:

1- إذا عمل الشخص في مجال المحاسبة في شركات لا يكون نشاطها الأساسي حرامًا، وإنما كما تعلم أن وظيفة المحاسب هو تسجيل جميع المصاريف والإيرادات، التي تتحقق على الشركة، وتسجيلها بالدفاتر حتى تعلم الشركة ما هو جميع مصاريفها مقارنة بإيراداتها، لمعرفة الربح أو الخسارة ومن ضمن هذه المصاريف فوائد البنوك على القروض الربوية، ومن ضمن الإيرادات فوائد الودائع البنكية.

فهل وظيفة المحاسب بتسجيل تلك الفوائد يدخل في الحديث الملعون (كاتبه)، أم هي تتعلق في كاتب العقد الربوي، علمًا أنني لا أتعامل بالربا وكثير من الشركات تتعامل به وأنا أنكر ذلك في قلبي؟؟

أين أعمل في مجال المحاسبة إذا كان حرامًا؟

في البنوك الإسلامية قليلة وفي حالة عدم قبولي ماذا أعمل أضيع دراسة 4 سنوات جامعة أرشدوني إلى طريق الحلال أثابكم الله عن ماذا أبحث؟

2- إذا عملت في شركات تدقيق الحسابات، فإنني ممكن أن أدقق على شركات تتعامل بالحلال، ويمكن أن أدقق أيضًا على بنوك وفنادق وشركات تتعامل بالربا، وأنت تعلم ما فيها من حرام، وإذا رفضت التدقيق ممكن أن أطرد من الوظيفة فهل تعتبر مهنة تدقيق الحسابات حلال على النحو المذكور؟

علمًا أنه قد حصلت حديثًا على شهادة (cpa) وهي من أعلى شهادات المحاسبة من أمريكا اعتبروني كابنكم ماذا تنصحوني؟

الإجابة:

لا شك أن كتابة عقد العملية الربوية والشهادة عليها داخلة في لعن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولكن، هل تقييد العملية في السجلات الخاصة بالشركة أو البنك، وهل التدقيق ووالعمل المحاسبي الذي يأتي بعد ذلك داخل في اللعن أم لا؟ الذي يظهر لي والله أعلم أنه غير داخل.

والحاجة ماسة لضبط العمليات المالية والتمويلية في الشركات، حتى لو كانت محرمة، وتضييع الحقوق بين الشركات وبين المقرضين والمقترضين حرام أيضا. ولا يعني ذلك أن تقر الطريقة الربوية في الاقتراض أو الاستثتمار بل يجب عليك أن تنكر بقلبك تلك المعاملات، وتنصح للشركة، وتدلهم على طرائق التمويل الإسلامية. ولا شك أنك لو انتقلت إلى شركة تتمول بالطرق الإسلامية فإن عملك فيها أحسن، وزرقك فيها أطيب. والله المستعان.

تاريخ الفتوى: 12-9-2005.