حكم من أعطى أرضًا لأمه فوهبتها لأخته

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم : يوجد اخ صديق قام شراء قطعته ارض بجوار منزله وكان هذا الاخ ديما مشاكل مع امه وعلشان يبر بها قام كتب الارض لها وحصلت مشاكل كتير فقامت الام بكت الارض للاخت فهل يجوز للام ان تكتب هذه الارض وهل يجوز للاخت اخذ هذه الارض علما بان الاخت مبسوطه وشكر

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن كان الحال كما ذكرت فإن عطية الابن الأرض لأمه هبة صحيحة توجب التملك، وأما تخصيص الأم ابنتها بالهبة، فمحرم غير جائز؛ لأن الشرع الحكيم أمر بالتسوية بين الأبناء في العطية؛ ففي الصَّحيحَين وغيرِهِما: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال لبشير - لمَّا جاءَه ليُشْهِده على موهبة وهبَها لابنِه النُّعمان - قال له:"(يا بشيرُ، ألك ولد سوى هذا؟" قال: نعم، فقال: "أكلّهم وهبتَ له مثل هذا؟" قال: لا، فقال: "فلا تُشْهِدني إذًا؛ فإنِّي لا أشهَد على جوْر"، ثم بين الحكمة من التسوية بين الأبنا في العطية كما في روايةٍ الصحيح فقال له: "أيسرُّك أن يكونوا إليْك في البرِّ سواء؟" قال: بلى، قال: "فلا إذًا".

قال ابن قدامة في "المغني": "فإن خصَّ بعضَهم بعطيَّة أو فاضَلَ بيْنهم، أثِم، ووجبتْ عليه التَّوبة بأحد أمريْن: إمَّا بردِّ ما فضَّل به البعض، وإمَّا إتْمام نصيب الآخر".

وعليه؛ فيجب على الأم أن تسترد الأرض من ابنتها وتقسمها بينها وبين أخيها بالسوية، أو بين جميه إخوتها إن كانوا أكثر من ذلك، كما يحرم على الابنة قبول تلك الهبة المحرمة.ِِِ