حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

منذ 2014-11-15

صلاح عبد الفتاح الخالدي

د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ولد في مدينة جنين في فلسطين (1/12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، دكتوراه في التفسير

  • 3
  • 3
  • 1,727
  • ابوالعبدين

      منذ
    السلام عليكم .. قول المفتى "لايوجد قران صريح ولاسنة صحيحة" • لعل الآية التالية تدحض هذه الشبهة .. "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقد استدل بها الشيخ الشعراوى لموضوع الفتوى .. شاهد كلامه على الرابط التالى .. https://www.youtube.com/watch?v=oafB98pM-oQ ووجه الإستدلال من الآية الكريمة أن بداية الرضا هو الرضا .. فلكل أمر بداية!! أوبعبارة القرآن .. ودوا لو تدهن فيدهنون والمقصود ان بداية رضى اهل الكتاب تبدأ من حيث انتهاء معاداتك لطقوسهم ! لذا جاءت خاتمة الآية محذرة .. (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) فالرابط بين أول الآية وخاتمتها .. أن "ملتهم" لاتعدو سوى أهواء بشرية فكيف تقايضها مقابل الوحى الإلهى ! ولايختلف أحد أن الأعياد والمناسبات الدينية فرع أصيل من الملل والعقائد . • أما بالنسبة للسنة الصحيحة .. بداية فالسنة تعنى : القول أو الفعل او الإقرار وهذا يشمل قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره وكتابته وإشارته وهَمَّه وترْكه وتعريف التَّرْكُ: هو عدم فعل المقدور عليه. ومن المعلوم أن المدينة كان بها يهود كثيرون يجاورون اهل المدينة .. وكذا ايضا تجار كثيرون يفدون على النصارى .. ولم يرد الينا على الإطلاق ان اى منهم كان يجامل اهل الكتاب بخصوص اعيادهم الدينية! وهى مسألة متكررة بتكرر الأعياد .. ومسألة هامة بحكم التعامل اليومى مع اليهود! بل والنقل الثابت ان الرسول اكل من اكل اهل الكتاب واستجاب لدعوتهم وعاد مريضهم . فحُجة انه لم ترد سنة صحيحة فى هذا الشأن حجة بليدة باطلة في هذا الشأن لأنها مسألة كانت موجودة وهامة ومن لوازم المعاملات كما هو ملاحظ من تكرار السؤال عنها الآن. بل ومن المفارقات العجيبة ان تجد مناسبة مثل عاشوراء يتم النقل من مصادر مختلفة على أن اليهود والكفار كانوا يحتفلون بها ثم تنتقل لأهل الإسلام بأمر نبوى ويحتفل بها المسلمون بطريقتهم الشرعية ألا وهى الصوم .. ثم لاتجد اى اشارة او نقل عن تهنئة اليهود مثلا بهذه المناسبة والتى ثبتت صحتها وأقرها النبى ثم احتفل بها فكيف بالمناسبات المخترعة أو المحرفة! بل لعل ماسبق يدل أن هناك سنة صحيحة ثابتة ومطردة فى القرون المفضلة هى "الترك" .. لأن النبى فعل امامهم وسمح لهم بما هو أقل من ذلك من أكل وشرب واعادة مريض ومجاورة حتى اباحة النكاح منهم !! وكون الأمر لم يحدث لا يدل مطلقا على تحليله !! بل أقول العكس هو الأقرب لأن عدم وروده مع الحاجة اليه يدل على أنه كان ظاهر الفهم للصدر الأول لأن التهنئة مصادمة لقواعد أعلى وأهم فى الشريعة .. فالتحذيرات النبوية الشهيرة من مشابهة المشركين عموما واهل الكتاب خصوصا معلومة للجميع .. حتى فى المسائل التى تبدو ^هينة^ مثل أن النبى كان يسدل شعره ثم فرقه حتى يخالف اهل الكتاب أو البحث عن وسيلة مناسبة لجمع المسلمين لصلاة الجماعة !! وحتى فى الملابس عموما او ماكان من شعارهم الخاص. وقد نطق بذلك اهل الكتاب وقالوا .. ان هذا الرجل لا يجد شيئا يخالفنا فيه الا فعله .. او نحوه. كل هذا ليتميز المسلم ويشعر الاخر بتميز المسلم عنه .. بل ان المفسرين قالوا عن قول الله جل وعلا "ليعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" .. أن الغرض من الجزية على ضعف قيمتها هو اشعار الذمى انه صاغر لأهل الإيمان .. فلعله يبحث عن سبب هذا الصغار وأصله فيزيله بالإسلام. فالشريعة التى حذرت من المشابهة وحرصت على ايجاد مناخ وبيئة صالحة لأن ينفتح قلوب المشركين للدخول فى الإسلام لن تخلق مثل هذا النوع من التضارب بإقرارهم على أعيادهم الدينية المحرفة قطعا فضلا عن تهنئتهم بطقوسهم ونُسكهم المخالف للإسلام! • أما مسألة قاعدة "الأصل فى الأشياء هى الإباحة هى الحل" فأعتقد ان الفتوى التالية تكفى فى ازالة هذه الشبهة وتحقيق مناط تحقيق هذه القاعدة الصحيحة والمتفق عليها .. رابط الفتوى .. http://islamqa.info/ar/2376 لكن يتبقى اشارة لنقطة هامة .. ان استدلال المفتى بهذه القاعدة الفقهية المتفق عليها يناقض قوله .. "ليس هناك اية صريحة او سنة صحيحة غاية ماهنالك اجتهاد للعلماء". لأن ابن القيم نقل الإتفاق على حرمة التهنئة ! فاذا كان المفتى ليس من أهل السنة ولايرى بالإجماع فلماذا استدل بالقاعدة ؟! واذا كان منهم .. فلماذا قبل القاعدة المتفق عليها وترك الإتفاق على عدم التهنئة ؟! بل لم ينقل عن أحد من السلف خلاف عدم التهنئة !! ختاما .. اذا تنزلنا فى الكلام انها من المشتبهات .. فعندنا حديث صحيح صريح فى حكم المشتبهات !! والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً