حكم لمس القرآن بغير وضوء والقراءة من الجوال

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

لو انا على غير وضوء واردت ان اقرا القران هل يجوز مسكه والقراءه ام شرط الوضوء ؟؟ ثانيا اذا اشترط الوضوء فهل يجوز القىاءة من الهاتف المحمول او الجول ؟ وشكرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

 جوازَ قِراءة القرآن على غيْر وضوءٍ، وأنَّ الوضوء للقراءة مستحبٌّ فقط وليس بواجب في قَوْلِ عامَّة أهل العلم، فلا حَرَجَ منَ القِراءة على غَيْرِ وُضوء؛لِما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: "كانَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يذْكُر الله على كُلِّ أحيانِه".

أمَّا قِراءة القرآن من المصحف، فلا يجوز مَسِّ المصحف بغير وُضُوءُ؛لقوْلِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَمَسّالقُرآنَ إلا طاهر"؛رواهُ مالك والدارَقُطني، وهو قول جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة.

و"الطاهر" لفظة مشترك تشمل الطهارة من الشرك والذنوب والطهارة من النجاسات والأقذار، والطهرة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لأن الراجح في الأصول حمل المشترك على جميع معانيه .

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "والصحيح في هذا الباب ما ثَبَتَ عنِ الصحابة - رِضْوانُ الله عليهم - وهو الذي دلَّ عليه الكتابُ والسُّنة:وهو أنَّ مسَّ المصحف لا يجوز للمحدِث".

ولكن إن دعت الحاجة  إلى  مسه جاز حينئذ، وهو قول محققي مذهب مالك واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الراجح.

أما القراءة من الجوال فلا يشترط له الوضوء؛ لأنه لا يلحق بالمصحف، فيجوز لمسه من غير طهارة، لأن كتابة القرآن في الجوال ليس ككتابته في المصاحف، وإنما صور معروضة أو تطبيقات وليست حروفًا مكتوبة،، والله أعلم.