إني تائبة إلي الله

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم . انا فعلت اشياء كتير اخجل منها وما كنتش محجبه وحاليا اتحجبت الحمدلله وتوبت الي الله المشكله اني بحس ان الشيطان بيحاول معايا بكل الطرق انه يبعدني عن الطريق دا ممكن نصيحه ليا وازاي احصن نفسي . تاني حاجه اتجوزت عرفي من غير اهلي مايعرفوا هل زواجي باطل؟ ولو باطل اكفر عنه ازاي ولو هتزوج الشخص دا رسمي وطلقني اثناء الزواج العرفي هل الطلاق وقع ام لا يعتبر طلاق من الاساس.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فكل من تاب إلى الله توبة صادقة، واجتمعت فيه شروط التوبة النصوح من الاستغفار والندم والإقلاع والعزم على عدم العود- فإن الله تعالى يغفر ذنبه ويقبل توبته، فالله سبحانه وتعالى غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب؛ قال - تعالى -: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17]، وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ* وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 25، 26].

ومهما عظم الذنب وغلظ وجسم فإن التوبة تمحو ذلك كله؛ والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب، بل يغفر الشرك وغيره للتائبين؛ كما قال عزَّ وجلَّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه: 82].

روى الإمام أحمد والترمذيُّ وابنُ ماجه والحاكمُ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ ابْنِ آدَمَ خطَّاء، وخَيْرُ الخطَّائين التَّوَّابون)).

وروى ابنُ ماجه عن أبي عبَيْدَة بنِ عبداللَّهِ عَن أَبِيهِ قال: قال رسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم -: ((التَّائِبُ مِن الذَّنبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ)) (الزهد/4240) حسَّنه الألبانيُّ في "صحيح سنن ابن ماجه".

فذُنُوبُ العباد وإنْ عظُمَت فإنَّ عفوَ الله ومغفرتُه أعظمُ منها وأعظم، فهي ليستْ شيئًا في جنب عفوِ الله ومغفِرَتِه، فطوبَى لِمَنْ رَجَعَ إلى ربِّه نادمًا مُتحسِّرًا تائبًا، "وإذا تمحّض حقّ الله فهو أكرم الأكرمين، رحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره في الدّنيا لم يفضحه في الآخرة"، كما قال في الفتح للحافظ ابن حجر.

فأكثري من فعل الصالحات، وأبواب الخير كثيرة جدًا، من الصلاة والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن والصلاة على النبي، وغيرها كثير.

أما الزواج العرفي فقد سبق أن بينا أنه نكاح باطل في الفتاوى: "الزواج العرفي"، " حكم الزواج العرفي"، " حكم زواج السر ".

أما وقوع الطلاق في عقد الزواج الفاسد فقد سبق أن بينا أن الراجح من قولي أهل العلم هو وقوع الطلاق في النكاح الفاسد في الفتويين: "هل يقع الطلاق في الزواج الباطل "هل يقع الطلاق في الزواج بغير ولي؟"،، والله أعلم.