وسم: أحكام الشريعة

شكوكي حول كثير مِن أحكام الشريعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا مِن عائلةٍ محافظة جدًّا، تربَّيتُ على القرآن، ولي فيه شهاداتٌ كثيرةٌ، وأنا حاليًّا أعمل مُعَلِّمةً للقرآن الكريم، لكن يا أساتذتي، لا أعلم لماذا عندما أتفكَّر في القرآن وأتدبره أجد فيه تناقُضاتٍ وأشياءَ غير منطقيَّة وغير إنسانية؟!

لماذا يأمرُ اللهُ الخالقُ الجبَّارُ المتَّصِف بالعدل المُطلَق بضربِ المرأة الناشز؟ ولماذا لا يُضرَب الرجلُ الناشز؟ لماذا يأتي أمرٌ ربَّاني إلهي لإعطاء الرجل الضوء الأخضر بضربي؟

أرجو ألَّا يحدِّثني أحدٌ عن تدرُّج الآية ونوع الضَّرب، وأنه خفيف وبالسواك وغيرها؛ فالآيةُ لم تحدِّد ماهيةَ الضرب أو نوعه!

الأنثى مخلوقٌ ضعيفٌ ورقيقٌ، كيف للإلهِ الذي خلَقَها بهذا الضَّعف أن يأمرَ الرجل بضربِها إن نشزتْ؟! ولماذا في عُرْف القرآن والأحاديث النبوية يتم تصويرُ المرأة على أنها عبدة مملوكة للرجل، ولو أمرتْ أن تسجدَ لغير الله لسجدتْ لزوجها؟! لماذا أنا عورة؟! لماذا يتم تغطيتي وإقصائي وحجبي، وأنا المظلومُ الذي لا حول له ولا قوة، وليس لي يد في أنني فتنة؟! بينما المتربِّص الظالمُ الفاعلُ يسير حرًّا طليقًا؟

لديَّ طُمُوحٌ كبيرٌ جدًّا لا أستطيع وصْفَه أو تصويره، لكني أشعُر في المقابل بالعجْزِ والضَّعْف والوَهَن عندما أقرأ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[الأحزاب: 33]، ومن الواقع الذي أعيشه! لماذا يأمُر إلهي وخالقي أنْ أقرَّ في بيتي؟! لماذا أنا ممنوعة مِن الانطلاق والسعي في الحياة؟ لماذا أتحمَّل كتْمَة النقاب؟ لماذا لا أستطيع قيادة السيارة؟ لماذا أنا محرومة مِنَ التفكير بحرية، واتخاذ قراراتي بنفسي؟ لماذا أنا دائمًا تابعة للرجل؟ لماذا عند الحديث عن الاحتجاب والاحتشام، يتم تحجيمي وتحقيري، لأُشبِه قطعة الشكولاتة المغطَّاة، المرفوعة فوق درج الدُّكَّان؛ ليأتيَ صاحبُ النصيب ويشتريها؟!

لا أعلم حقيقةً، هل أنا أكره الرجل أصلًا، أو أكره كوني أنثى، أو أكره التعاليمَ التي تأمُرُ الرجلَ باحتقاري، وتحجيم دوري في الحياة، وإقصائي مِن كافَّةِ الميادين السياسيَّة والعلميَّة والإنسانيَّة؟! مع ذلك فأنا مسلمةٌ، وأُصَلِّي، وأصوم، وأفعل أكثر مما يفعل الرجلُ المحسوب على الدين الإسلاميِّ، المأمور بضربي إن نشزتُ، لكنني حرَّة في عقلي وتفكيري، ولا أقبل أي شيء غير عقلاني، أو فيه تحقير لشخصيتي وأنوثتي، وإنسانيتي ووجودي، ربما لو كنتُ رجلًا لعشقتُ هذا الدين، ولهمتُ في حبِّه وتصديقه، لكن لأنني أنثى بهذا الوضْع؛ فالريبةُ والقلقُ يكاد يقضيانِ عليَّ ويدمِّراني!

 

فالذي يظهر مِن سؤالك -أيتها الأختُ الكريمةُ- أنكِ لا تريدين رُدودًا على تلك الشبُهات التي طفحتْ بها رسالتُك؛ لأنك -كما ذكرتِ- قرأتِ مئاتِ، بل آلافَ الردود، ولم تقتنعي بها -على حدِّ قولك- ولذا فلن أُجيبَ على شبهاتِك المطروحة ذاتها، ولكنني آخذٌ بيدِك إلى نقطة الصِّفْر؛ لنبدأْ مِن هناك بهذا السؤال: ... أكمل القراءة

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً