كيف ننظف بيتنا من السحر والشعودة؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

وكذلك لاحظنا أشياء غريبة تحدث بالبيت مثلا اختي الصغيرة لما تغسل الصحون تحس بشي يشد لها شعرها وشي يجذبها... ايضا في الليل نشعر باشياء تتحرك في المنزل ونشعر بجري في البيت... وأشياء أخرى كثيرة

  • التصنيفات: الذكر والدعاء - موضوعات متنوعة -
السؤال:

السلام عليكم،

اعيش مع عائلتي في منطقة شعبية والحمد لله سمعتنا كويسة ماعندناش مشاكل مع أي شخص ونساعد في جيراننا لو احتاجوا أي مساعدة ولكن في السنوات الاخيرة صار الجيران ينفروا منا بدون سبب ويتفادوا ان يتكلموا معانا من دون سبب .

وكذلك لاحظنا أشياء غريبة تحدث بالبيت مثلا اختي الصغيرة لما تغسل الصحون تحس بشي يشد لها شعرها وشي يجذبها... ايضا في الليل نشعر باشياء تتحرك في المنزل ونشعر بجري في البيت... وأشياء أخرى كثيرة

ملاحظة جاراتنا في الماضي كانت تبعث لنا في الطعام من حين الي اخر . تقول اشتهيت لكم هذا الاكل انتم واطفالكم لذلك عندي شك في السحر الماكول والمشروب

فما هو العلاج اللازم لنا وماذا نفعل لتنظيف المنزل والتخلص من السحر

حياك الله ياشيخ جزاكم الله عنا كل خير

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الابتلاء بالسحر مما قدره اللهِ على العبد، وأنه يدفع بِالْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ؛ فَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَد سُحِرَ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ، وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا، وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: «أَشَعَرْتِ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي، أَتَانِي رَجُلَانِ؛ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِيمَا ذَا، قَالَ: فِي مُشُطٍ، وَمُشَاقَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ»، فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: «نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ»، فَقُلْتُ اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقَالَ: «لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا»، ثُمَّ دُفِنَتِ البِئْرُ.

فرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وهو سيد البشر، أبتلي بالسحر، قَالَ الْخطابِيّ كما في – "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (23/ 16)-:

" إِنَّمَا كَانَ يخيل إِلَيْهِ أَنه يفعل الشَّيْء وَلَا يَفْعَله فِي أَمر النِّسَاء خُصُوصًا، وإتيان أَهله إِذْ كَانَ قد أُخذ عَنْهُن بِالسحرِ دون مَا سواهُ، فَلَا ضَرَر فِيمَا لحقه من السحر على نبوته وَلَيْسَ تَأْثِير السحر فِي أبدان الْأَنْبِيَاء".

وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اشْتَكَى، يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ، كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا».

وروى مسلم عنها أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، قال: «باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين».

وعنها أيضا عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال: النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها «باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا، بإذن ربنا».

ومن الرقية الثابتة في السنة : «اللهم ربَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ، شفاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا)، و(أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة»، و «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، و «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن هَمَزات الشياطين، وأن يحضرون، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرُج فيها، ومن شرِّ ما ذَرَأَ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرُج منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كلِّ طارقٍ، إلا طارقًا يطرُق بخير، يا رحمنُ»، و «بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم»، وغير ذلك من التَّعَوُّذ بالله.

هذا؛ والرقية الشرعية بالقرآن الكريم؛ وهي:

1- قراءة الفاتحة.

2- قراءة آية الكُرسي من سورة البقرة، وهِيَ قولُه - تعالى -: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255].

3- قراءة آيات الأعراف، وهي قوله - تعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117 - 122].

4- قراءة آيات في سورة يونس، وهي قوله - تعالى -: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ} [يونس: 80 - 82].

5- قراءة آيات من سورة طه، وهي قولُه عز وجل: {قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَيُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 68 ، 69].

6- قراءة سورة الكافرون.

7- قراءة سورة الإخلاص والمُعَوّذَتَيْنِ مع تكرارهم.

8- النفثُ والتفلُ على نفسك، وعلى من تَرقِيهِ بعد انتهاءِ القراءة؛ كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم.

9- قراءة أيات الرقية السابقة مع سورة يس والصافات على ماء ويغتسل به، ويرش في أركان البيت؛ فهو مجرب. 

مع المواظبة على كثرة القراءة والاستغفار، والأذكار المشروعة؛ كأذكار الصباحِ والمساءِ، وأذكارِ ما قبل النَّومِ، والدُّخولِ والخُرُوج.

أما ما يفعل مع تلك الجارة، فتفويض أمرها إلى الله، والاستعانة بالله تعالى، وللحفاظ على المال من السرقة فضغيه في حافظة، وأذكري اسم الله عليها. 

فإن لم تتحسَّن الحالة فلا بأسَ من الذهاب لأحد المُعالِجِينَ مع الحذر من الوقوع في شِباك السحَرة فإنَّه طريقٌ شائك،، والله أعلم.